وزير خارجية إثيوبيا يدعو المجتمع الدولي لدعم الحكومة الصومالية.. قبل فوات الأوان

منظمة «الإيقاد» تعقد اجتماعا استثنائيا للبحث في الأوضاع السياسية المتدهورة في الصومال

عناصر من القوات الاسلامية المتشددة تقف عند نقطة جنوب العاصمة مقديشو أمس (رويترز)
TT

هيمن القتال بين القوات الموالية للرئيس الصومالي، الشيخ شريف شيخ أحمد، والمتمردين الإسلاميين، على الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء خارجية دول الإيقاد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أمس. وقلل مسؤول حكومي صومالي من أهمية ما حققته المعارضة من انتصارات عسكرية متتالية في زحفها المفترض نحو العاصمة مقديشو.

ورغم الانقسامات بين أعضائها حول كيفية التعامل مع الوضع الأمني والعسكري الراهن في الصومال، فقد جددت الدول الأعضاء في الهيئة الحكومية للتنمية «منظمة الإيقاد» دعمها للحكومة الانتقالية، بينما قال الأمين العام للمنظمة، محبوب معلم، أن ما يحصل «لم يعد حربا بين الصوماليين، بل حربا ضد الصومال، حربا ضدنا جميعا».

ودعا وزير خارجية أثيوبيا سيوم مسفن، المجتمع الدولي، لتقديم الدعم اللازم للحكومة الصومالية «قبل فوات الأوان»، وذلك في كلمة ألقاها خلال اجتماع استثنائي عقدته منظمة السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف «الإيقاد» التي يرأسها، لبحث الأوضاع المتدهورة في الصومال. وقال مسفن في الاجتماع الذي عقد في أديس أبابا، إن الأوضاع السياسية المتدهورة في الصومال خلال الأسابيع الماضية دفعت المنظمة لعقد قمة استثنائية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتقديم الدعم الكامل للحكومة الانتقالية من أجل التصدي للتحديات الكبيرة التي تعاني منها من قبل العناصر التي وصفها بالإرهابية في البلاد.

وأكد مسفن أن المنظمة بذلت كل ما بوسعها من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في الصومال ومن أجل مساعدة الشعب الصومالي الذي يعاني من حروب وصراعات مستمرة لأكثر من 18 عاما. وقال: «الوقت ليس في صالح الصومال وعلى المجتمع الدولي تقديم الدعم اللازم للحكومة الصومالية قبل فوات الأوان في الوقت التي تتلقى فيه العناصر المسلحة في الصومال دعما خارجيا مستمرا من دول قريبة وبعيدة عن المنطقة».

وأشار مسفن إلى صعوبة موقف الحكومة الصومالية في مواجهة عناصر الشباب وغيرها بإمكانياتها البسيطة جدا، وقال إن «قوة العناصر التي تقاتل في الصومال تأتي من ضعف الحكومة الانتقالية». وتطرق الوزير الأثيوبي إلى وجود مقاتلين من خارج المنطقة الإفريقية يقاتلون في صفوف عناصر الشباب والإسلاميين في الصومال، وقال: «الاقتتال والصراع الراهن في الصومال ليس بين الصوماليين فقط وإنما هناك أياد خفية وخارجية لا تحاول أن تعلن عن نفسها تعمل بقوة لزعزعة أمن واستقرار الصومال».

من جهته، قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جون بيج، إن هذا الاجتماع يأتي في الوقت الذي تعاني فيه الصومال من نزاعات وصراعات ليست فقط داخلية وإنما خارجية تهدف من وراء ذلك إلى تحقيق أهدافها الخفية وذلك بتقديم كافة أنواع الدعم للشباب المقاتلين الذين وصفهم بالمتطرفين ويعملون على زعزعة الأمن والاستقرار في العاصمة مقديشو وبعض المناطق الصومالية في الجنوب.

ودعا بيج مجددا مجلس الأمن الدولي لنشر قوات حفظ السلام الدولية في الصومال لوضع نهاية للتحدي الكبير الذي يواجه الأمن والاستقرار الدولي، مناشدا دول أعضاء المنظمة الأفريقية و«الإيقاد» والمجتمع الدولي الوقوف مع الحكومة الصومالية الانتقالية وتقديم كافة أنواع الدعم اللازم في هذا الوقت العصيب التي تمر به.

