السودان: إعلان نتائج الإحصاء السكاني .. والحركة الشعبية ترفضها وتعتبرها مزورة

39 مليون نسمة إجمالي السكان.. خمسهم في الجنوب

TT

أعلن السودان أمس النتائج المفصلة لتعداد السكان، الذي جرى تنفيذه العام الماضي، ويعد ضروريا لإجراء الانتخابات العامة المقررة في فبراير (شباط) العام القادم، وأحد أهم المطالب التي جاءت في بنود اتفاق السلام بين الشمال والجنوب الذي وقع عام 2005، حيث سيتم بموجبه توزيع الدوائر الانتخابية، وتأكيد نسب تقاسم السلطة والموارد بين الجانبين، وإجراء الاستفتاء على مصير الجنوب، عام 2011، لكن مسؤولين سودانيين من الجنوب رفضوا هذه النتائج قائلين إن إجمالي عدد سكان الجنوب جاء منخفضا للغاية عن توقعاتهم.

وأظهرت نتائج التعداد وهو الخامس في تاريخ البلاد، والأول منذ 16 عاما، أن إجمالي عدد السكان يبلغ 39.15 مليون نسمة يعيش منهم 30.89 مليون أي 79% في الشمال، بينما يعيش 8.26 مليون نسمة أي 21% في الجنوب. واتهمت الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تهيمن على الجنوب ساسة الشمال بالتلاعب بالأرقام وتسجيل عدد أقل من العدد الحقيقي للجنوبيين في الجنوب والخرطوم. وقال المتحدث باسم الحركة ين ماثيو لـ«الشرق الأوسط» إن حركته ترفض نتائج التعداد وتعتبرها مزورة ولا يعتد بها. وأضاف أن الحركة تطالب بتشكيل لجنة متخصصة لدراسة نتيجة التعداد وان على مفوضية الانتخابات عدم الاعتماد على التعداد في توزيع الدوائر الجغرافية، وتابع «هناك معايير أخرى في توزيع الدوائر الجغرافية». وقال نائب الأمين العام للحركة ياسر عرمان في تصريحات انطوت على انتقاد لحزب المؤتمر الوطني الذي يقوده الرئيس عمر البشير، «نعتقد أن هذا الإحصاء دوافعه وأهدافه سياسية»، وأضاف «من الواضح أن الانتخابات الوحيدة المستعد لها حزب المؤتمر هي انتخابات تفتقر إلى النزاهة والحرية». وقال إن إحصاءات سابقة أظهرت أن «الجنوبيين يمثلون ثلث إجمالي عدد سكان السودان وليس خمسهم كما بينت الأرقام التي ظهرت اليوم (أمس)»، وأضاف أن هناك قفزة حادة مريبة في عدد سكان ولاية جنوب دارفور التي هي جزء من شمال السودان. وشدد عرمان على أن على السودان الآن أن يجد طريقة أخرى أكثر نزاهة لوضع حدود للدوائر الانتخابية واقتسام السلطة بين الجانبين في الفترة السابقة للانتخابات، وتابع «يجب أن نقوم بعملية تسجيل جديدة للناخبين.. يجب تقسيم الدوائر وفقا لتسجيل الناخبين». وقدر الجهاز المركزي للإحصاء في السودان، عدد سكان الولايات الجنوبية بـ8.26 مليون نسمة، وهو ما يساوى خمس سكان السودان. وبلغ عدد الجنوبيين في الشمال 517 ألف نسمة. وقال الدكتور ياسين الحاج عابدين مدير الجهاز المركزي للإحصاء والمشرف العام على التعداد السكاني في مؤتمر صحافي أمس بقاعة الصداقة أن حكومة الجنوب «تحفظت على قلة نسبة الجنوبيين في الشمال»، وزيادة عدد الرحل، وما وصفته بالزيادة غير المبررة لسكان دارفور. وأضاف أن اللجنة المكلفة من صندوق الأمم المتحدة للسكان قامت بمراجعة التحفظات، وأكدت في تقريرها أن تلك التحفظات ليست ذات أهمية. وأكد عابدين أنه قد تم عد النازحين عدا القليل جدا وأن نسبة العد في الولايات الجنوبية تراوحت ما بين 89% إلى 95% وأكد أن التعداد الأخير مقارنة بالتعدادات السابقة يعد أكثر شمولا ودقة.

ويفترض أن تحدد الأرقام التي أسفر عنها تعداد السكان دوائر الانتخابات المقرر إجراؤها في فبراير (شباط) 2010 قبل إجراء الاستفتاء على استقلال الجنوب المقرر في العام التالي.