الشيخ شريف: الصومال يتعرض لغزو واجتياح من قبل مقاتلين أجانب لـ«القاعدة»

زعيم الحزب الإسلامى لـ «الشرق الأوسط»: هل هم ملائكة لا يراهم أحد؟

TT

دعا الرئيس الصومالي الانتقالي الشيخ شريف أحمد، المجتمع الدولي لمساعدة قواته ودعمها في مواجهة محاولة المعارضة الإسلامية المسلحة المناوئة له للإطاحة به ودفع السلطة الانتقالية منذ منتصف يناير (كانون ثاني) الماضي للانهيار. وقال الشيخ شريف في مؤتمر صحافي عقده أمس بقصر الرئاسة «إن الصومال لن يسمح بأن يكون ملاذا لجماعات بآيديولوجيات أجنبية مثل العراق وأفغانستان».

وحث شريف، الصوماليين على الدفاع عن البلاد ضد المتمردين الإسلاميين الذين قال إنهم يضمون في صفوفهم مقاتلين أجانب من جنسيات مختلفة، مطالبا المجتمع الدولي بدعم الصومال. وأضاف «الصومال يتعرض للغزو والاجتياح من قبل هؤلاء المقاتلين الأجانب الذين هدفهم تحويل الصومال إلى نموذج آخر كما يحدث في أفغانستان والعراق». وقال شريف «أريد أن أقول للعالم وللشعب الصومالي إن هناك أجانب في البلاد حاربوا في هذه المناطق ويريدون تحويل الصومال إلى مكان مماثل».

وأشاد بما وصفه بـ«القتال من أجل الحرية» الذي يخوضه المواطنون بعفوية ضد المتمردين، وقال شريف «نحن نرحب بجهود مقاتلي الحرية الصوماليين في بعض المناطق بالقتال ضد المتمردين والمقاتلين الأجانب الذين جلبوهم إلى البلاد».

لكن الدكتور إيمان أبو بكر عمر، زعيم الحزب الإسلامي المناوئ للشيخ شريف، قال لـ«الشرق الأوسط»، في اتصال هاتفي من مقديشو، إنه لا صحة على الإطلاق لما يردده الشيخ شريف من وجود مقاتلين أجانب في صفوف المقاومة الصومالية. وقال «هذا الكلام دأب عليه الشيخ شريف في تلفيق التهم للمعارضة، ففي الوقت الذي يتحدث فيه عمن يسميهم أجانب، ينسى أنه هو من يطلب مزيدا من القوات الأفريقية للصومال، وهذا الأمر يحتاج للمراجعة».

وتساءل: أيهما أولى بالمجيء؟، هل هؤلاء المسلمون الذين يزعم أنهم أجانب وليس لهم وجود على الإطلاق، أم القوات الدولية من جميع الأمم التي تأتى من أجل بلبلة وفرض حالة معينة على الشعب الصومالي من أجل الحيلولة دون وصوله إلى مشروعه الإسلامي». وشدد على أنه لا وجود لأناس آخرين غير الصوماليين، لافتا إلى أن الصوماليين قادرون، منفردين، على الدفاع عن أراضيهم.

وقال: «هم (الصوماليون) موجودون بكثرة، بحيث إن المعارك التي تدور في العاصمة وما حولها لا تتسع لكثرتهم, فكيف نطلب أو نستقدم مجموعة غير صومالية غير عارفة بجغرافية البلاد أصلا»، مضيفا «هذا لا يعقل، علما بأن المجاهدين يقاومون من زمن من أيام المحاكم الإسلامية، والمزاعم التي تثار عن وجود أفراد غير صوماليين لا حقيقة لها على الإطلاق».

ونفى زعيم الحزب الإسلامي مجددا لـ«الشرق الأوسط» وجود مقاتلين أجانب في الصومال، وقال «لا علم لي بهؤلاء، والذي أعلمه أنه ليس لأحد منهم أي وجود، ولم أر غير الصوماليين في ساحة القتال، علما بأن مقاتلي حركة الشباب موجودون معنا وفى العاصمة ومناطق كثيرة». واستطرد قائلا: «أنا شخصيا لم أشاهد شخصا غير صومالي على الإطلاق»، معتبرا أن «التناقض بين التقديرات الأميركية والغربية حول حقيقة عدد المقاتلين الأجانب، يدل على أنه لا وجود للرقمين على الإطلاق». وأضاف «وإلا دلونا على من يزعمون وجودهم من الأجانب في الساحة الصومالية، كيف يمكن أن يكونوا موجودين، لم يشاهدهم أحد، هل هؤلاء ملائكة لا يراهم أحد؟.. هذا يحتاج لمراجعة حقيقية». وردا على مناشدة الشيخ شريف للمجتمع الدولي بدعمه في مواجهة معارضيه، قال الدكتور إيمان لـ«الشرق الأوسط»، رسالتنا للمجتمع الدولي أن لا يتدخل في القضية الصومالية، فكل ما يحدث من البلبلة والانشقاق والاقتتال جاء من المجتمع الدولي وليس لأي أحد الحق في التدخل في القضية. ولذلك نحن نرفض رفضا باتا ونجاهد من أجل تقرير الشعب الصومالي لشؤونه دون تدخل من أي جهة كانت.

وأوضح أن الوضع الأمني والعسكري الآن هادئ في العاصمة الصومالية بعدما أوقفت الحكومة الانتقالية هجماتها، إلى حين، ضد المقاومة. وهدد بمقاضاة الشيخ شريف وحكومته من جراء ما وصفه بجرائم الحرب المروعة التي ارتكبوها ضد المدنيين العزل في العاصمة «مقديشو» أخيرا.