غياب التنسيق يقود إلى اشتباك بين المخابرات الفلسطينية ومستعربين في قلقيلية

إزالة أول بؤرة استيطانية عشوائية في عهد نتنياهو بعد اتفاق مع باراك

TT

قاد غياب التنسيق الأمني، بين الجيش الإسرائيلي، والأجهزة الأمنية الفلسطينية، إلى حادثة أمنية قلما تتكرر في مدن الضفة الغربية منذ حملة السور الواقي الإسرائيلي التي أعيد بموجبها احتلال مدن الضفة. فقد تبادل رجال المخابرات الفلسطينية وجنود إسرائيليون النار أمس، في مدينة قلقيلية شمال الضفة.

وفتحت المخابرات النار على مسلحين كانا يستقلان شاحنة للأيس كريم، أمس، وأصابتهما من دون أن تعلم طبيعة من في الشاحنة، فرد المسلحان، اللذان اتضح لاحقا أنهما جنديان إسرائيليان من وحدة المستعربين متخفيان بلباس عربي، بإطلاق نار فأصابا رجل المخابرات.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن جنديين أصيبا بجروح طفيفة في الحادث، وقال مصدر أمن فلسطيني رفيع أن الشرطة فتحت النار على الشاحنة حين تجاهلت أمرا بالتوقف.

وبحسب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي فإن سبب الحادث على ما يبدو، يرجع إلى سوء تنسيق بين الجانبين، حيث أبلغ الجانب الفلسطيني بالنشاط الأمني الإسرائيلي قبل وقت قصير من عملية الاقتحام، الأمر الذي لم يتح الفرصة لعناصر الشرطة الفلسطينية لإخلاء الشوارع والتوجه إلى مقارهم كما تجري العادة في مثل هذه الحالات.

وطالبت إسرائيل من خلال رئيس ما تسمى الإدارة المدنية يوآف مردخاي السلطة بفتح تحقيق مشترك في ملابسات الحادث.

وحسب الاتفاقات بين الجانبين، ينسق الجيش الإسرائيلي عادة مع الأجهزة الأمنية، حين يريد تنفيذ نشاط في مدينة فلسطينية، وبالعادة تنسحب الشرطة الفلسطينية ورجال الأمن من المنطقة التي سينفذ بها الجيش الإسرائيلي نشاطه. لكن الإسرائيليين يتسللون أحيانا إلى الأراضي الفلسطينية، متخفين بلباس عربي، من أجل تنفيذ مهمات تكون في أغلبها عمليات اغتيال. وتنفذ هذه العمليات وحدة إسرائيلية خاصة تسمى المستعربين «دوفديفان».

إلى ذلك، اتفق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك على إخلاء نقاط استيطانية عشوائية في الضفة الغربية، وذلك بعد 3 أيام من لقاء نتنياهو بالرئيس الأميركي باراك أوباما. وبعد يوم من تهديد باراك للمستوطنين بإزالة نقاط عشوائية بالقوة إذا لزم الأمر، أخلت الشرطة والجيش، موقعا استيطانيا عشوائيا قرب رام الله، وأزالت سبع حاويات معدنية، تسكنها 5 عائلات يهودية. وكان حوالي 35 مستوطنا بينهم أطفال يحضرون درسا دينيا عندما وصلت الشرطة، وأمرتهم بالمغادرة. وقال افراهام سانداك وهو مستوطن وأب لثلاثة أبناء، «سنبني هذا ثانية. يواصلون التفكيك ونواصل التشييد. ربما بحلول الليل أكون نائما هنا مرة أخرى».

وقال بيان صادر عن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي إن باراك أبلغ زعماء المستوطنات اليهودية أول من أمس انه يجب إزالة المواقع التي شيدت بطريقة غير قانونية.