مشاركون في لقاء بايدن مع «14 آذار»: تحدثنا عن عملية السلام ومنع إيران من توسيع نفوذها

أكد لهم أن توطين الفلسطينيين في لبنان غير وارد.. وأنهم جزء من عملية السلام

TT

لم تهدأ في لبنان التكهنات التي أثيرت حول زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، أو يوسف بيضون كما أطلق عليه بعض السياسيين اللبنانيين سعيا إلى «لبننة» الاسم، والتي بدأت منذ الإعلان عن نيته المجيء إلى لبنان.

وفيما كان «السيناريو الانتخابي» هو العنوان الأكبر لزيارة بايدن والتي فسرتها قوى المعارضة على أنها خطوة دعم لفريق «14 آذار» قبيل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها بعد أسبوعين، كان ثمة شبه إجماع لدى من التقاهم من قوى الأكثرية، على أن بايدن تجنب الخوض في الكلام الانتخابي، وكذلك فعل أركان «14 آذار» الذين التقوه في منزل النائبة نايلة معوض. خلص الذين التقوا بايدن، وهو أرفع زائر أميركي للبنان منذ زيارة نائب الرئيس (آنذاك) جورج بوش الأب التي كان الهدف منها أميركيا «شد أزر جنود مشاة البحرية الأميركية بعد تفجير انتحاري قتل نحو 300 منهم عام 1982»، إلا أن نائب الرئيس الأميركي أتى ليؤكد التزام بلاده دعم المؤسسات الدستورية اللبنانية، ولهذا التقى رؤساء هذه المؤسسات. كما أتى اللقاء الذي عقده مع قادة «14 آذار» من باب التأكيد لهم عدم وجود صفقات على حسابهم، وأن الكلام الذي تبثه سورية وحلفاؤها في لبنان عن أن الحوار الأميركي ـ السوري قد يكون على حساب السيادة والاستقلال في لبنان «هو في غير محله بشكل أكيد»، موضحا أنه أراد أن يلتقيهم مباشرة ليقول لهم هذا الكلام و «لأنهم أصحاب ثقافة السلام والسيادة».

ووفق ما أكد أكثر من شخص شارك في الاجتماع الذي عقده بايدن مع قوى «14 آذار»، فقد جاء نائب الرئيس الأميركي ليؤكد للمسؤولين اللبنانيين أن بلاده تقوم بدفع قوي لعملية السلام في المنطقة، وأن الأميركيين أبلغوا الإسرائيليين بما لا يقبل الشك بضرورة تفعيل عملية السلام، وأن حل الدولتين مسألة غير قابلة للنقاش لدى الأميركيين. وكان بايدن قد حض إسرائيل في كلمته أمام مؤتمر لجنة شؤون العلاقات الأميركية الإسرائيلية «ايباك» على القبول بحل للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي على أساس قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل ووقف بناء المستوطنات. وقال لهم إن من بين الأسباب الكثيرة للعمل باتجاه السلام الفلسطيني ـ الإسرائيلي، حرمان إيران القدرة على توسيع نفوذها» عن طريق تأجيج الرأي العام ومساعدة مجموعات الرفض مثل حماس وحزب الله، مشيرا إلى أن «الحكومة الأميركية تركز بشكل مكثف على تفادي الخطر الجسيم المتمثل في حصول إيران على السلاح النووي».

ولم يتطرق اللقاء الذي جمع بايدن بقادة الأكثرية إلى موضوع الانتخابات، وفق ما أكده أكثر من مشارك في الاجتماع، غير أنه أكد «دعم لبنان ومؤسساته الرسمية السياسية والعسكرية»، مشددا على أنه أتى إلى لبنان من دون غيره من دول المنطقة لإظهار تمسك بلاده بهذه المؤسسات وضرورة تثبيتها ودعمها.

في المقابل، جدد قادة «14 آذار» التزامهم «القرارات الدولية، وتحديدا القرار 1701 الذي أعقب حرب يوليو (تموز) 2006، وتمسكهم بالثوابت التي التزموها منذ انطلاق «ثورة الأرز» عام 2005 وما قبلها. وجدد هؤلاء رفض لبنان القاطع لتوطين الفلسطينيين على أرضه، مشددين على أنه «إذا كان السلام في منطقة الشرق الأوسط ينطوي في أي عنصر من عناصره على فكرة أو اقتراح يشمل التوطين في لبنان، فهو غير مقبول»، فأتاهم الجواب الأميركي أن الجميع «يعي دقة الوضع اللبناني وانعكاسات خطوة مماثلة على الواقع اللبناني الداخلي». وعندما أوضح له هؤلاء أنهم تقدموا باقتراح تعديل دستوري يمنع قبول التوطين واشتراط «الإجماع الكامل» للنواب للقبول به، كرر بايدن أن التوطين غير مطروح في لبنان. وأوضح أن «حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين خارج الأراضي الفلسطينية هو قضية أساسية في مسيرة السلام، لكن بما يخص لبنان فالموضوع غير مطروح وهو يحظى بدعم وتفهم عربي ودولي كاملين».

في هذا الإطار، أكد رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري بعد زيارته أمس رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن الاهتمام الأميركي بلبنان «لم يتغير منذ ما قبل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري»، واصفا زيارة بايدن بأنها «تاريخية»، ورافضا وضعها في إطار الدعم الأميركي لـ«14 آذار». وقال: «هو زار رئاسة الجمهورية، وزار رئيس مجلس النواب الذي لا أظن أنه ضمن قوى 14 آذار إلا إذا انتقل دولة الرئيس، وأيضا زار دولة رئيس مجلس الوزراء، وحصل لقاء معنا مدته ثلاثة أرباع الساعة. وخلال الحديث، قلنا بصراحة إن موضوع السلام في الشرق الأوسط هو الأساس، والشأن الفلسطيني وما يحصل في فلسطين غير مقبول، وإسرائيل تمارس كل الجرائم في فلسطين». وأضاف: «أن الكلام الأميركي الذي سمعناه كان مشجعا في ما خص مبادرة السلام، وفلسطين، وهم يريدون إقامة دولتين، وقد تحدثنا معهم بكل صراحة في ما يخص مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والخروق الإسرائيلية وشبكات التجسس التي تشكل خرقا للقرار الدولي 1701. معتبرا أن «قوى 8 آذار تحاول استثمار هذه الزيارة». وأبدى الحريري اقتناعه بأن لا صفقة على حساب لبنان، «ولكن نريد أن يقتنع غيرنا بذلك».