نائب الرئيس الأميركي في بيروت غدا ومعلومات عن نقله رسالة من أوباما إلى سليمان

TT

خلال أقل من شهر، يستقبل لبنان غدا (الجمعة)، المسؤول الأميركي الثالث والأرفع بين المسؤولين الأميركيين الذين زاروه منذ فترة طويلة. فعقب زيارة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بيروت في 26 أبريل (نيسان) الماضي، وزيارة مساعدها لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد هيل، في 8 مايو (أيار) الجاري، يحل نائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، ضيفا لساعات في القصر الجمهوري في بعبدا، حيث يعقد لقاء مع الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان.

وفي هذا الإطار، أكد مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن أهداف الزيارات المكوكية للمسؤولين الأميركيين للبنان «تندرج في إطارين. الأول، التأكيد أن الانفتاح على إيران وسورية وإمكان عقد أي اتفاق لن يكون على حساب لبنان. (وهذا ما حمله كل من كلينتون وهيل). ثانيا، العمل باتجاه حل الدولتين في فلسطين. في المقابل، ما يهم الرئيس سليمان هو العمل لمنع التوطين».

ونفى المصدر «ما تردد من معلومات في وسائل الإعلام، ربطت توقيت الزيارة باقتراب موعد الانتخابات اللبنانية» موضحا أن «كل ما في الأمر أنه (بايدن) يقوم بجولة في البلقان والعراق ولذلك سيمر بلبنان». وأشار إلى «احتمال أن تشمل الزيارة، إلى جانب الرئيس ميشال سليمان، رئيسي مجلس النواب نبيه بري، والحكومة فؤاد السنيورة. لكن المعلومات تتأكد ظهر غد (اليوم)». ولفت إلى أن بايدن «وهو المسؤول الأميركي الأرفع الذي يزور لبنان، قد يحمل رسالة خطية إلى الرئيس سليمان». وفي سؤال عن قراءة قوى 14 آذار و8 آذار للزيارة، ربط عضو كتلة «المستقبل» النائب مصطفى علوش زيارة بايدن المرتقبة إلى بيروت بـ«الحراك الأميركي المتجدد تجاه المنطقة، وذلك بعدما باتت الإدارة الأميركية مقتنعة بأن التقدم في الدفع بعملية السلام في الشرق الأوسط أمر أساسي لتخفيف الكثير من المشكلات التي تواجهها الولايات المتحدة على مدى العقود الماضية، ومنها قضية النفوذ الإيراني والإرهاب الأصولي.

ولبنان يعتبر جزءا أساسيا من الترتيبات السلمية، لذلك تقع مسؤولية كبيرة على الرئيس سليمان في هذه المرحلة، خصوصا بعدما أقدمت إسرائيل على استكمال تنفيذ بنود القرار 1701، وهي مسألة تقديم الخرائط التي تبين مواقع انتشار القنابل العنقودية (التي أطلقتها على الجنوب اللبناني في حرب يوليو (تموز) 2006). واعتقد أن الضغوط ستتوالى لتحقيق الجزء اللبناني من هذا القرار، وتحديدا الشق المتعلق بالسلاح خارج الشرعية وتهريب الأسلحة عبر الحدود». وقال علوش إن الزيارة ترمي أيضا إلى «وضع الرئيس سليمان في صورة الحوارات المعلنة بين الولايات المتحدة وكل من سورية وإيران». ورأى أن «أهم ما تؤكده هذه الزيارة هو التعامل مع لبنان باعتباره دولة مستقلة، وخصوصا أن الزيارات تخصص لرئيس الجمهورية... وأن العلاقة باتت مباشرة بين البلدين (لبنان والولايات المتحدة)... لكن يبقى الأهم هو أن الولايات المتحدة ستتعامل مع لبنان من خلال رئاسته بغض النظر عن نتائج الانتخابات». أما عضو تكتل «التغيير والإصلاح»، النائب وليد خوري، فقد فضل عدم الخوض في أبعاد الزيارة، ذلك أن أهدافها «لا تزال غير واضحة» مكتفيا بالقول إنها «تشكل دعما أساسيا لرئيس الجمهورية ولاستقلال لبنان وسيادته. فمن الواضح أن الأميركيين ينظرون إلى لبنان بعين مختلفة مع العقلية الجديدة التي تتحلى بها إدارة الرئيس باراك أوباما تجاه دول المنطقة وتحديدا لبنان وسورية وإيران. كذلك أعتقد أن هناك بحثا جادا للدفع بعملية السلام مع إسرائيل، التي لا تزال تعرقل مسار السلام برفضها حل الدولتين».