توقيف عقيد في الجيش بتهمة التجسس لإسرائيل

القضاء العسكري اللبناني يدعي على شبكة جديدة

TT

تتكشف يوما بعد يوم خفايا كبيرة وخطيرة عن شبكات التجسس التي تعمل لمصلحة جهاز الاستخبارات الإسرائيلية «الموساد»، واختراق هذه الشبكات للأمن اللبناني. وكان آخرها ما كشفته أمس مصادر أمنية موثوق بها عن توقيف ضابط في الجيش اللبناني برتبة عقيد بعد الاشتباه بأنه يتجسس لمصلحة «الموساد».

وأكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن العقيد «م.د» ـ وهو من إحدى بلدات قضاء عكار في شمال لبنان ـ اعتقل الأسبوع الماضي وما زال يخضع للاستجواب أمام المحققين في مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، مشيرة إلى أن «مسألة تورط هذا الضابط شكلت صدمة كبيرة لدى قيادته، وخصوصا أنه متميز بانضباطه ومناقبيته، وسبق له أن حاز أوسمة وتهاني قادته لحسن أدائه في المراكز والمواقع التي تسلمها وتقلب فيها طوال فترة خدمته العسكرية».

وبحسب المصادر فإن الدورية التابعة لمخابرات الجيش التي اعتقلت العقيد المذكور ضبطت في حوزته أجهزة اتصال متطورة مشابهة لتلك التي ضبطت مع شبكات أخرى في الجنوب والبقاع وضواحي بيروت، وإن التحقيق يتركز معه على تاريخ انخراطه في النشاط التجسسي، ومن جنّده لهذه المهمة، وطبيعة المعلومات التي نقلها إلى «الموساد»، وما إذا كان مرتبطا بمجموعات أخرى أو إذا كان ثمة أشخاص يعملون بإمرته.

وعلى صعيد ذي صلة، ادعى أمس مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على أفراد شبكة للتجسس لمصلحة الاستخبارات الإسرائيلية، مؤلفة من الموقوف جريس إلياس فرح وشقيقه جان، الفارّ من وجه العدالة، وأحمد شبلي، مجهول باقي الهوية، في جرم التعامل مع العدو الإسرائيلي وإعطائه معلومات، ومراقبة المراكز المدنية والعسكرية وتحركات الشخصيات السياسية وإعطاء معلومات عنها للعدو ودخول بلاده من دون إذن مسبق. وتبين أن المراكز التي أعطيت معلومات عنها للعدو قُصفت في العدوان الإسرائيلي في حرب يوليو (تموز) 2006، وذلك سندا إلى مواد تصل عقوبتها إلى الإعلام. وقد أحالهم مع الملف إلى قاضي التحقيق العسكري الأول رشيد مزهر، طالبا إصدار مذكرة توقيف وجاهية في حق جريس ومذكرات غيابية في حق الآخرين مع من يظهره التحقيق.