كتيبة عراقية تخشى عواقب انسحاب الأميركيين من منطقة في بغداد

قائد القوة المنتشرة في منطقة الحرية يسأل نظيره الأميركي: اتركوا لنا مولد كهرباء

جندي اميركي يحمل كرسيا في إطار استعدادات وحدته لإخلاء قاعدتها وسط بغداد امس (أ.ب)
TT

من المقرر أن تنسحب كتيبة أميركية من منطقة الحرية في بغداد نهاية الشهر الحالي، أي قبل الموعد المحدد في الاتفاقية الامنية العراقية – الأميركية بشهر. وستسلم القوات الاميركية، المنطقة التي كانت تعد من المناطق «الساخنة» في بغداد في السابق ومشهدا لقتال طائفي مستعر قبل ثلاثة أعوام، لكتيبة عراقية لها سمعة جيدة ومعروفة بأنها الأفضل في الجيش العراقي. ولكن كما هو الحال مع الكثير من الوحدات العراقية الأخرى، فإن الكتيبة الموجودة في منطقة الحرية تعاني من مشاكل في الإمدادات تمثل صعوبة أمام اعتمادها على نفسها في القيام بمهامها.

ويطرح ذلك العديد من التساؤلات حول قدرة القوات العراقية على الحفاظ على عدم تفشي أعمال العنف بعد رحيل الأميركيين. ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن النقيب حليم عويد قوله لقائد الكتيبة الاميركية الكابتن ناثان وليامز: «إذا كانت معدلات الأداء الخاصة بنا في الوقت الحالي تبلغ 80 في المائة، فسوف تتراجع إلى 50 في المائة تقريبا عندما ترحلون». وأضاف: «نريد الأدوات التي يمكننا من خلالها الكشف عن المتفجرات، كما أن مركباتنا تتعطل بسرعة، ولا يمكن لأي جيش في العالم أن يقوم بمهماته دون المعدات التي يحتاج بغض النظر عن مستوى كفاءة الجنود».

وسأل النقيب العراقي وليامز أن يقنع رؤساءه بترك أحد المولدات التي يستخدمونها في الموقع المحمي من القنابل والذي يطلق عليه الأميركيون «البيت» منذ نوفمبر (تشرين الثاني). وما زالت هناك شكوك بشأن مولدات الكهرباء، علما بأن معظم المناطق في بغداد تتمتع بكهرباء لمدة 12 ساعة في اليوم على أفضل الأحوال. وقال وليامز:«يسعدني أن أطرح هذه القضية مرة أخرى أمام رؤسائي، ولكن في النهاية ستحكمني القواعد».

وبعد ذلك، قال وليامز، الذي يبلغ من العمر 28 عاما، إنه من المحتمل أن يكون للعراقيين مولد خاص بهم. ويقول: «لديهم كافة الإمدادات التي يحتاجون، ولكن هناك مشكلة في النظام البيروقراطي الذي لديهم».

وقد خلص تقرير للبنتاغون في يناير (كانون الثاني) إلى أنه بدءا من أكتوبر (تشرين الأول) ستكون 17 كتيبة من 175 كتيبة مقاتلة عراقية وكتيبتان اثنتان تابعتان للشرطة الوطنية قادرة على الاعتماد على نفسها. وعلى الرغم من ذلك، تقضي الاتفاقية الأمنية التي وقعت بين الولايات المتحدة والعراق بانسحاب القوات المقاتلة الأميركية من المناطق الحضرية بحلول 30 يونيو (حزيران) وإعادة تمركزها في مواقع كبرى على حدود المدن. وسيكون هذا الانتقال خطوة هامة باتجاه الموعد النهائي المحدد بـ31 ديسمبر (كانون الأول) لرحيل كافة القوات الأميركية من العراق. وستكون الأشهر التي تلي الانسحاب من المدن اختبارا هاما للعراقيين ولاستراتيجية الرئيس باراك أوباما بخصوص العراق. واستعدادا للرحيل، يقول وليامز إن جنوده يقومون بدوريات في منطقة الحرية بدرجة أقل مما كان يحدث سابقا. وقد أصبح نظراؤهم في الجيش العراقي أقل حماسا للقيام بدوريات مشتركة ويفضلون بدلا من ذلك الاعتماد على أنفسهم. وعليه، فهناك المزيد من الوقت أمام رجال وليامز لمشاهدة التلفزيون بين الدوريات وتعبئة أطنان من المعدات والإمدادات على الشاحنات المتجهة إلى «بيتهم» الجديد في معسكر «كامب فيكتوري»، وهو مجمع يقع بالقرب من مطار بغداد. ويقول وليامز:«لدينا منذ ثلاثة أشهر شعور بأن العراقيين جاهزون على القيام بكل شيء بمفردهم، ويساورنا شعور بأنهم لا يريدون مساعدتنا لأي وقت آخر».والسؤال الذي يبقى دون إجابة هو: هل سيستمر الهدوء النسبي الذي يوجد في منطقة الحرية بعد رحيل الأميركيين أم أن المسلحين سوف يتحدّون الجيش العراقي؟ يذكر أنه في عام 2007 وضع الجيش الأميركي الآلاف من الجنود في العشرات من المواقع في مختلف أنحاء بغداد في خطوة نُظر إليها على أنها السبب في انخفاض أعمال العنف. وسيكون جنود وليامز جاهزين للرد إذا ما احتاج العراقيون المساعدة، ولكن سوف تستغرق الرحلة من قاعدتهم الجديدة نصف ساعة، وهو ما يضع قيدا على الوقت الذي يستغرقونه للرد في حال ظهور مشاكل. ويشعر وليامز بأن العراقيين يمكنهم تولي جميع الأمور في منطقة الحرية. ولكنه وقياداتهم لا يتفقون مع العراقيين بخصوص العديد من القضايا. فعلى سبيل المثال، يعتقد الأميركيون أن القيام بدوريات مشيا على الأقدام من أكثر الوسائل فعالية لإظهار القوة والحصول على معلومات استخباراتية مفيدة ومعرفة وجهة نظر المواطنين. ولكن، للعراقيين وجهة نظر أخرى، ويفضلون إقامة أكبر عدد ممكن من نقاط التفتيش للتثبت من الهوية وتفتيش السيارات. ويقول فريست ليوتنانت هوغ هايدن، وهو قائد فصيل في سرية وليامز:«يكون هناك عدد كبير من الجنود في نقاط التفتيش، وهي من الاختلافات الرئيسة بين جيشينا». ويضيف هايدن «بيد أنهم قادرون على تحقيق ألفة مع المواطنين لأن لديهم خلفيات متشابهة ولديهم علاقات في منطقة الحرية لا يمكن أن تكون لدينا».