القضاء الجزائري يستعد لمحاكمة 5 مغاربة بتهم إرهاب

اعتقلوا ضمن مجموعتين منفصلتين.. والتحقيق معهم دام سنتين

TT

يفتح القضاء الجزائري يوم 17 يونيو (حزيران) المقبل، ملف «المغاربة الخمسة» الذين اعتقلتهم أجهزة الأمن نهاية 2006، بتهمة محاولة الالتحاق بمعاقل تنظيم القاعدة في شرق العاصمة. ونقل عن أحدهم خلال أطوار التحقيق الأمني والقضائي، أنه اشتغل لحساب الأمن المغربي في مراقبة أتباع التيار السلفي بالمغرب. وستستمع هيئة محكمة جنايات العاصمة الشهر المقبل إلى أقوال ياسين بوحليت، وبلال العبدي، ومحمد الحمدي، وعبد الغني شبة، وصلاح الدين لقرين، وهم مغاربة تتراوح أعمارهم بين 20 و24 سنة، تتهمهم النيابة العامة بـ«الانخراط في جماعة إرهابية» وسيحاكمون بناء على قانون العقوبات المحلي المطبق على كل قضايا الإرهاب. وينتظر أن يرافع عنهم محامون معروفون بالدفاع عن أجانب متورطين في قضايا إرهاب.

وأفاد مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط»، أن ثلاثة من المعتقلين الخمسة، اعتقلوا فترة قصيرة قبل الآخرين، ونفى وجود أي علاقة بين الفريقين. ونقل المصدر عن أحدهم يكنى «أبو زكرياء»، أنه ذكر خلال مراحل التحقيق، الذي دام حوالي سنتين، أنه كان مجندا من طرف الأمن المغربي، لنقل أخبار أتباع التيار السلفي بمساجد مراكش، التي ينحدر منها. وأوضح المغربي أن خلافا حادا نشب بينه وبين مسؤولي الأمن المغربي، عندما أبلغهم بأنه مضطر للتوقف عن التنسيق معهم، بسبب ضغط تعرض له من طرف أسرته، التي منعته من الاحتكاك بالسلفيين في المساجد. وقال للمحققين، إن نشاطه لصالح الأمن كان بمثابة صفقة، تم بموجبها إطلاق سراحه بعد اعتقاله، في مقابل أن يكون عينا على أشخاص يشتبه الأمن المغربي في وجود صلة بينهم وبين التنظيمات الإرهابية. وكان أبو زكرياء، على اتصال مع قريب له يدعى عبد القادر، عضو في الجماعات الإرهابية بالجزائر، التحق بها عام 2005. ورجح المصدر أن الأمر يتعلق بشخص ظهر في شريط بثه تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، على شبكة الإنترنت في أبريل (نيسان) 2007.

وتطورت علاقة الشخصين، إلى أن طلب عبد القادر، من أبو زكرياء، البحث عن مغاربة يرغبون في «الجهاد في منطقة المغرب الإسلامي» لضمهم إلى القاعدة، التي كانت تسمى حينها «الجماعة السلفية للدعوة والقتال». وأعطاه اسم شخص يسكن بوجدة الحدودية، معروف بنقل الأشخاص عبر حدود البلدين بطريقة غير قانونية. وقرر أبو زكرياء، التنقل إلى قريبه في الجزائر رفقة شخصين من أنصار التيار السلفي. ودخل الثلاثة إلى مغنية من جهة الحدود الجزائرية، وكان الاتفاق مع عبد القادر، أن يترقبوا لقاء شخص بأحد مقاهي مغنية، ليقودهم إلى معاقل الإرهاب في الشمال. وكانت مصالح الأمن الجزائرية حينها تقتفي أثر المبعوث، فداهمت المقهى الذي كان فيه المغاربة واعتقلتهم.