المغرب يفكك «خلية إرهابية قيد التشكل» ويحيل أعضاءها للقضاء

إيداع مشتبه به سلمته سورية السجن.. ومعتقلو السلفية يعلقون إضرابهم عن الطعام

TT

أفيد أمس أن الفرقة الوطنية المغربية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، أحالت على الوكيل العام للملك (المدعي العام) لدى محكمة الاستئناف بالرباط، ثمانية أشخاص ضمن خلية إرهابية تم تفكيكها يوم 12 مايو (أيار) الجاري، تطلق على نفسها «جماعة المرابطين الجدد». وحسب مصدر أمني فإن أعضاء هذه الخلية الذين وجهت لهم تهم «تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية لها علاقة بمشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف»، كانت في طور التشكل، وتنشط في مدن مختلفة بالمغرب، وتخطط لتنفيذ اعتداءات. ومن المقرر أن يحال أعضاء هذه الخلية على قاضي التحقيق المكلف قضايا الإرهاب بمحكمة مدينة سلا، المجاورة للرباط.

من ناحية أخرى، أمر قاضي التحقيق المكلف قضايا الإرهاب بمحكمة الاستئناف بسلا، بإيداع محمد، ب، 31 سنة، المشتبه في صلته بتفجيرات 11 مارس (آذار) 2004 بمدريد، السجن المحلي للمدينة. وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، قد أحال صباح أول من أمس المشتبه فيه على قاضي التحقيق، بعد أن وجه له تهما تتعلق بـ« تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية، والمس الخطير بالنظام العام». وذكرت مصادر أمنية أن «محمد، ب»، الذي تسلمه المغرب من سورية بعد أن قضى بها زهاء سنتين، كان مبحوثا عنه من قبل السلطات الإسبانية، من أجل تهمة كراء شقة بضاحية مدريد اختبأ فيها سبعة أفراد ممن شاركوا في تفجيرات مدريد. وأضاف المصدر ذاته أن المشتبه فيه كان قد فر من إسبانيا بعد تفجيرات 11 مارس 2004 في اتجاه بلجيكا ثم سورية قبل أن يتم ترحيله إلى المغرب.

إلى ذلك، أعلن المعتقلون الإسلاميون في السجون المغربية تعليق الإضراب عن الطعام الذي خاضوه ابتداء من يوم 14 مايو (أيار) الجاري، «بناء على أسباب ذاتية وموضوعية»، وفق ما جاء في بيان تلقت «الشرق الأوسط» أمس نسخة منه، من جمعية «النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين».

وأضاف المعتقلون على خلفية تفجيرات الدار البيضاء في 16 مايو (أيار) 2003، ضمن ما يسمى «السلفية الجهادية»، أن الأسباب الذاتية «هي حاجتنا الماسة كمعتقلين لروح الصمود، أمام الإهمال والإقبار والتجريح الكاذب، والتواطؤ المتخاذل، وعدم الاستسلام، وعدم الانسجام مع سياسة الأمر الواقع لما يراد لنا، وإبقاء على روح التضحية والصمود، وروح الثبات على الحق، ودفاعا عن أنفسنا، وردا على من ظلمنا، وإقامة الحجة على كل مسلم قادر على إنصافنا ونصرتنا، وتحريضا لكل شريف حر بنقض وثيقة الإرهاب الجائرة، وإخراجنا من شعاب المعتقلات والحصار والتضييق».

أما بخصوص الأسباب الموضوعية، فقال عنها المعتقلون الإسلاميون في بيانهم: «لقد خضنا إضرابنا، ردا على من اعتبرنا خوارج». وخلص موقعو البيان إلى القول: «أضربنا لأسباب كثيرة لا حصر لها، تتلخص في بيان الحق وإقامة الحجة، واليوم نعلق إضرابنا، لأننا نعتقد أن هذه الأيام المعدودات لخصت السنوات السبع العجاف، ووضعت الجميع أمام حقيقة الوضع، ووجها لوجه أمام المسؤولية التاريخية».

وقال مصدر مقرب من عائلات المعتقلين الإسلاميين في سجون المغرب، إن عددهم يقدر حاليا بحوالي ألف معتقل، استنادا إلى تقديرات مسؤول في وزارة العدل المغربية، أدلى بها في أحد التصريحات الصحافية.