المعلم يحذر من ظاهرة «إيران فوبيا».. وينتقد من يقدم طهران كعدو للعالم العربي

متقي يدعو لتعزيز التضامن وسط تحركات مسؤولين إسرائيليين وزيارة دبلوماسيين غربيين للمنطقة

TT

حذر وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، دولا عربية من الانخداع بما تروج له وسائل إعلام إسرائيلية تحاول أن تنشر ظاهرة «الخوف من إيران» أو «إيران فوبيا»، داعيا دول المنطقة إلى تذكر أن عدوها هو «النظام الصهيوني». كما وجه لوما لهؤلاء الذين يسعون إلى زرع بذور الشقاق بين دول المنطقة. وانتقد المعلم من يطرح إيران كعدو للعالم العربي ومدخلا لحل الصراع العربي الإسرائيلي، وقال قبيل انعقاد مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية، في حديث للتلفزيون الرسمي، إن «الادعاءات الإسرائيلية بشأن إيران تلقى صدى لدى البعض ممن لا يريدون حلا عادلا للصراع العربي الإسرائيلي». وأضاف «إيران دولة عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي وناصرت القضايا العربية كما لم تناصرها العديد من الدول، وهي جارة للعالم العربي، والتعاطي مع إيران يجب أن يتم من خلال مؤازرتها للقضايا العربية.. إسرائيل تطرحها كعدو ومدخل لحل الصراع العربي، من يطرح هذا لا يريد حلا للصراع العربي الإسرائيلي، لأن العدو واضح، العدو هو من يحتل أرضي ويرفض الانسحاب منها». مؤكدا أن «إسرائيل اليوم هي العدو للعالم العربي والإسلامي وللمجتمع الدولي».

كما قال المعلم إن استئناف محادثات السلام بين سورية وإسرائيل سيكون غير مجد دون التزام إسرائيل بالانسحاب من مرتفعات الجولان التي تحتلها منذ 42 عاما. وأشار المعلم، عشية انعقاد مؤتمر وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي، إلى أن سورية لن تعود إلى إضاعة الوقت فإذا «لم تكن هناك إرادة إسرائيلية حقيقية لصنع السلام ولم يكن هناك موقف أميركي باعتبارها داعمة لإسرائيل فلا جدوى من المفاوضات، لن نعود لإضاعة الوقت، إما أن تكون إرادة أو لا مفاوضات». وأضاف «نحن لدينا وقائع، والتزامات من حكومات إسرائيلية متعددة منذ عام 1993 للالتزام بالانسحاب من الجولان» معتبرا أن هذا «ليس شرطا مسبقا» وإنما «من متطلبات السلام» متسائلا «إذا لم تلتزم إسرائيل بمتطلبات السلام فما جدوى المفاوضات». كما وضح المعلم أن «الدعوة إلى السلام العادل والشامل لا تتعارض مع وجود أو عدم وجود شريك إسرائيلي، فهذا يكشف حقيقة النوايا الإسرائيلية ولا يلغي مطالبتنا بسلام عادل شامل.. إسرائيل تقول صراحة إنها تريد السلام من أجل السلام وهذا شيء مضحك وغير مسبوق».

من جانبه اعتبر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أن «الحراك السياسي للمسؤولين الإسرائيليين وزيارة بعض الدبلوماسيين الغربيين إلى المنطقة أوجدت ظروفا تدعو الدول الإسلامية إلى تعزيز وحدتها وتضامنها للتصدي للتحديات». وقال متقي في تصريحات صحافية لدى وصوله للمشاركة في المؤتمر، أمس «إن الدورة السادسة والثلاثين لوزراء خارجية المؤتمر الإسلامي تنعقد في ظروف دقيقة للغاية يشهدها العالم والمنطقة». مؤكدا أن «أوضاع النظام الصهيوني في حالة انهيار نتيجة الهزيمة التي ألحقت بها خلال حربي تموز وغزة».

إلى ذلك، أعرب وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور محمد قرقاش عن رغبة الإمارات العربية «في حل مشكلة الجزر المحتلة مع الجارة إيران»، معربا عن أسفه لمرور أكثر من ثلاثة عقود دون تحقيق أي تقدم إيجابي في هذا المنحى. وقال قرقاش في رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عما إذا كانت بلاده ستطرح قضية الجزر التي تحتلها إيران على مؤتمر وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في دمشق: «ما زلنا ندعو أن يتم هذا الحل من خلال العمل السياسي والتحكيم الدولي، وهذا الموضوع نطرحه دائما». وتابع «إن دولة الإمارات العربية المتحدة تسعى لإبراز قضية جزرها المحتلة وتدعو إيران إلى التفاوض بشأن هذا الموضوع أو التحكيم وحل هذه القضية نهائيا».

وأضاف قرقاش أن «السياسة الخارجية للإمارات تقوم على التعاون مع الأشقاء والأصدقاء في دعم الإجماع والاستقرار وتقديم رؤية تنموية حول جميع المسائل». وكشف أن الورقة الإماراتية المقدمة إلى المؤتمر تتعلق بضرورة إيجاد إجماع وتجاوز الجوانب الخلافية والتركيز على الجوانب التي تتعلق بالتوافق ودعم المشاريع التنموية من خلال دعم صندوق التضامن الإسلامي.