الخرطوم تحذر تشاد: سنسحق أي قوة تحاول اختراق حدودنا

البشير في تجمع شعبي في كردفان: قرار المحكمة الدولية ناموسة في أذن فيل

TT

هدد السودان أمس بسحق أي قوات تشادية تغزو أراضيه، بعد أن أعلنت تشاد أنها تعد قواتها لعبور الحدود المشتركة بين البلدين. وقال مسؤولون سودانيون إنهم لم يرصدوا أي علامات على هجوم تشادي خلال الليل، لكنهم مستعدون لأي غزو. وقال بيان بثته وكالة السودان للأنباء إن «وزارة الدفاع السودانية تعلن أنها لن تسمح باستباحة الأراضي السودانية، وأنها سوف تسحق أي قوة تحاول اختراق الحدود السودانية».

وكان وزير الدفاع التشادي المؤقت قد أعلن أول من أمس أن قواته ستدخل السودان خلال ساعات لاعتراض المتمردين مع تصاعد التوترات بين البلدين. وتتبادل الجارتان بانتظام اتهامات بدعم المتمردين في الجانب الآخر، وساءت العلاقات المتوترة بين البلدين في الأسابيع الأخيرة. وقالت تشاد إن الخرطوم ساندت هجوما شنه المتمردون في وقت سابق هذا الشهر، بعد ساعات من توقيع الجانبين على اتفاق للمصالحة في العاصمة القطرية الدوحة.

واعترفت الحكومة التشادية بشن هجمات جوية داخل السودان في محاولة للقضاء على معسكرات المتمردين، وحتى الآن صدر عن الخرطوم التي تنفي مساندة المتمردين تصريحات تتسم بضبط النفس بصورة نسبية، وأشارت فقط إلى عواقب غير محددة لأي هجوم من جانب تشاد، وقالت إنها لا تزال تسعى إلى حل دبلوماسي.

وفي مؤشر آخر على تصاعد التوتر بين الجانبين، قالت مصادر للأمم المتحدة إن لديها تقارير غير مؤكدة عن قصف طائرات حربية سودانية لأراضٍ قريبة من حدود تشاد في شمال دارفور يومي الاثنين والثلاثاء، وهو الموقع الذي شهد الاشتباكات الأخيرة بين الخرطوم ومتمردي دارفور. وذكرت وكالة «رويترز» أن المصادر التي اشترطت عدم ذكر اسمها قالت إن هناك تقارير أيضا وردت من المنطقة عن قيام المتمردين بالرد على الهجمات، باستخدام أسلحة مضادة للطائرات.

وتتهم الخرطوم إنجمينا بتسليح ودعم الحركة، وهي إحدى حركتي التمرد الرئيسيتين في دارفور، الذي بدأ عام 2003.

من ناحية اخرى جدد الرئيس السوداني عمر البشير تأكيده رفض الاعتراف بقرار المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرة توقيف بحقه لارتكابه جرائم حرب في إقليم دارفور، وقال إن القرار ليس سوى «ناموسة في أضان فيل»، أي في أذن فيل. وقال في لقاء جماهيري حاشد في مدينة المجلد في ولاية جنوب كردفان الواقعة في الوسط الغربي للسودان، إن الحكومة ماضية في «بسط مشروعات التنمية في كافة ربوع البلاد دون الالتفات للدوائر الاستعمارية». وقال إن خطط وبرامج حكومة الوحدة الوطنية، الحكومة المركزية، ستركز في الفترة القادمة على نشر المشاريع الخدماتية في كافة أنحاء البلاد. وتعهد البشير بتحسين مستوى الحياة في المنطقة، ودعا مواطني الولاية للالتفاف حول برامج الحكومة حتى تستطيع تحقيق ما ينشده أهل الولاية من مشاريع خدماتية وإنمائية. وناشد البشير مواطني جنوب كردفان عدم «إثارة النعرات القبلية وتغذية الصراعات الفئوية».

ومن جانبه، قال أحمد محمد هارون، والي ولاية جنوب كردفان، الذي عينه الرئيس البشير في هذا المنصب، إن «الاستهداف الذي يتعرض له السودان أسهم إيجابا في توحيد عزيمة وإرادة أهل السودان، وأن يكونوا سندا وعضدا لقائد المسيرة المشير البشير». وتعهد هارون بأن حكومته ستمضي بالشراكة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان إلى غاياتها المنشودة. وكان هارون، وهو من المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية، جرى تعيينه في منصبه الحالي، بدلا عن منصبه السابق (وزير الدولة بوزارة الشؤون الإنسانية)، في إطار تعديل وزاري جزئي اتخذه الرئيس البشير قبل أسبوعين. ونظر المراقبون إلى تعيين هارون على أنه بمثابة نقل له إلى منصب بعيد عن الأضواء.