لافروف: روسيا تحترم نتائج الانتخابات النيابية مهما كانت .. والمسائل العالقة بين لبنان وإسرائيل تحل في التسوية الشاملة

سليمان أكد استعداد لبنان للمشاركة في أي مؤتمر دولي للسلام

ضابطان روسيان يضعان إكليلا على ضريح رئيس الحكومة اللبنانية الراحل رفيق الحريري بحضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والنائب سعد الحريري (رويترز)
TT

ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالخروقات الإسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية، متعهدا بمساعدة لبنان بعد الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في السابع من يونيو (حزيران) المقبل والمأمول أن تكون «شفافة وديمقراطية» وتأليف الحكومة الجديدة، مؤكدا أن موسكو ستعترف بنتائج الانتخابات أيا تكن. وقد جاء كلام لافروف خلال زيارة سريعة للبنان أمس التقى فيها المسؤولين الكبار. وقد بدأها بلقاء رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في السراي الكبير. وبعد اللقاء لم يشأ الإدلاء بأي تصريح، واكتفى بالقول ردا على سؤال عن الموقف الروسي إذا فازت المعارضة بالانتخابات اللبنانية: «إنها انتخاباتكم وليست انتخاباتنا، وأيا كان اختياركم سندعمكم. إنها انتخابات الشعب اللبناني ودعوه يقرر ما يريد، ولا تحاولوا أن ترتكزوا على محور خارجي، بل على حكمتكم». ثم انتقل لافروف إلى القصر الرئاسي في بعبدا، حيث نقل إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان دعوة من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف لزيارة موسكو. وكرر لافروف استعداد بلاده لمساعدة لبنان و«البدء بوضع هذه المساعدات موضع التنفيذ والتحضير لذلك، بعد انتهاء الانتخابات النيابية وتأليف الحكومة الجديدة». وأكد أن «خروق إسرائيل المستمرة للبنان غير مقبولة»، مذكرا بأن «موسكو تحضّر لعقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط»، وآملا في «حصول الانتخابات النيابية في شكل شفاف وديمقراطي»، ناقلا «تقدير القيادة الروسية لأداء رئيس الجمهورية، وتعويلها على قدرته في إدارة الحوار الذي شكل شبكة أمان مهمة للمجتمع اللبناني». وشكر سليمان، من جهته، لروسيا «وقوفها الدائم بجانب لبنان والقضايا العربية المحقة، ومساعدتها للبنان في المحافل الدولية». وإذ أشار إلى «أن التحرير الذي حصل عام 2000 وتصادف ذكراه اليوم (أمس) لا يزال غير مكتمل بفعل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا وتلال كفر شوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر إضافة إلى استمرار الخروق الجوية والبحرية وشبكات التجسس، وعبر الألغام والقنابل العنقودية التي لا تزال تمنع المواطنين من استعمال أراضيهم»، رأى «أن إسرائيل أمام فرصة ثمينة لالتقاط المبادرة العربية للسلام إذا كانت جادة في موضوع السلام»، مبديا قلقه من «المناورات الواسعة التي تزمع إسرائيل تنفيذها مطلع الشهر المقبل». وكرر «أن الدولة ستعمل على إجراء انتخابات شفافة وديمقراطية بعيدا عن أي ضغوط أو تدخلات». وكشف «أنه بعد انتهاء الانتخابات ستنطلق عجلة الإدارة بشكل صحيح وسريع، وتعزيز طاولة الحوار من أجل بناء لبنان مستقر ونموذج عيش مشترك يضم كل الفئات وصالح كتجربة للعالم أجمع». وفي شأن مؤتمر موسكو للسلام، أكد أن «لبنان مستعد للمشاركة في أي مؤتمر دولي للسلام الشامل والعادل الذي يعطي الحقوق لأصحابها من الأراضي والمياه وحق العودة للفلسطينيين وغيرها».

وبعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال لافروف: «نختتم زيارتنا هذه للبنان، وأثناء اجتماعاتنا مع فخامة الرئيس ميشال سليمان ودولة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة والآن أثناء اجتماعنا مع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري تطرقنا إلى ثلاثة موضوعات أساسية: الموضوع الأول هو العلاقات الروسية اللبنانية الثنائية، ونحن قد تثبتنا من أن هذه العلاقات تتطور، ولا تشترط روسيا بعلاقتها الثنائية مع لبنان بأي شروط سياسية. وعلى مستوى الدولة، فنحن نتعامل مع جميع الذين يختارهم الشعب اللبناني، ونحن نحترم هذا الاختيار والانتخاب. وفي ما يتعلق بالمستوى السياسي، فنحن نتعامل مع الأطراف والقوى السياسية كافة التي تمثل الأجزاء المختلفة للمجتمع اللبناني الفريد. والموضوع الثاني هو أن المسؤولين اللبنانيين الذين تحدثت معهم كلهم تطرقوا إلى موضوع الانتخابات اللبنانية في السابع من الشهر المقبل، وكل ما سمعته من المسؤولين اللبنانيين الثلاثة أن القيادة اللبنانية سوف تبذل قصارى جهدها لأن تجرى هذه الانتخابات بشكل عادل وبشفافية وديمقراطية». وأضاف: «نحن نعتبر من المهم للغاية في هذا السياق أن يتم الاعتراف بنتائج هذه الانتخابات، ليس من المجتمع اللبناني فحسب، بل من المهتمين كافة بأن يكون لبنان دولة مستقرة، وله تطور طبيعي، أي من المجتمع الدولي. ونحن على يقين بأن جميع الأطراف يجب أن تحترم إرادة الشعب، وذلك طبقا لأحكام الدستور اللبناني». وأضاف: «أما الموضوع الثالث، فيختص بالأوضاع القائمة في منطقة الشرق الأوسط عموما وفي جنوب لبنان خاصة، فنحن مرتاحون إلى أنه يتاح للجيش اللبناني بالتعاون الوثيق مع قوات اليونيفل التي لها دور كبير في ذلك، الحفاظ على الاطمئنان في هذه المنطقة». وتابع: «من ناحية أخرى، فإنه من البديهي أن أي حل نهائي لكل المسائل العالقة في العلاقات اللبنانية ـ الإسرائيلية يجب أن يكون فقط في سياق التسوية الشاملة في منطقة الشرق الأوسط، ومن الواضح أن الطريق إلى ذلك هو طريق المفاوضات التي يجب أن يتم استئنافها في أقرب وقت ممكن... نحن نعتقد، ويشاركنا في وجهة نظرنا هذه زملاؤنا في لبنان وفي منطقة الشرق الأوسط ككل، أن المبادرة الروسية لعقد الاجتماع الوزاري لمجلس الأمن في الأمم المتحدة قد أصبحت خطوة مهمة أولى في طرق إيجاد الظروف اللازمة لاستئناف العملية التفاوضية السياسية، ومن المفترض أن تكون الخطوة الأخرى الاجتماع المرتقب للرباعية الدولية واجتماعها مع زملائنا في جامعة الدول العربية. ونحن أيضا نخطط لهذين الاجتماعين، وأيضا نحن ننطلق من أن هذه الأمور سوف تساعد على إيجاد الظروف اللازمة لأن نعقد في السنة الحالية مؤتمر موسكو الدولي حول الشرق الأوسط». وسئل لافروف عن زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان لروسيا وهل ستضغط موسكو لرفع الحصار عن غزة ووقف الاستيطان، فأجاب: «الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الإسرائيلي لروسيا ستتم من بداية الشهر المقبل. أما في ما يتعلق بالأوضاع الصعبة والمعقدة للغاية في قطاع غزة، فقد بلورت في الاجتماع الوزاري لمجلس الأمن، والذي عقد في الـ11 من الشهر الحالي والذي هو بمبادرة من روسيا الاتحادية، وقد اتخذ موقفا جماعيا يدعو للوقف الفوري للأعمال الاستيطانية وإلى رفع الحصار عن غزة».