بريطانيا: براون يعد بإقصاء نوابه المتورطين بالفضيحة المالية.. ويجدد اعتذاره لشعبه

المعارضة تصعد ضغوطها للمطالبة بانتخابات نيابية مبكرة ورئيس الوزراء يرفض

TT

بعد يوم من استقالة رئيس مجلس العموم البريطاني مايكل مارتن اثر فضيحة المخصصات المالية لعدد من النواب، أعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون خلال جلسة الاستجواب الاسبوعية التقليدية في مجلس العموم، أن حزب العمال الحاكم سيعلق عضوية عدد من النواب المتورطين في فضيحة المخصصات المالية.

وقدم براون اعتذاره مرة جديدة للشعب البريطاني عن الفضيحة المالية التي كشفت عنها الصحافة البريطانية، والتي اتهم على أثرها رئيس مجلس العموم بعدم ممارسة الشفافية، ووعد باعتماد نظام جديد يؤدي الى «تنظيف» البرلمان. وقال رئيس الوزراء البريطاني الذي يواجه ضغوطا كبيرة من قبل حزب المحافظين المعارض للدعوة لانتخابات نيابية مبكرة، علما ان لديه مهلة حتى يونيو (حزيران) 2010 للدعوة للانتخابات، أنه «غضب ورُوع» من الفضحية في مجلس العموم. وأضاف في حديث لتلفزيون «جي إم تي في»: أنا غاضب ومروع بما حدث.. لو كان والدي، او والديّ، فكرا بأن هذه الامور تحصل في مجلس العموم، لكانا سيروعان تماما. وأكد براون أن النواب المتورطين في الفضيحة والمنتمين لحزب العمال، سيمنعون من الترشح في الانتخابات النيابية المقبلة. من جهته، صعد رئيس حزب المحافظين المعارض ديفيد كاميرون ضغوطه على براون للدعوة لانتخابات نيابية مبكرة، وذلك خلال جلسة الاستجواب الاسبوعية لرئيس الوزراء في مجلس العموم. وكان براون قد رفض أول من أمس الدعوات لانتخابات مبكرة وقال ان ذلك سيتسبب بنشر «فوضى». الا ان كاميرون طلب الى براون ان يوضح ما قصده بذلك، فرد رئيس الوزراء بالقول: «ما قد يتسبب بالفوضى، هو اذا تم انتخاب حكومة محافظة تبدأ بتقليص النفقات العامة». ودعا أيضا رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي نيك غليك، وهو ثالث أكبر حزب في بريطانيا، الى الدعوة لانتخابات مبكرة، الا انه قال انه يجب استغلال ذلك كفرصة لاعادة تكوين النظام كله عوضا عن ادخال «بعض الوجوه الجديدة ضمن القواعد القديمة الفاسدة نفسها». وبقي براون أمس متمسكا برفضه الدعوة لانتخابات مبكرة، مشددا عوضا عن ذلك على ان اولوية الحكومة يجب ان تكون اعادة ترتيب نظام المخصصات المالية للنواب وقيادة البلاد التي تعاني من الكساد الاقتصادي. وقال: «على مجلس العموم ان يتحلى ببعض التواضع حيال ما حصل في الايام الماضية، وعلينا أن نعترف جميعا، بأن ثمة أخطاء ارتكبها أعضاء في البرلمان ينتمون الى كل الاحزاب، ومتى ما تحلينا بالتواضع للاعتراف بذلك، لدينا أيضا واجب اصلاح هذه المشكلة». ولكن كاميرون أصر على ان انتخابات عامة هي الوحيدة التي يمكنها ان تحل «الشلل» في النظام السياسي الذي فجرته فضيحة نفقات النواب. وقال وسط تصفيق نواب حزب المحافظين متوجها لبراون: «أعلم أنك خائف من انتخابات عامة. ولكن كيف يمكنك ان تؤمن بأنه في السنة الرابعة لبرلمان في واحدة من أقدم ديمقراطيات العالم، يمكن لانتخابات عامة أن تتسبب بالفوضى؟ فلتأت بإجابة أفضل من تلك». ورد براون، رئيس حزب العمال الذي يدعم توسيع النفقات على الخدمات العامة خاصة في مجالي الصحة والتعليم، وأكد أنه لن يدعم برنامج المحافظين لتقليص الانفاق على الخدمات العامة.