مؤتمر الأمن الفكري: مقترح بإنشاء مركز إعلامي يحاكي تجربة «مركز فجر» التابع لـ «القاعدة»

الموكلي لـ«الشرق الأوسط»: تتركز أهدافه على تفنيد المواد الإعلامية الصادرة عن التنظيم

TT

ناقش المؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري، المنعقد في العاصمة السعودية، مقترحا يرمي لإنشاء مركز إعلامي افتراضي، يحاكي تجربة «مركز الفجر» التابع لتنظيم القاعدة، والذي تم تأسيسه في أعقاب قيام ما يسمى بدولة العراق الإسلامية في فبراير (شباط) 2006.

وأشار مقدم المقترح الدكتور أحمد الموكلي، وهو باحث في شؤون «القاعدة» على الإنترنت في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى تغير آلية العمل الإعلامي لـ«القاعدة» منذ قرابة 3 سنوات، وذلك بعد توحيد جهود مؤسسات الإنتاج التابعة للتنظيم والبالغ عددها 7 مؤسسات.

وقال في بحثه الذي قدمه للمؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري، في ثاني أيامه، إن «الحرب كما يصفها قادة تنظيم القاعدة، لم تعد تنحصر في الكلاشنيكوف أو صواريخ الكاتيوشا بل أصبحت إعلامية أكثر منها ميدانية»، واستدل بكلام أيمن الظواهري الرجل الثاني في التنظيم، حين قال إن 50 في المائة من حربهم إعلامية.

وتتولى 7 مؤسسات إعلامية مهمة الترويج لنشاطات التنظيم، منها ما ينشط في جزيرة العرب، وآخر في بلاد الرافدين، وثالث في بلاد المغرب الإسلامي؛ وهي: مجلة صوت الجهاد، مؤسسة السحاب الإعلامية، القسم الإعلامي لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، القسم الإعلامي لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، مؤسسة صدى الملاحم، الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية، مؤسسة الفرقان الإعلامية.

ومنذ فبراير (شباط) 2006، كما يقول الموكلي الباحث في شؤون القاعدة على الإنترنت، تم توحيد جهود المؤسسات الإعلامية التابعة للتنظيم، وجمعها تحت مظلة مركز الفجر الإسلامي، الذي يقوم بدوره بتلقي المواد الإعلامية التي تصلها من تلك المؤسسات، وعمل المونتاج اللازم لها، ومن ثم اختيار الوقت المناسب لطرحها.

ودعا الدكتور أحمد الموكلي، للاعتراف بما اعتبره نجاح القاعدة إعلاميا، والاستفادة من تجربتهم في هذا الصدد، وهو الأمر الذي اقترح في سياق تحقيقه «إنشاء مركز إعلامي جامعي افتراضي تتولى من خلاله مجموعات طلابية الرد على إصدارات القاعدة وتفنيد ما يرد فيها بنفس الأسلوب، بإشراف من مختصين».

وشدد على أهمية هذا المقترح، لمواجهة الزخم الإعلامي لتنظيم القاعدة. وقال إن التنظيم أصدر 195 عملا إعلاميا في شهر واحد خلال عام 2007، وهو رقم ضخم للغاية.

ويؤكد المقترح الذي قدمه الباحث الموكلي، أهمية قيام المركز الإعلامي بمواكبة الأحداث والرد عليها في حينه. وضرب مثلا افتراضيا بقيام المركز بإصدار فيلم وثائقي حول جهود السعودية في خدمة القضية الفلسطينية، للرد على الخطاب الذي أصدره أسامة بن لادن خلال أحداث غزة الأخيرة.

ولم يخرج المقترح الذي قدمه الدكتور ماجد الماجد نائب المدير العام ورئيس تحرير مؤسسة الدعوة الإسلامية الصحافية، عن سياق مقترح الموكلي، حيث تقدم الماجد بمقترح «تخصيص مركز للرصد الإعلامي؛ يتابع بدقة كل ما ينشر حول الشأن السعودي، وما يثيره خطاب التطرف والغلو من الشبه التي يستهدف من خلالها توظيف الشباب واستغلاله في الاحتراب مع وطنه ومجتمعه، ومن ثم إعداد الردود المناسبة والموضوعية المدعمة بالدليل والخطاب العقلي».