الرئيس أوباما يؤكد عدم تراجعه عن قرار إغلاق معسكر غوانتانامو

قال إنه يسعى لنقل بعض المحتجزين إلى السجون الأميركية

TT

أكد الرئيس الأميركي باراك اوباما عدم تراجعه عن قراره إغلاق معسكر غوانتانامو، على الرغم من أنه أقر أن تنفيذ القرار «صعب ومعقد». وقال اوباما أمس إن معسكر غوانتانامو يشكل انتكاسة لسيادة القانون داخلياً ويعتبر بمثابة شبهة أخلاقية ضد الولايات المتحدة في الخارج. وقال أيضاً إن إغلاق معسكر غوانتانامو يهدف بكل بساطة إلى تنظيف تجربة اتسمت بالفوضى والتضليل، مشيراً إلى أن أميركيا لا يمكنها أن تفقد جزءا من قيمها في حربها ضد الإرهاب، حيث راح الأعداء يستغلون وجود المعسكر لانتقاد أميركا.

وقال إنه سيسعى لنقل بعض المحتجزين في غوانتانامو إلي سجون تخضع للحراسة الأمنية المشددة علي الأراضي الأميركية فيما يعد تحديا لمحاولات الكونغرس لمنع عملية نقل المحتجزين إلى الولايات المتحدة. وقال أوباما خلال إدلائه بخطاب مهم حول الأمن القومي إن السجون الأميركية «الكبيرة» التي تضم أخطر المجرمين ومئات من المتهمين بالإرهاب ملائمة لاستقبال بعض من الـ 240 المحتجزين في غوانتانامو. ودافع اوباما الذي كان يتحدث في مقر «الأرشيف الوطني» عن قراره عدم نشر صور التعذيب التي قام بها جنود أميركيون لمعتقلين في العراق وأفغانستان، وقال إن نشر تلك الصور ربما تلهب المشاعر العدائية ضد القوات الأميركية في البلدين. وأضاف أوباما «إذا كنا نستطيع محاكمة هؤلاء الإرهابيين في محاكمنا واحتجازهم في سجوننا حينئذ نستطيع أن نفعل الشيء نفسه مع المحتجزين في غوانتانامو». وأشار أوباما إلي أن «المشكلة التي تكمن في ما يجب فعله مع محتجزي غوانتانامو لم تحدث بسبب قراري بإغلاقه ولكن المشكلة قائمة بسبب قرار فتح المعتقل في المقام الأول».

ويهدف خطاب أوباما لإخماد المعارضة المتصاعدة من جانب الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس حول خططه الخاصة بغوانتانامو. وقد اتهم أوباما الكونغرس باستخدام الخوف كأسلوب سياسي. وقد رفض مجلس الشيوخ الأميركي أمس طلبا بتقديم مبلغ 80 مليون دولار لتمويل عملية إغلاق معتقل غوانتانامو. وقال أوباما «لقد سمعت كلاما يهدف لترويع المواطنين بدلا من توعيتهم وهو كلام له صلة بالسياسة أكثر من صلته بحماية وطننا». وقد أصدر أوباما أمرا بإغلاق معتقل جوانتانامو خلال عام وذلك في أعقاب توليه مقاليد السلطة في يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال إن المعتقل أدى لتشويه سمعة أميركا في العالم وإلى تراجع الحلفاء عن التعاون في الحرب علي الإرهاب مما جعل الولايات المتحدة أقل أمنا. يذكر أن مجلس الشيوخ انضم إلى مجلس النواب بالتصويت بأغلبية 90 صوتا ضد 6 أصوات أول من أمس لرفع طلب بالحصول على 80 مليون دولار لإغلاق غوانتانامو. كما أصر الكونغرس على قيام البيت الأبيض أولا بتقديم خطة لإغلاق المعسكر لكنه أدمج أيضا في الإجراء منع نقل معتقلي غوانتانامو إلى الولايات المتحدة وهو تحرك يمكن أن يقوض جهود أوباما في إقناع دول أخرى بقبول بعض المعتقلين الذين يبلغ عددهم 240 في غوانتانامو. وتهدد المعارضة الديمقراطية أمر اوباما الذي وقعه بعد يومين من توليه الحكم لإغلاق المعتقل. وقال السيناتور هاري ريد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ «الديمقراطيون لن يتحركوا قدما بأى حال دون خطة شاملة ومسؤولة من الرئيس. ولن نسمح مطلقا للإرهابيين بأن يطلق سراحهم فى الولايات المتحدة».  ويواجه اوباما معارضة من داخل إدارته. فقد أبلغ مدير إدارة التحقيقات الفدرالية روبرت موللر إحدى لجان المجلس بأنه يشاطر بعض المخاوف من إعادة نقل بعض المحتجزين إلى الولايات المتحدة. ويقول موللر إن مكتب التحقيقات الفدرالي يشعر بالقلق بشأن إمكانية قيام أفراد يدعمون الإرهاب بتوفير الدعم المالي وتشجيع آخرين على التطرف والعنف أو حتى القيام بهجمات. وأضاف موللر «كل هذه مخاوف ذات صلة.. مخاوف حقيقية».