وجدد بيج التزام منظمته بتقديم الدعم الكامل لحكومة الرئيس الصومالي الشيخ شريف أحمد، مشيرا إلى أنه قد أرسل مبعوثه الخاص إلى الصومال قبل يومين للتضامن مع الحكومة الصومالية. وأكد أن الاتحاد الأفريقي يدين وبشدة الهجوم الذي تتعرض له الحكومة الانتقالية ومؤسساتها المختلفة، بالإضافة إلى المدنيين في العاصمة مقديشو بصفة عامة. وقال: «للأسف الشديد أن تلك العناصر التي تتلقى دعما وتدريبات من خارج الصومال تقلل من أهمية عملية المصالحة الصومالية». وأشار إلى أنه في حال استمرار الهجوم على الحكومة الانتقالية سيعتبر بمثابة الاعتداء ليس فقط على الصومال وإنما على قرارات الاتحاد الإفريقي التي تعارض وتدين تغير الحكومات بقوة السلاح. وأشاد بالجهود التي يبذلها الرئيس الصومالي لتحقيق الاستقرار في البلاد في وقت قصير منذ انتخابه.

وشارك في هذا الاجتماع المغلق دول أعضاء منظمة «الإيقاد» وهي أثيوبيا والسودان والصومال وأوغندا وجيبوتي وكينيا والمبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة إلى الصومال أحمدي ولد عبد الله ورئيس منظمة الاتحاد الإفريقي جيان بين وعدد من السفراء المعتمدين في البلاد.

من جهته، أكد عمر طلحة نائب رئيس البرلمان الصومالي، في تصريحات لـ «الشرق الأوسط»، أن الوضع الأمني الراهن والهجمات التي يشنها المتمردون الإسلاميون ضد القوات الحكومية وقوات حفظ السلام الأفريقية في مقديشو، أجبر البرلمان على تأجيل اجتماعاته إلى وقت لاحق بسبب تصاعد.

لكن طلحة رأى، في المقابل، أن هذا التأجيل لا يعني انتهاء أعمال البرلمان أو منعها، مشيرا إلى أن نحو مائة من النواب يتواجدون حاليا في العاصمة الكينية نيروبي لحضور مؤتمرات ودورات تدريبية. واعتبر أن السيطرة على مقديشو لا تمثل أدنى مشكلة بالنسبة للسلطة الانتقالية، لافتا إلى أنه لم تحدث إلى الآن عمليات كبيرة وإنما مجرد مناوشات بين المتمردين والحكومة.

وأضاف «المتمردون يهاجمون قوات الحكومة من المناطق ذات الكثافة السكنية، والقوات الحكومية لا تريد مهاجمة هذه المناطق حتى لا تحدث خسائر بشرية». وشدد على أنه إذا حصل قتال الآن في مقديشو، فإن قوات الحكومة ستنتصر لا محالة على المتمردين، الذين يشكلون تحالفا من قوات المحاكم الإسلامية وميليشيات الحزب الإسلامي وحركة الشباب المجاهدين.

وقلل طلحة من أهمية الانتصارات التي حققها المتمردون بالسيطرة على ثلاث مدن استراتيجية في طريقهم للزحف نحو مقديشو، معتبرا أن السيطرة على مدينة جوهر التي تبعد 90 كيلومترا شمال مقديشو، ليس دليلا على قوة المتمردين. وأضاف «لم تكن هناك سلطة حكومية، الشعب كان يدير شؤونه بنفسه، الحكومة حتى الآن لم ترسل جيشا أو عساكر في هذه الأقاليم ولم تدخل معركة حقيقية مع المعارضة، الإعلام هو من يضخم هذه المشكلة».

إلى ذلك، أعلن وزير الإعلام الصومالي، فرحان علي محمود، عن استعدادات تقوم بها حكومته لمواجهة المعارضة في مقديشو.

وتوعد فرحان بأن معركة فاصلة ضد المتمردين ستحدث قريبا، مؤكدا ضرورة عدم السماح لحركة الشباب ومن وصفهم بـ«الأجانب» بإثارة الفوضى في الصومال والقرن الأفريقي.