غزة تتعرض لأعنف قصف منذ انتهاء الحرب عليها

رئيس «الشاباك»: لا مفر من إسقاط حماس

فلسطينيون يبحثون بين انقاض ورشة حدادة دمرتها الطائرات الاسرائيلية فجر امس (إ ب أ)
TT

في الوقت الذي دعا فيه رئيس جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلية «الشاباك» إلى إسقاط حكم حركة حماس، شن سلاح الجو الإسرائيلي الليلة قبل الماضية وفجر أمس أعنف غاراته على قطاع غزة منذ انتهاء الحرب الأخيرة في 17 يناير (كانون الثاني) الماضي. إذ أغارت طائرات حربية نفاثة من طراز «إف 15» وطائرات هليكوبتر من طراز «أباتشي» على عدة أهداف في أنحاء متفرقة من القطاع، وذلك بعد ساعات على سقوط قذيفة صاروخية محلية الصنع على أحد المنازل في مستوطنة سديروت الواقعة في منطقة النقب الغربي جنوب غربي إسرائيل. وأغارت الطائرات أيضا على منطقة الشريط الحدودي بهدف تدمير أنفاق التهريب.

وذكر شهود عيان أن أربع طائرات ألقت قنابل ضخمة تزن الواحدة منها طنا وذات قدرة ارتجاجية، على الشريط الحدودي، مما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة بمنازل تقع على مسافة بعيدة من المنطقة. وبعد ساعة من ذلك هاجمت طائرات الأباتشي سوق السيارات المركزية جنوب شرق مدينة غزة، بعدد من صواريخ «هيل فاير»، الأمر الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من مبنى السوق. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن القصف أسفر عن إصابة أحد كوادر «عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس، الذي كان يقف قرب السوق. وبعد ربع ساعة قصفت طائرات هليكوبتر موقعا لـ«كتائب القسام» يقع شمال سوق السيارات، وأصابت أربعة أشخاص. وفي ساعات الفجر الأولى قصفت طائرات هليكوبتر عددا من ورش الحدادة وسط القطاع، وفي شارع يافا بمدينة غزة وفي منطقة «جبل الريس» شرق مخيم جباليا، مما أسفر عن تدمير عدد كبير من الورش وإصابة شخص.

وزعمت قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي أن الورش التي تعرضت للقصف تُستخدم في تصنيع القذائف الصاروخية التي تُستخدم في قصف المستوطنات. في تطوار آخر أطلقت زوارق حربية إسرائيلية صباح أمس النار على مركب صيد فلسطيني على متنه اثنان من الصيادين قبل مداهمته واعتقال الصيادَين. وأكدت مصادر فلسطينية أن الصيادَين، وهما شقيقان، كانا يعملان على مسافة أقل من ميلين من الشاطئ قبل اعتقالهما. وفي خطوة تهدف إلى الاستعداد لتصعيد عسكري إسرائيلي على القطاع, أعلنت الإدارة العامة للإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية تشكيل فريق إسعاف للعمل في ظل الطوارئ بالتعاون مع اللجنة العليا للإسعاف. واعتبر فوزي برهوم الناطق بلسان حركة حماس أن التصعيد الإسرائيلي الأخير جاء بـ«مباركات إقليمية ودولية»، مشددا على أن مثل هذا التصعيد لم يكن ليتم لو اتخذت الدول العربية قرارا بعزل إسرائيل، ومقاطعتها، واستخدام كل أوراق الضغط ضدها. وفي تصريح مكتوب قال برهوم إن هذا التصعيد يأتي «نتيجة لسياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير التي تُستخدم في المحافل الدولية في ما يتعلق بالصراع الفلسطيني ـ الصهيوني».

وهدد أبو أحمد الناطق بلسان سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، بالرد على التصعيد الإسرائيلي، معتبرا أن هذا تصعيد نوعي. وتعهد بالرد على القصف في الزمان والمكان المناسبين، مشيرا إلى أن إجماع الفصائل الفلسطينية على أن العدوان الأخير شكّل تهديدا لحالة الهدوء التي كانت تسود المنطقة، مؤكدا أن الفصائل ملزمة بالرد على هذا العدوان.

إلى ذلك أكد يوفال ديسكين رئيس جهاز «الشاباك» أنه لا مفر من إسقاط حكم حماس. ونقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» في عددها الصادر أمس عن ديسكين قوله: «في نهاية المطاف لدينا طريق واحد فقط. ويجب أن نقرر متى نفعل هذا. أنا أدّعي أنه لا حاجة إلى احتلال كل القطاع لإسقاط حكم حماس». واستدرك ديسكين قائلا: «يمكن إسقاط حكمها، ولكن لا يمكن اقتلاع حماس من قلوب الناس». وأكد ديسكين أنه لا أمل في إجراء مفاوضات ما بقيت حماس تسيطر على القطاع. وقال: «حماس لن تتنازل أبدا عن حكمها في القطاع، والسلطة الفلسطينية لن تتنازل أبدا عن حكمها في الضفة، ولو أجريت انتخابات اليوم في الضفة فلا مجال لمعرفة من سيفوز. انتصار آخر لحماس سيكون ضررا استراتيجيا لإسرائيل ولدول أخرى في المنطقة».