أوباما يختار سونيا سوتومايار قاضية للمحكمة العليا.. لتصبح ثالث امرأة وأول لاتينية في المنصب

تعتبر من الليبراليين ودخولها لن يغير ميزان المحكمة بين المحافظين والليبراليين

أوباما وبايدن يهنئان سوتوماير بعد اعلان تعيينها في المحكمة العليا أمس (إ.ب.أ)
TT

اختار أمس الرئيس باراك أوباما سونيا سوتومايار، قاضية في المحكمة العليا مكان ديفيد سوتر الذي استقال من منصبه، لتصبح ثالث امرأة في المحكمة العليا التي تضم تسعة قضاة، والأولى من أصول لاتينية في المحكمة التي تفسر الدستور.

وولدت سوتومايار في حي فقير في نيويورك لوالدين كانا لا يتكلمان غير اللغة الإسبانية، وهاجرا إلى أميركا من جزيرة بورتوريكو اللاتينية في البحر الكاريبي. ومن النساء اللواتي سبقنها ساندرا أوكونور التي كان اختارها الرئيس رونالد ريغان، وكانت من أعضاء المحكمة المحافظين، حتى تركت المحكمة قبل سبع سنوات، وروث غينبسيرغ التي اختارها الرئيس بيل كلينتون، وتعتبر من الليبراليين في المحكمة.

وستملأ سوتومايار مقعد القاضي ديفيد سوتر الذي اختاره الرئيس السابق جورج بوش الأب، وأيضا يعتبر من الليبراليين. لهذا لا يتوقع أن تغير سوتومايار الميزان العقائدي داخل المحكمة، وهو ينقسم بين المحافظين والليبراليين، أربعة في كل جانب، بينما يعتبر القاضي كنيدي مرجح الكفة.

قبل خمس عشرة سنة، كتبت جريدة «نيويورك تايمز» عن سوتومايار، وكانت قاضية جديدة في المحكمة الفيدرالية في نيويورك، وقالت إنها: «امرأة ليست مثل كثير من النساء: فصيحة وجريئة ولا تخاف وترفض الخضوع للضغوط والمصالح الخاصة». كانت المناسبة قضية بين أصحاب أندية لكرة بيسبول واتحاد لاعبي الأندية، ووقفت سوتومايار إلى جانب اللاعبين، واتهمت أصحاب الأندية بالعمل لتحطيم الاتحاد. وقالت: «مائدة المفاوضات تعلو على التهديد بعدم التفاوض، والتهديد بإضعاف الجانب الآخر».

واهتمت جريدة «نيويورك تايمز» بهذه القضية لأن سوتومايار ولدت وتربت في حي «برونكس» في نيويورك، بالقرب من استاد فريق «يانكيز» لكرة البيسبول. وتعتبر مشاهدة اللعبة واحدة من هواياتها المفضلة. كما أن كثيرا من لاعبي البيسبول يهاجرون من بورتوريكو ودول أخرى في أميركا اللاتينية. لهذا كان قرارها ضد أصحاب الأندية انتصارا، ليس فقط لأمثالها من عائلات المهاجرين، ولكن، أيضا، لكل الضعفاء في المجتمع الأميركي المعقد والمتنوع.

تبلغ سوتومايار من العمر خمسة وأربعين عاما. وقبل قرابة عشرين سنة، عندما تخرجت من كلية القانون في جامعة برنستون، وعملت في مكتب المدعي العام لولاية نيويورك، كتبت عنها مجلة «تايم»، وتنبأت لها بمستقبل باهر بالنسبة لبنت عائلة مهاجرة فقيرة. وفي المقابلة تحدثت سوتومايار عن عائلتها، عن والدها الذي توفي وعمرها أقل من عشر سنوات، وعن مرض السكري الذي أصابها وهي صغيرة.. وعن أمها التي تولت تربيتها وأخ وأخت براتب ممرضة صغيرة في مستشفى بالقرب من استاد «يانكي».

وقالت سوتومايار عن والدتها التي كانت تتكلم اللغة الإسبانية: «كانت ركن العائلة، ماليا وروحيا وعاطفيا. كانت تصر على تعليمي أنا وأختى وأخي. وكانت تقول لنا: لا يهمني في أي مجال تتخصصون. يهمني أن تبرزوا فيه».

عملت سوتومايار لفترة في مكتب محاماة راق في نيويورك، لكنها عادت إلى منصة القضاء. وفي سنة 1990، اختارها الرئيس بوش الأب قاضية فيدرالية، بناء على توصية من السيناتور باتريك موينهان الديمقراطي والذي اعتبرها معتدلة. كما أنها كانت أول قاضية من أصل لاتيني وتتكلم الإسبانية تصل إلى المحكمة الفيدرالية في نيويورك.

خلال سنواتها في هذه المحكمة، وصفت بأنها وسطية في أحكامها وآرائها. وعندما وافق مجلس الشيوخ على اختيارها، صوت لها كل الأعضاء من الحزب الديمقراطي، ونصف أعضاء الحزب الجمهوري. تزوجت زميلا لها في الجامعة، ولم يستمر الزواج طويلا، ولم ينجبا. وتعتبر مشاهدة منافسات البيسبول من هواياتها المفضلة، وحتى السنة الماضية كانت تحاضر في كلية القانون في جامعة نيويورك.