أحد السعوديين الأربعة في باكستان: طلب من والدته السماح له بـ «الجهاد».. وغادر رغم رفضها

شقيق فوزي الرشيدي لـ «الشرق الأوسط»: كان أخاه يردد «أن هناك مَن ضمن له دخول الجنة»

TT

لم تفد الدعوات المتكررة التي أطلقتها والدة فوزي الرشيدي، أحد السعوديين الأربعة الذين ألقت السلطات الباكستانية القبض عليهم، وقد تنكروا بزي نسائي، من ثني ابنها عن الذهاب لما يعتقد بأنه «جهادٌ في سبيل الله» في الأراضي الأفغانية.

وروى نايف الرشيدي لـ«الشرق الأوسط»، وهو شقيق فوزي الرشيدي المعتقل لدى السلطات الباكستانية، كيف أن أخاه، الذي ظهر على شاشات التلفزة الأسبوع الماضي مرتديا زيا باكستانيا بني اللون، كان يحاول في بداية الأمر الحصول على موافقة والدته ليذهب بعدها للانضمام إلى صفوف المقاتلين على الحدود الباكستانية الأفغانية.

يقول نايف «كان يجلس فوزي إلى جانب والدتي، ويلح كثيرا عليها لتسمح له بأن يذهب للجهاد، وكان يحاول أن يذهب برضاها، غير أن موقفها كان واضحا تجاه الأمر، وقالت له لن أسامحك أو أحللك لو ذهبت إلى هناك». إلا أن الابن فوزي، الذي لم يرد اسمه الصحيح خلال بث السلطات الباكستانية لاعترافات مجموعة من 4 سعوديين قالت إنها ألقت القبض عليهم في المنطقة القبلية، لم يلتفت لدعوات والدته المتكررة التي كانت ترفض أن يقوم ابنها بهذه الخطوة. وطبقا لنايف الرشيدي، فلم يكن لشقيقه فوزي تاريخ من التعصب الفكري أو التطرف الديني، خلال شبابه، خصوصا بأنه توقف عن الدراسة عند المرحلة المتوسطة. وشرح نايف، الأجواء التي سبقت اختفاء شقيقه عن الأنظار، وخروجه من القصيم شمال السعودية متوجها لأفغانستان. وسبق فكرة إقدام فوزي على الذهاب إلى الجهاد، طبقا لشقيقه نايف، فترة التزم فيها دينيا، وتعرف فيها على مجموعات ممن وصفهم بـ«الملتحين» كانوا يترددون على منزل العائلة لمقابلة فوزي. وخلال الأيام القليلة المقبلة، سيكمل فوزي الرشيدي عاما كاملا، منذ مغادرته الأراضي السعودية، التي تمت في 18 يونيو (حزيران) 2008، متوجها إلى أفغانستان، عبر دولة قطر التي وصل إليها عن طريق البر. ويوضح نايف الرشيدي، أن العائلة قامت بإخطار السلطات الأمنية عن اختفاء شقيقه فوزي، الذي قام بالاتصال على أهله، وإبلاغهم بوصوله إلى أفغانستان بعد أيام من وصوله إلى تلك المنطقة. ولم تفلح محاولة العائلة، بإقناع فوزي الرشيدي، الذي سبق وأن عمل في أحد القطاعات العسكرية، بالتخلي عن فكرة القتال في أفغانستان. يقول نايف، ان شقيقه فوزي، الذي كان يعمل قبل مغادرته لأفغانستان في إحدى الشركات الخاصة ببيع السيارات اليابانية الصنع، كان يردد علنا أنه ذاهب للجهاد لأن هناك من «ضمن له دخول الجنة». وتقوم السفارة السعودية بباكستان في هذا الوقت، بالاتصالات مع السلطات الرسمية في إسلام آباد، للتعرف على هويات المواطنين السعوديين الأربعة، ومحاولة الدفع بتسليمهم إلى السلطات السعودية. وقال نايف الرشيدي، بأنه سيتصل اليوم هاتفيا بالسفارة السعودية بباكستان، للطلب منهم رسميا متابعة موضوع شقيقه فوزي.