باكستان تعلن إحراز تقدم في وادي سوات.. وتحذيرات من كارثة إنسانية

الجيش طهر بونير والمتمردون تكبدوا خسائر بشرية كبيرة

TT

قال الجيش الباكستاني ان قواته طهرت تقريبا منطقة تبعد 100 كيلومتر عن العاصمة اسلام اباد من مقاتلي طالبان في معركة عنيفة تكبد فيها المقاتلون خسائر بشرية كبيرة. وأجبر القتال في وادي سوات ومنطقتي بونير ودير المجاورتين نحو 4ر1 مليون مواطن على النزوح من ديارهم الى جانب نحو 550 ألفا نزحوا بسبب قتال اندلع في وقت سابق هناك وفي مناطق أخرى. وعرضت الولايات المتحدة على باكستان 110 ملايين دولار لمساعدة النازحين وقالت انها تحاول اصلاح 30 عاما من السياسة الاميركية غير المترابطة تجاه باكستان. وقال الجيش ان قوات الامن أحرزت «تقدما كبيرا» في معركة ضارية في بونير. وقال الجيش في وقت متأخر أمس إنه تم تطهير أغلب المنطقة.. وتكبد الارهابيون خسائر بشرية كبيرة. وانتقل مقاتلو طالبان من وادي سوات الى بونير في أوائل ابريل (نيسان) وشجعتهم على ذلك معاهدة سلام أبرمت في فبراير (شباط) واشتبكوا مع الشرطة في محاولة لفرض الحكم المتشدد. وأثار توغل طالبان في منطقة قريبة للغاية من اسلام اباد قلقا في الداخل والخارج.

وبعد تطهير الكثير من معاقل طالبان ومراكز الامداد في جبال سوات يحارب الجنود المتشددون في البلدات حيث يعتقد أن الاف المدنيين يختبئون. وحذرت الامم المتحدة من أزمة انسانية على المدى الطويل ودعت لتقديم مساعدات كبيرة للنازحين. وقال البيت الابيض انه سيقدم 100 مليون دولار من المساعدات الانسانية مثل الغذاء والخيام وأجهزة اللاسلكي ومولدات الكهرباء، وان وزارة الدفاع الاميركية ستقدم أيضا 10 ملايين دولار من المساعدات التي لم تحدد طبيعتها. وصرحت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون للصحفيين قائلة :«تقديم هذه المساعدة ليس التصرف السليم فحسب بل إننا نعتقد أيضا أنه ضروري للأمن العالمي وأمن الولايات المتحدة ونحن مستعدون لفعل أكثر من ذلك. كما وصفت كلينتون الثلاثين عاما الماضية من السياسة الاميركية تجاه باكستان بما في ذلك ثماني سنوات خلال ادارة زوجها الرئيس الاسبق بيل كلينتون بأنها غير مترابطة. وتوقعت الامم المتحدة اخيرا ان يشكل تدفق النازحين وهو الاكبر منذ انفصال باكستان عن الهند عام 1947، احدى اكبر الازمات الانسانية في العالم خلال الفترة الاخيرة. ورغم ان معظم النازحين المسجلين خلال الاسابيع الثلاثة الاخيرة وعددهم مليون و450 الفا انتشروا مع عائلاتهم واقاربهم في بقية انحاء البلاد، لجأ عشرات الآلاف منهم الى مخيمات اقامتها السلطات الباكستانية في شكل مرتجل قرب ساحة القتال بمساعدة الامم المتحدة وغيرها من المنظمات الانسانية. واشرف الرئيس آصف علي زرداري اول من امس على اجتماع بين الحكومة ومديري اكبر وكالات الامم المتحدة في البلاد. وقدرت الولايات المتحدة التي تعتبر اسلام اباد حليفتها الاساسية في «حربها على الارهاب» والتي ضاعفت الضغوط الكثيفة كي يشن الجيش هجوما واسع النطاق على طالبان في وادي سوات (شمال غرب)، حجم المأساة. واشادت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الثلاثاء «بالتحول في الراي العام» الباكستاني بهدف احتواء زحف المقاتلين الاسلاميين الموالين للقاعدة عسكريا، وسارعت الى اعلان مساعدة اميركية طارئة بأكثر من مائة مليون دولار للنازحين.

واكد رشيد خالقوف مدير وكالة نيويورك لتنسيق الشؤون الانسانية خلال زيارته لباكستان ان «من الصعب جدا القيام بتعبئة سريعة للتعامل مع نحو مليون نازح واعتقد ان هذه الازمة تشكل خطرا كبيرا على الحكومة». واعتبر ان تدفق النازحين «يتزايد بسرعة كبيرة».

واعتبر رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الاربعاء ان بلاده تكافح على «جبهتين: واحدة عسكرية واخرى انسانية».