وفاة مغربيتين اختناقا وسط التدافع عند حدود سبتة

التهريب يكلف المغرب 700 مليون يورو سنويا

TT

لقيت سيدتان مغربيتان أمس مصرعهما عند المركز الحدودي الفاصل بين مدينة سبتة المحتلة والتراب المغربي، كما أصيبت 20 بجروح متفاوتة الخطورة. وحدثت الوفاة اختناقا نتيجة الدوس بالأرجل والتدافع الشديد بين المهربين وأكثريتهم من النساء، الذين يقصدون المدينة المحتلة صباح كل يوم ليعودوا محملين بأكياس ثقيلة من البضائع المهربة التي يعاد بيعها في الأسواق المغربية، باعتبارها مورد عيشهم الرئيسي. وكان تدافع آخر واشتباك بين نحو ثلاثة آلاف من المهربين، حدث الأسبوع الماضي في النقطة الحدودية نفسها، ما أدى إلى تسجيل إصابات خفيفة بين المتدافعين، وغالبا ما تكون النساء ضحايا الازدحام الشديد الذي يقع على الجانب الإسباني من الحدود المصطنعة، من دون تدخل حاسم من عناصر الأمن الإسباني الذين يتجنبون المخاطرة بأنفسهم والاختلاط بالمهربين لتفريقهم، بدعوى أنهم غير مجهزين لمواجهة حالات العنف.

ووصف متحدث باسم نقابة الشرطة في سبتة زوال أمس، الحادث بالمأساوي، مضيفا أن نقابته طالبت منذ مدة بإغلاق ذلك الممر الحدودي الذي فتح خصيصا لمرور المهربين الذين يقدر عددهم بما بين عشرة وعشرين ألفا، يعبرون يوميا، بل يوجد من بينهم من يقوم بأكثر من زيارة إلى سبتة في سباق مع الزمن بقصد جلب أكبر كمية من البضائع المهربة، مستغلين قرب المسافة بين المغرب وسبتة.وذكرت مصادر أمنية في المدينة المحتلة أنه تم إسعاف سبع سيدات وقدمت لهن العلاجات الأولية بأحد مستشفيات المدينة ثم غادرنه، بينما احتفظ بسيدة كونها مصابة بكسور في العظام.

وكان معبر «البيوتز» الذي وقع به الحادث، قد فتح منذ أربع سنوات لتخفيف الضغط اليومي على معبر «تاراخال» التقليدي، لكن الإقبال المتزايد عليه يوميا، جعل أمر الخروج والدخول بواسطته، أمرا عسيرا يوما بعد يوم، على اعتبار أن مهنة التهريب تغري العاطلين. وتقدر قيمة البضائع المهربة من سبتة إلى المغرب بـ500 مليون يورو سنويا حسب المصادر الإسبانية، لكن الجانب المغربي يرفع المبلغ إلى 700 مليون، ما يسبب نزفا مستمرا للاقتصاد المغربي، وعلى الرغم من ذلك، فإن تجار سبتة يشتكون من الركود التجاري، ما جعلهم يطلبون من سلطات بلادهم، فتح حدود سبتة على مصراعيها أمام المغاربة الراغبين في زيارتها من دون اشتراط الحصول على تأشيرة سياحية من القنصليات الإسبانية المعتمدة في المغرب، ما سيحقق رواجا تجاريا في المدينة، حيث يجد الزائر المغربي خدمات غير متوفرة في بلاده، لكن يبدو أن المغرب لم يتحمس لذلك العرض لما له من تداعيات اقتصادية وسياسية على وضع المدينة التي يطالب باستعادتها مع مليلية. ومع حلول فصل الصيف، يرتفع معدل الزيارات إلى سبتة، ما ينذر بوقوع مشكلات أخرى في المستقبل.