قوى «14 آذار» تطوق الانعكاسات اللبنانية الداخلية لتقرير «دير شبيغل»

الحريري يعتبره «كلاما صحافيا».. وجنبلاط يصفه بأخطر من إطلاق النار على حافلة عين الرمانة

TT

استمرت أمس في لبنان تفاعلات التقرير الصحافي الألماني الذي اتهم «حزب الله» بالضلوع في عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتعاملت معه قوى «14 آذار» بحذر.

وفيما واصل «حزب الله» اعتبار التقرير أنه «محاولة لزرع الفتنة والتغطية على الهزيمة الإسرائيلية» في حرب يوليو (تموز) 2006، سارعت القيادات السياسية اللبنانية المعارضة لـ«حزب الله» إلى تهدئة الأجواء، فأكد رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري أنه يعتبر أن كل ما ورد «كلام صحافي»، مكررا ثقته والتزامه بما يصدر عن المحكمة الدولية نفسها، فيما أعلنت السفارة الألمانية في لبنان أن «ليس لدى الحكومة الألمانية أي معلومات تتعلق بما جاء في التقرير الذي نشر في المجلة الخاصة دير شبيغل». ونقلت عن الحكومة الألمانية تأكيدها «استقلال المحكمة الدولية للبنان، وقد عبرت الناطقة الرسمية باسمها عن الموقف الرسمي للمحكمة».

وقال الحريري بعيد زيارته ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضريح والده في وسط بيروت: «هناك الكثير من الصحف تنشر أخبارا تتعلق بالمحكمة الدولية، ونحن نقول دائما إن المحكمة هي التي تحدد وتقرر من ارتكب الجريمة. لذا فإن كل ما يحكى في الصحف ويصدر عنها نعتبره كلاما صحافيا وليس لنا أي تعليق عليه، من هنا فإننا لا نحتكم إلا إلى قرار المحكمة الدولية التي ناضلنا من أجلها ودفعنا دماء وسقط شهداء في سبيلها». وردا على ما قالته بعض الصحف اللبنانية أن «هذا السيناريو كتب بأياد لبنانية ولكنه نشر في الخارج»، علق الحريري: «لا أود أن أعلق على كلام الصحف التي تتداول أخبارا كثيرة وفي السابق قرأنا فيها اتهامات يمينا ويسارا. نحن لا نزال على موقفنا من أن المحكمة الدولية هي التي تقرر والمدعي العام دانيال بلمار أصدر توضيحا بالأمس وكان واضحا وصريحا في ما يخص ما نشر، ونحن مع ما يقوله المدعي العام وما يصدر عن المحكمة الدولية».

أما لافروف فقال بدوره إن بلاده «تعير أعمال المحكمة الدولية اهتماما كبيرا للغاية لأن تكون أعمالها محترمة ومن دون أي انحياز، ومن دون أي محاولات لتسييس أعمالها». وقال: «في ما يتعلق بما نشر في مجلة «دير شبيغل» فنحن نعتبر ذلك محاولة لتسييس الأمور، كما نعتبر ذلك شيئا استفزازيا ومماثلا لبعض الألاعيب السياسية التي ذكرت الشخصية الكبيرة وهي السيد الراحل رفيق الحريري، ونحن نعتبر أنه من غير المقبول القيام بأي محاولات للتأثير على المحكمة الدولية، كون هذه المحاولات تتناقض تماما مع ميثاق عمل هذه المحكمة، وأننا على ثقة بأن قيادة المحكمة لن تخضع لمثل هذه المحاولات». وأبدى قلقه مما نشر عن جريمة اغتيال الحريري، معتبرا ذلك «لعبا بالأوراق السياسية ومحاولة تدخل بعمل المحكمة»، مبديا «تأييدا ثابتا لعملها» ومشددا على «ضرورة الكشف عن الحقيقة، وألا تسمح المحكمة بالتسييس». أما جنبلاط فقال خلال عشاء أقامته منظمة الشباب التقدمي ليل أول من أمس: « فلتكن العدالة ولتبق العدالة ولا نريد أن يكون تصريح مجلة «دير شبيغل» حافلة جديدة أو بوسطة جديدة كعين الرمانة». وأضاف: «فلنتعلم جميعا من التاريخ لأن تصريح «دير شبيغل» أخطر ربما بكثير من عين الرمانة، انه جواب سريع وآن لتفكيك شبكات إسرائيل، لكن قد يحمل في طياته أخطر بكثير مما نتصور أو تتصورون. فلا بد بعد الانتخابات أو قبلها أن نجلس معا مع كل الفرقاء لنتدارس هذا التصريح أو هذا الخطر المحدق بجميع اللبنانيين».

وقال رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون إن كلام المجلة هدفه إثارة المشاكل في لبنان، لافتا إلى ضرورة معرفة من هو مالك المجلة لمعرفة مقاصده، ومنوها بما قاله لافروف في هذا الشأن. ورفض وزير الداخلية اللبناني زياد بارود التعليق على معلومات المجلة الألمانية «دير شبيغل»، مشيرا إلى أن المرجع الوحيد الذي يستند إليه هو القضاء «لان الاتهام لا يصبح نهائيا إلا بعد صدور الحكم».

وفي دمشق حيث يشارك في اجتماع وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي، قال وزير الخارجية اللبناني، فوزي صلوخ، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن اتهامات «دير شبيغل» لحزب الله «باطلة ومزورة ومشوهة للحقائق ومقصود منها زرع الفتنة والشقاق وزعزعة الاستقرار في لبنان».

وكان وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، قد وصف تحقيق المجلة الالمانية بـ«التافه» ودعا إدارة المجلة إلى التحقق من كاتب المقال وممن يقف خلفه وأن يتحققوا من البينات». ودعا المعلم المحقق الدولي «لكي يمارس صلاحياته على هذا الكذب وحرف التحقيق الدولي عن مساره».