ميليباند يدعو الغرب إلى رفض الصورة النمطية عن العالم الإسلامي.. وتوسيع تحالفاته

قال إن القوة العظمى الوحيدة في العالم لا يمكنها ضمان أمن العالم وحدها

TT

دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الغرب إلى إبداء احترام أكبر تجاه العالم الإسلامي، إذا أراد الغرب إعادة بناء العلاقات وتشكيل تحالفات أوسع مع البلدان الإسلامية، مشيرا إلى أن العلاقة بين العالمين تدهورت خلال العقد الماضي لأن «الإرهاب شتت وجهات النظر».

وقال ميليباند في كلمة ألقاها في معهد الدراسات الإسلامية في جامعة أكسفورد أمس، إن إعادة بناء العلاقات بين الغرب والعالم الإسلامي تستوجب «رفض الصورة النمطية التي نؤمن بها... والتحرك خروجا من إطار التفريق القطبي بين المعتدلين والمتطرفين». وأضاف: «يجب ألا ننظر إلى المسلمين على أنهم مسلمون فقط، بل على أنهم أناس في جميع المجالات الكثيرة التي يشغلونها في حياتهم». ودعا إلى بذل «جهود أكبر للتسامح مع من لا يشاركوننا قيمنا أو يتقيدون بوجهة نظرنا تجاه العالم، لكن لديهم أرضيات مشتركة معنا أكثر من أولئك الذين ينادون بأننا عدو لهم». واعتبر الوزير البريطاني أن الإرهاب أدى إلى تضييق التواصل بين الغرب والعالم الإسلامي، وقال إنه «تم جمع المنظمات التي تختلف في أهدافها وقيمها وتكتيكاتها في معسكر واحد، ولم يكن هناك تفريق ما بين المشاركين المنخرطين في كفاح وطني بشأن الأراضي ومن يسعون لتحقيق أهداف عالمية أو إسلامية، وبين الذين يمكن اجتذابهم للمشاركة في العملية السياسية المحلية وأولئك المناهضين للعملية السياسية وينتهجون العنف».

وقال إنه نتيجة لذلك «بات يُنظر إلى الغرب ليس على أنه معادٍ للإرهاب، كما كنا نأمل، بل على أنه معادٍ للإسلام». وأشار ميليباند إلى الانتخابات النيابية التي من المتوقع أن تجرى الشهر المقبل في كل من لبنان وإيران والمغرب، وقبل نهاية العام في تونس وأفغانستان. وقال: «سنبذل كل ما في وسعنا، حيثما كان ملائما، لدعم العمليات الانتخابية».

وتحدث عن القيم المشتركة بين الغرب والعالم الإسلامي، وهي الحريات السياسية، وحرية التعبير عن الرأي، والأنظمة القضائية العادلة، واستند بذلك إلى استطلاع أجراه معهد غالوب مع المسلمين حول القيم التي تعجبهم في الغرب. وقال: «إذا استمر احترام تلك القيم المشتركة بيننا خلال فترة الانتخابات فإن النتيجة ستكون مشروعة».

إلا أنه عقب بالتعليق على حماس التي رفضت الدول الغربية الاعتراف بها رغم فوزها بالانتخابات بطريقة شرعية، وذكر بأن بريطانيا والكثير من الدول الأوروبية نأت بنفسها في عام 2000 عن الحكومة النمساوية، «ليس بسبب طريقة وصولها إلى السلطة، بل بسبب آرائها اليمينية المتطرفة والمبادئ السياسية التي اعتنقتها». وقال: «عندما يتعلق الأمر بحماس فليس هناك خلاف على أنهم فازوا بغالبية المقاعد، ونحن لا نزعم بأن انتخابهم كان غير مشروع، بل إننا نقول بأن عدم إيمانهم بعملية سياسية تؤدي إلى وجود دولتين يجعل إقامة علاقات سياسية طبيعية معهم أمرا مستحيلا».

ورأى الوزير البريطاني أنه «لا يمكن ضمان أمن العالم اليوم من قبل القوة العظمى الوحيدة في العالم، ولا حتى من قبل مجموعة من القوى الكبرى»، مشيرا إلى أن «الأمن يعتمد على ميزتين لا يمكن الاستغناء عنهما: الأولى هي الحاجة إلى وجود أوسع تحالف ممكن من الدول والحركات السياسية، وذلك يعني أن نكون على استعداد لتشجيع المصالحة مع المنظمات التي قد لا نشاركها قيمها لكنها على استعداد للسعي من أجل تحقيق مصالح مشتركة. والثانية هي اكتساب تأييد المواطنين».

وشدد ميليباند على ضرورة أن يتولد لدى الغرب «فهم أكبر للعالم الإسلامي، وإلا فإننا سنخاطر بزعزعة قوة جدليتنا». وقال: «علينا التمسك جيدا بقيمنا وأن ندعم من يسعون إلى تطبيقها، وإلا فإننا سنكون منافقين. كما أننا بحاجة إلى بذل جهود مشتركة لمعالجة المظالم ـ سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية ـ التي يوجد إحساس ملموس بأنها تبقي المسلمين في حالة إحباط، بل إنها تؤدي إلى ذلك بالفعل».