أوباما سيطرح مبادرة للسلام تتضمن دولة فلسطينية منزوعة السلاح عاصمتها القدس الشرقية

إسرائيل أعلنت رفضها لها على لسان القائم بأعمال رئيس الوزراء

TT

رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية بالوكالة، سلفان شالوم، أمس، أحد البنود الجوهرية في خطة السلام التي ينوي طرحها الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وهو بند القدس، الذي يتحدث عنها كعاصمتين للشعبين، الغربية عاصمة لإسرائيل والشرقية عاصمة لفلسطين، في حين تكون البلدة القديمة التي تحتوي على الأماكن المقدسة خاضعة لعلم دولي. وقال شالوم إن إسرائيل ترفض إعادة تقسيم القدس بأي شكل من الأشكال وتعتبرها عاصمة موحدة لإسرائيل إلى الأبد، ولا يوجد إسرائيلي واحد يفرط بها.

وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد نشرت بعض البنود من خطة أوباما، وفق مصادر أميركية مقربة منه. وقالت هذه المصادر إن الرئيس الأميركي سيعلن بنود خطته في خطاب سيوجهه من القاهرة في يونيو (حزيران) المقبل ويخصصه إلى العالمين العربي والإسلامي.

وحسب ذلك النشر، فإن الخطة تتضمن البنود التالية:

* السلام يكون إقليميا ولا يقتصر على القضية الفلسطينية وإسرائيل، بل بين إسرائيل والدول العربية جمعاء، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني.

* السلام الإسرائيلي ـ الفلسطيني، يقوم على مبدأ دولتين للشعبين، وتكون القدس الغربية عاصمة لإسرائيل والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وتكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، ولكن ذات سيادة كاملة وذات مساحة جغرافية متصلة وتجرى مفاوضات مباشرة بين الطرفين حول الحدود النهائية للدولتين، على أساس حدود ما قبل 1967 مع إجراء تعديلات حدودية.

* قضية اللاجئين تسوى بواسطة العودة إلى تخوم الدولة الفلسطينية أو قبول التعويض والتوطن في الدول التي يقيمون فيها حاليا.

* جنبا إلى جنب مع المفاوضات على أساس هذه التسوية، تجرى مفاوضات مع كل من سورية ولبنان من أجل السلام بين كل منهما وإسرائيل.

* مع الاتفاق على تفاصيل عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، تباشر الدول العربية في خطوات وإجراءات تدريجية هدفها النهائي تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وعلى سبيل المثال تبدأ الدول العربية في السماح لسياح إسرائيليين بدخولها وتفتح الهواتف وتقيم علاقات اقتصادية، بحيث تتحول هذه إلى علاقات دبلوماسية كاملة بين الطرفين، عند توقيع اتفاقيات السلام.

وتقول الخطة إن عملية السلام هذه يجب أن تنجز وتعلن على إثرها إقامة الدولة الفلسطينية حتى نهاية الدورة الرئاسية الأولى للرئيس أوباما، أي مطلع عام 2013 كأقصى حد.

وفوجئ الكثير من الإسرائيليين بهذه الخطة، وفوجئوا عندما تطرق سلفان شالوم إليها على هذا النحو السلبي. وكان شالوم يتكلم في الكنيست، أمس، في إطار بحث احتفالي حول مدينة القدس، بوصفه نائب رئيس الحكومة الأول الذي يحل محل بنيامين نتنياهو في غيابه. وكان نتنياهو في هذه الأثناء عائدا بالطائرة من واشنطن، بعد لقائه الرئيس أوباما. وقوبل تصريح شالوم بعدة علامات استفهام في إسرائيل، حيث إن كلماته أشارت إلى رفض خطة أوباما. فتساءل المراقبون الإسرائيليون إذا كان قد تم التنسيق بين شالوم ونتنياهو حول هذا التصريح. ولماذا لم يتطرق نتنياهو للموضوع وهو ما زال في واشنطن. وهل كان أوباما قد أبلغ نتنياهو بخطته؟ أم تركه يفاجأ بها وهو في الطائرة؟.

وصباح أمس ذكر مصدر مقرب من مكتب رئيس الحكومة أن أغلب الظن هو أن نتنياهو فوجئ بالخطة المذكورة لأنه لم يتطرق إليها بتاتا. ولكن رئيسة المعارضة الإسرائيلية، تسيبي ليفني، شنت هجوما حادا على هذه الحكومة، وقالت: «إنها حكومة لاءات وعجز. نتنياهو حسب أنه يستطيع إعادة لعبة المماطلة، فلم يطرح خطة سياسية مقنعة. وإدارة الرئيس أوباما، التي أوضحت لنا بعشرات الرسائل أنها لن تقبل بأي فراغ في العملية السلمية سارعت إلى سد الفراغ الذي تركه نتنياهو وها هي تطرح خطة سلام لا يكون من الحكمة رفضها». وكان نتنياهو قد بدأ، وهو في واشنطن، الإعداد للتجاوب مع طلب أوباما منه بأن يتخذ خطوات جدية وفورية لتغيير الواقع المعاشي للفلسطينيين ويبدأ بتنفيذ الالتزامات الإسرائيلية في تطبيق المرحلة الأولى من خريطة الطريق. وجاء من الجيش الإسرائيلي أنه يستعد لتسليم السلطة الفلسطينية مدينة واحدة على الأقل من المدن المحتلة في الضفة الغربية، وقد تكون هذه قلقيلية أو طولكرم. كما أن إسرائيل تستعد لهدم عدد من البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية وإزالة الحواجز. وهذه خطوات تنوي إسرائيل تنفيذها بمبادرة أحادية الجانب، من دون شروط، على أمل أن تحظى بتقويم إيجابي في العالم ولا تظهر كحكومة رفضية.