طهران تتهم واشنطن بتدريب «إرهابيين» في كردستان لمحاربتها.. وحكومة أربيل تنفي

خامنئي قال إن ضباطا أميركيين يمدون «بيجاك» بالمال والسلاح

الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مستقبلا وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في طهران أمس (أ.ف.ب)
TT

اتهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله علي خامنئي، أمس، الولايات المتحدة بـ«تدريب إرهابيين» في كردستان العراق، لمحاربة إيران خلال خطاب ألقاه في ساغيز (كردستان)، نقله التلفزيون الإيراني مباشرة، غير أن مسؤولا امنيا بارزا في أربيل نفى نفيا قاطعا تلك الأنباء.

وقال خامنئي أمام حشد هتف «الموت لأميركا»، «وراء حدودنا الغربية يقوم الأميركيون بتدريب إرهابيين». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية قوله، «يوزعون الأموال والأسلحة لمحاربة نظام الجمهورية الإسلامية»، مشددا على أن للأميركيين خططا خطيرة لكردستان، وان «هدفهم ليس مساعدة الأكراد بل السيطرة عليهم».

وكان خامنئي يشير إلى مقاتلي حزب الحياة الحرة (بيجاك) الكردية الانفصالية، التي تتمركز في شمال شرقي العراق ويتسلل عناصرها بانتظام إلى إيران لتنفيذ عمليات مسلحة.

وفي الرابع من فبراير (شباط)، اعتبرت الخزانة الأميركية هذه المجموعة «إرهابية»، وأعلنت تجميد أرصدتها. واعتبر هذا القرار بادرة حسن نية من قبل واشنطن حيال طهران.

وأضاف خامنئي، أن «أصدقاءنا الأكراد في الجانب الآخر من الحدود ابلغونا أن ضباطا أميركيين يقومون في جبال قنديل بتوزيع الأموال على الأكراد الشباب؛ للحصول على معلومات وتدريبهم، وهذا ليس جديرا بالأكراد».

وفي ختام زيارته لكردستان إيران، قال خامنئي، إن الولايات المتحدة لديها «مخططات خطيرة» للمناطق التي يعيش فيها الأكراد، وإنها تسعى للهيمنة على الشعب الكردي. وقال خامنئي «أينما استطاعوا يمدوا أيديهم؛ لينهشوا بمخالبهم الدامية الخسيسة جسد الشعب الكردي». وبحسب التقديرات فإن حوالي ثلاثة آلاف مقاتل كردي، معظمهم من حزب العمال الكردستاني ومن بيجاك، يلجأون إلى الجبال شمال العراق، خصوصا في جبال قنديل عند تخوم كردستان العراق على الحدود مع إيران وتركيا.

وحزب بيجاك مرتبط بحزب العمال الكردستاني، الذي حمل السلاح في 1984 مطالبا بالحكم الذاتي لشمال شرقي تركيا، حيث الأغلبية من الأكراد، وتتهم إيران بانتظام الولايات المتحدة بدعم بيجاك ومنظمات أخرى عند حدود إيران، وهو ما تنفيه واشنطن على الدوام. من جانبه، قال اللواء جبار ياور، وكيل وزارة شؤون البيشمركة، والمتحدث الرسمي باسم قوات حماية الإقليم، إن «حكومة الإقليم حريصة كل الحرص على ضمان امن وسلامة حدودها المشتركة مع دول الجوار، خصوصا مع الجمهورية الإسلامية وتركيا، وتسخر في ذلك السبيل كل ما لديها من إمكانات؛ بغية منع أي جماعة مسلحة من استغلال المناطق الحدودية كمنطلق لمهاجمة دول الجوار».

وشدد اللواء ياور في حديثه لـ«الشرق الأوسط» على أن الإمكانات اللوجستية لحكومة الإقليم، وقوات البيشمركة محدودة لا تكفي إطلاقا لبسط السيطرة الكاملة على حدود الإقليم المترامية مع دول الجوار . وأضاف وكيل وزارة البيشمركة، أن «المحافظة على أمن الحدود المشتركة وكذلك المجال الجوي والمياه الإقليمية مع إيران، هي من صلب مهام السلطات الاتحادية في العراق وفقا للدستور الدائم، ورغم ذلك تسعى قوات البيشمركة إلى تقديم الدعم والتعاون اللازم لقوات شرطة الحدود العراقية، من اجل حفظ امن الحدود مع إيران». وتابع يقول، إن «حكومة الإقليم أدانت بشدة وبشكل رسمي، العمليات المسلحة الأخيرة لمسلحي «بيجاك» ضد القوات الإيرانية، ثم أن الجميع يعلم بان القيادة السياسية الكردية وحكومة الإقليم ليست لهما أي اتصال أو علاقة من أي شكل لا مع حزب (بيجاك) ولا مع حزب العمال الكردستاني، لأنهما تسببا في خسائر لسكان المناطق الحدودية في الإقليم، تفوق بأضعاف مضاعفة الخسائر التي ألحقوها بكل من إيران وتركيا».

إلى ذلك، نقلت وكالة مهر الإيرانية عن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قوله، أثناء مؤتمر صحافي مشترك في طهران أمس مع نظيره الإيراني منو شهر متقي، «لقد تباحثنا مع المسؤولين الإيرانين بشأن عمل أميركا المرتبط بالإرهابيين، ونحن ندين ذلك، إلا أن كردستان العراق ألزمت نفسها بأن لا تضع أراضيها تحت تصرف من يقومون بعمل ضد إيران وتركيا ».

وجاءت تصريحات خامنئي ضد الولايات المتحدة بعد يوم من وضع أوباما، ولأول مرة جدول زمني تقريبي لمبادرته الدبلوماسية إزاء إيران، قائلا، انه يريد أن يشهد تقدما بحلول نهاية العام. وأبقى أوباما أيضا على احتمال فرض عقوبات أشد ضد طهران «لضمان أن تفهم إيران أننا جادون».

وحث خامنئي الناخبين الإيرانيين أول من أمس على دعم المرشحين المناهضين للغرب، دون أن يعلن تأييدا صريحا للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وهو خصم قوي للسياسات الغربية. وقال خامنئي، «لا تسمحوا لهؤلاء الذين سيستسلمون لأعدائنا (الغرب) والإضرار بمكانة أمتنا بتولي مناصب».