جندي أميركي سابق في العراق متهم بالاغتصاب والقتل يواجه الإعدام أو المؤبد

لجنة محلفين تفشل في الإجماع على حكم في قضية «فتاة المحمودية»

TT

واصلت هيئة محلفين في ولاية كنتاكي أمس، مناقشاتها بشأن حكم جندي أميركي سابق اتهم باغتصاب وقتل فتاة عراقية بعد فشلها أول من أمس في الوصول إلى إجماع بشأن خيارين هما الإعدام أو السجن المؤبد.

وفي المرافعتين الختاميتين في الجلسة النهائية التي بدأت أول من أمس، وصف ستيفن ديل غرين على التوالي بأنه «مجرم ومنحرف» ويستحق الإعدام، وبأنه «محارب محطم» ينبغي إنقاذ حياته، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وأدين غرين في 7 مايو (أيار) باغتصاب وقتل عبير الجنابي التي تبلغ الـ14 من العمر، وقتل والدتها ووالدها وشقيقتها التي تبلغ السادسة من العمر في بلدة المحمودية جنوب بغداد في مارس (آذار) 2006. وحكم على ثلاثة جنود آخرين بالسجن المؤبد في الجريمة. وحوكم غرين، الذي أشير إليه على أنه زعيم المجموعة، في محكمة مدنية بعد أن سرح من الجيش بسبب «اختلال نفسي» قبل انكشاف دوره في الجريمة. وقال مساعد المدعي العام الأميركي براين سكيرد، أمام المحلفين في مرافعته الختامية أول من أمس «ضحايا هذه الجريمة يطالبون بالعدالة من قبورهم». وأكد سكيرد أن الدفاع يعتمد «لعبة إلقاء اللوم»، مستدعيا إلى جلسات الاستماع شهودا أدلوا بأقوال حول طفولة غرين الفوضوية والمهملة وحول سوء إدارة وحدته في العراق لتحويل المسؤولية عنه. وقال «حاولوا جعل غرين الضحية في هذه القضية». وأضاف أن غرين لم يكن يتصرف وفقا لغريزته عندما قتل عائلة الجنابي، لكنه خطط للاغتصاب والقتل «بعقل مجرم ومنحرف» ثم احتفل عندما انتهى.

ورفض سكيرد فكرة أن الضغوط التي تسببها الحرب وخسارة غرين زملاءه في الوحدة دفعته إلى ارتكاب فعلته. وتابع «لو علم الضحايا أن موتهم يستخدم لتخفيف الذنب، لتقلبوا في قبورهم. لا شيء يبرر ما فعله لتلك العائلة».

لكن محامي الدفاع، سكوت وندلسدورف، ذكر المحلفين بأن غرين سعى إلى الحصول على مساعدة لمعالجة الضغط الناتج عن المعارك قبل ثلاثة أشهر على قتله عائلة الجنابي، مرددا على مسمع أحد ضباطه أنه يريد قتل مدنيين عراقيين. وأضاف أن غرين ما كان ليرتكب جرائمه لو اعفي من الخدمة عندما طلب المساعدة. وقال «ستيفن غرين مسؤول (عن الاغتصاب والقتل)، لكن الولايات المتحدة الأميركية خذلت ستيفن غرين». وأضاف وندلسدورف «كما خذلت الكثير من الجنود في العراق. وما كان ذلك مهما لو لم تكن الولايات المتحدة الأميركية نفسها من يسعى إلى إعدام ستيفن غرين».

وأشار المحامي إلى أن موكله لم يتسبب بأي مشاكل جدية قبل هذه القضية، وحث المحلفين على التساؤل لماذا تحول غرين والجنود الآخرون المدانون فجأة إلى مجرمين. وأضاف «حصل شيء لهؤلاء الرجال غيرهم، دمرهم، وسحقهم فأدى إلى هذه الـ15 دقيقة من الجنون، لكن أن يدمره هذا الشيء، أو أن يؤدي إلى قتله، فهذا القرار بين أيديكم». وطالب لجنة المحلفين بالإبقاء على حياة غرين. وقال «أميركا لا تقتل محاربيها المحطمين. لا تفعل. بربكم ابقوا على حياته».