وسائل إعلام إيرانية تنتقد روكسانا صابري لعدم شكرها أحمدي نجاد للمساعدة في إطلاقها

طهران: المحادثات النووية بعد الانتخابات

TT

انتقدت بعض وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، أمس، عدم توجيه الصحافية الأميركية الإيرانية روكسانا صابري الشكر إلى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، لمساعدته في إطلاق سراحها بعدما حكم عليها بالسجن 8 أعوام بتهمة التجسس، وذلك لدى وصولها إلى مطار دالاس الأميركي ليل أول من أمس، حيث وجهت الشكر إلى منظمات حقوق الإنسان التي طالبت بإطلاق سراحها، كما شكرت الصحافيين الذين وقفوا إلى جانبها، ثم وجهت الشكر بالاسم للرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. ونقلت قناة «برس.تي.في» الإيرانية الرسمية خبر وصول روكسانا صابري إلى واشنطن، ثم انتقدت ضمنا عدم شكر الصحافية الأميركية الإيرانية لجهود أحمدي نجاد لإطلاقها. إذا قالت «برس.تي.في» إنه كان لافتا أن صابري شكرت الجميع لدى وصولها على جهدهم لإطلاق سراحها دون أن تشكر الرئيس الإيراني. وأشارت «برس.تي.في» إلى الخطاب الذي أرسله الرئيس الإيراني إلى السلطة القضائية، عندما تزايدت الضغوط الدولية على إيران، الذي دعا فيه إلى التزام النزاهة والعدالة في نظر القضية. وكانت روكسانا صابري، التي أطلق سراحها الأسبوع الماضي بعد أن أمضت أربعة أشهر في سجن بإيران، قد وصلت الجمعة إلى الولايات المتحدة بحضور العديد من الصحافيين. وقالت لدى وصولها إلى مطار دالاس الدولي في العاصمة واشنطن «أنا سعيدة جدا لعودتي إلى الولايات المتحدة». وأضافت «أحد الأشياء الذي جعلني أعيش هو أني كنت أنشد النشيد الوطني». وأوضحت «أريد أن أشكر شخصيا جميع الذين دعموني لمدة مائة يوم أمضيتها في السجن» شاكرة خصوصا الرئيس باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. وصفقت الجموع في المطار لدى مرور روكسانا صابري على الجمارك. وكانت صابري قد غادرت إيران الأسبوع الماضي وتوجهت مع ذويها وشقيقها إلى فيينا في النمسا. وأطلق سراح صابري (32 عاما)، المولودة في الولايات المتحدة، من سجن ايفين في طهران في 11 مايو (أيار) بعد أن خفضت محكمة إيرانية عقوبة السجن بتهمة التجسس إلى عامين مع وقف التنفيذ. وقالت صابري أيضا «أريد أن أشكر منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان وزملائي الصحافيين وجميع الذين استمروا في الحديث عني ومارسوا ضغوطا من أجل إطلاق سراحي». ومن ناحيتها، قالت والدتها اكيكو صابري «كان عندي شعور بأني أعيش حلما».

إلى ذلك، وعلى صعيد آخر، قال الرئيس الإيراني إن بلاده أبلغت القوى الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، أن المحادثات بشأن خططها النووية يجب أن تنتظر لحين انتهاء الانتخابات الرئاسية في الجمهورية الإيرانية، التي تجرى في 12 يونيو (حزيران). وقال أحمدي نجاد في مؤتمر صحافي أذاعته مع الترجمة قناة «برس.تي.في» الناطقة باللغة الإنجليزية على الهواء مباشرة «قلت إننا لن نجري محادثات قبل الانتخابات. كانوا يصرون على إجراء المفاوضات قبيل الانتخابات». وأضاف «اتصلوا عدة مرات... وأخيرا وافق السيد الرئيس باراك أوباما وقال حسنا فلنجرها بعد الانتخابات». إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أنه لم يكن أمامه من خيار سوى إلغاء زيارته، التي كانت مقررة إلى إيران الأربعاء، بعد أن حاولت السلطات الإيرانية عقد اللقاء في مدينة أعلنت منها إطلاق صاروخ جديد.

وأوضح فراتيني للصحافيين أثناء زيارة إلى توسكانا أن «العدول عن الذهاب إلى إيران كان خيارا لا بد منه بالنسبة لي. الذهاب إلى قاعدة أطلق منها الصاروخ كان يعني تغييرا كاملا لهدف مهمتي». وقد أفادت وزارة الخارجية الإيطالية أن طهران كانت تريد عقد لقاء فراتيني بمحمود أحمدي نجاد في سمنان (شرق)، حيث أعلن الرئيس الإيراني، الأربعاء، أن بلاده قامت بتجربة جديدة لإطلاق صاروخ من طراز «سجيل» يبلغ مداه ألفي كلم. وقرر فراتيني حينها إلغاء زيارته إلى إيران قبل ساعات من موعدها. وأضاف فراتيني «إننا نتقاسم مقاربة الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاه إيران القائمة على الحوار، نحن نؤيد وندعم سياسة اليد الممدودة هذه، لكن لا بد أن تأتي بنتائج بحلول نهاية السنة». وأفادت الوزارة أن زيارة فرانكو فراتيني كانت تهدف لبحث مساهمة إيران في استقرار الوضع في أفغانستان وباكستان والمسألة النووية الإيرانية والشرق الأوسط. وتستضيف إيطاليا، التي تترأس هذا العام مجموعة الثماني، اجتماع وزراء خارجية أكبر الدول الصناعية في نهاية يونيو (حزيران) في ترييستي بشمال شرق البلاد. وسيبحث المشاركون في الاجتماع الوضع في أفغانستان وباكستان. ودعيت إيران إلى المشاركة في الاجتماع.