مؤتمر دولي في يونيو بواشنطن لمناقشة تنفيذ اتفاق السلام بين شمال وجنوب السودان

نائبا الرئيس السوداني ونائب الرئيس الأميركي سيشاركون في مرحلة لاحقة لوضع الترتيبات النهائية

TT

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الولايات المتحدة اقترحت عقد مؤتمر دولي تشارك فيه إلى جانبها «بريطانيا، النرويج، ايطاليا»، والأطراف السودانية، لتنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق السلام الشامل المعروف باتفاق «نيفاشا» بين الشمال والجنوب، الذي وقع عام 2005 وأنهى عقدين من الحرب الأهلية الطاحنة، ويكون مدخلا لحل قضية دارفور. وكان من المفترض أن يعقد هذا المؤتمر في شرم الشيخ بمصر، إلا أنه تحول إلى واشنطن، وسيبدأ في أوائل يونيو (حزيران) المقبل.

وسيشارك في الاجتماع ممثلون عن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم والحركة الشعبية من الجنوب، على أن يشارك فيه نائبا الرئيس السوداني سلفا كير وعلي عثمان طه، في مرحلة لاحقة. وكان من المقرر عقد اللقاء برعاية أميركية بين طه وسلفا كير في شرم الشيخ في مصر، لبحث موضوع البنود العالقة من اتفاقية السلام الشامل، لكن سكوت غريشن الموفد الأميركي إلى السودان، ارتأى نقل الاجتماع الموسع إلى واشنطن وستحضره إلى جانب أميركا بعض دول الاتحاد الأوروبي، على اعتبار أن الأميركيين والأوروبيين هم الذين تولوا رعاية اتفاقية «نيفاشا». وقالت مصادر مواكبة للاتصالات التي جرت لترتيب هذا الاجتماع إن واشنطن ترى أن تخطي العقبات التي حالت دون تطبيق اتفاقية السلام الشامل من شأنه أن ينعكس إيجابا على أزمة دارفور. وقالت المصادر إن الدعوة ستوجه إلى مسؤولين كبار في المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس البشير، والحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب، ووسيط منظمة «إيقاد» الأفريقية التي رعت اتفاق السلام، الذي قاد التفاوض الجنرال المتقاعد لازروس سمبويو. وأضافت أن المؤتمر سيخصص للإسراع في تنفيذ اتفاقية السلام التي تواجه عثرات.

وقال عمر إسماعيل منسق السياسات في منظمة «كفاية» الأميركية التي لها علاقة وثيقة بالإدارة الأميركية، وتهتم بموضوع دارفور، لـ«الشرق الأوسط» إن المؤتمر الذي يزمع عقده في واشنطن برعاية أميركية حول اتفاقية السلام الشامل سيكون في يونيو (حزيران) القادم، اقترحته منظمته على عدد من المسؤولين في الولايات المتحدة. وأضاف أن اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب تواجه عثرات في تنفيذها وتبقى 20 شهرا للاستفتاء على حق تقرير المصير للجنوب وان واشنطن التي تفضل إبقاء السودان موحدا تسعى الآن إلى أن يتم تنفيذ أكبر عدد من بنود الاتفاقية فيما تبقى من الفترة الانتقالية. وتابع «لذلك تم توجيه الدعوة لدول أوروبية كانت تسمى في وقت سابق بدول أصدقاء إيقاد وتضم بريطانيا، والنرويج وايطاليا، إلى جانب الولايات المتحدة»، مشيرا إلى أن المبعوث الأميركي للسودان اسكوت غرايشن التقط فكرة عقد المؤتمر ووافق على تنفيذه، نافيا وجود مقترح لتأجيل الاستفتاء على حق تقرير المصير.

وقال إن قادة الحركة وشعب الجنوب بعد خيبة الأمل التي إصابتهم من عدم تنفيذ اتفاقية السلام التي كان يمكن أن تقود إلى أن يصوت الجنوبيون على الوحدة، فإنهم سيصوتون على الانفصال، غير انه قال إن الولايات المتحدة تحاول في المؤتمر أن يتم الإسراع فيما تبقى من البنود المهمة في الاتفاقية لما يجعل التصويت للوحدة أمرا جاذبا.

من جهته قال مدير مكتب تنسيق حكومة الجنوب في واشنطن ازيكل جاكواث إن نائبي الرئيس السوداني سلفا كير ميارديت وعلي عثمان محمد طه سيشاركان في مؤتمر تعقده الإدارة الأميركية برعاية نائب رئيسها جو بايدن حول اتفاقية السلام الشامل، وينتظر أن يصل المبعوث الرئاسي إلى السودان سكوت غرايشن الخرطوم في التاسع والعشرين من الشهر الجاري للتنسيق للمؤتمر.