إعلان «خيمة كركوك» بعد يومين من تشكيل «كتلة تموز»

«تكتل الوحدة العربية» لـ«الشرق الأوسط» محذرا من تشتيت الشمل العربي: العرب في خطر

جندي عراقي يسعف أحد رفاقه الذي أصيب بانفجار في كركوك أمس (أ.ب)
TT

أعلن أمس عن تأسيس تكتل عربي آخر في مدينة كركوك، يدعى تكتل «خيمة كركوك»، الذي يترأسه الشيخ برهان مزهر العاصي، احد وجهاء العشائر العربية في كركوك وضواحيها العربية، ويضم التكتل الجديد عدة مجاميع عربية، منها «كتلة الاعمار والتحرير وكتلة الإصلاح الوطني وكتلة التجمع الجمهوري».

ويأتي الإعلان عن هذا التكتل بعد يومين فقط من تشكيل كتلة سياسية عربية سميت «كتلة 22 من تموز»، التي تشكلت في اجتماع عقد في إحدى القرى العربية التابعة لقضاء حويجة 210 كم شمال العاصمة بغداد. ووصف محمد خليل رئيس كتلة الوحدة العربية، اكبر التكتلات العربية الممثلة في مجلس محافظة كركوك، تشكيل هذه التكتلات العربية الواحدة تلو الأخرى، بأنه تشتيت للشمل العربي في المحافظة، وقال، إن «العرب في كركوك الآن هم في وضع سياسي لا يحسدون عليه إطلاقا». وأضاف خليل، الذي هو عضو في مجلس المحافظة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، قائلا «عندما وجهت لنا الدعوة لحضور اجتماع الحويجة، ظننا بان العرب يجتمعون من اجل وضع برنامج عمل موحد؛ لخدمة مستقبل كركوك والمكون العربي فيها، وبحث تفاصيل تقارير لجنة تقصي الحقائق في المحافظة، وآلية العمل التي ينبغي لنا تبنيها بعد انتهاء فترة المادة 23 من قانون الانتخابات، ولكننا فوجئنا بان القائمين على الاجتماع يطالبوننا بالانضمام إلى كيان جديد اسمه 22 ـ تموز».

وتابع خليل، قائلا «ومن جانبنا طلبنا من الأخوة مؤيدي التكتل الجديد بالانضمام إلى كيان الوحدة العربية المتشكل منذ فترة طويلة، الذي يضم عدة كيانات عربية، لا سيما أن أفكارنا ومطالبنا تكاد تكون متطابقة، إلا أنهم رفضوا مبادرتنا». وأردف «نحن لسنا مع الكيان الجديد أو أي تكتل عربي آخر سيخلق في كركوك؛ لأن تكتل الوحدة العربية يضم أكثر من تسعة كيانات سياسية وعشائرية، ولنا وزن ثقيل في الساحة السياسية بكركوك، إضافة إلى ستة ممثلين في مجلس المحافظة، الذين هم الممثلون الشرعيون للعرب في كركوك، علاوة على مجالس الاقضية، فلسنا بحاجة إلى مزيد من الكيانات السياسية، بل بحاجة إلى الوحدة والتماسك، وقد ضربت للأخوة في الكيان الجديد مثل قائمة الحدباء في الموصل وما خلقته من تحول، نتيجة التماسك والوحدة بين تكتلاتها، كما وأوضحت لهم ما حل بالعرب في قضاء الشرقاط التابع لمحافظة صلاح الدين، الذين أخفقوا في الحصول على مقعد واحد فقط في مجلس المحافظة؛ بسبب تشتت الأصوات وكثرة القوائم».

ولم يستبعد خليل أن تكون هناك أياد خفية، وراء تشكل المزيد من الكيانات العربية في كركوك، وقال «تساورنا شكوك كبيرة بهذا الصدد، ونعتقد بان كثرة الكيانات العربية تشكل خطرا علينا، ونحن مقبلون على الانتخابات، ونحن متخوفون من ذلك كثيرا».

من جانبه، قال الدكتور طورهان المفتي، عضو اللجنة المركزية لحركة التركمان المستقلين، عضو مجلس محافظة كركوك عن قائمة الجبهة التركمانية، التي شاركت في اجتماعات الحويجة يوم الأحد الماضي، إن «أساس التفاهمات بين الجبهة التركمانية والتكتلات العربية في كركوك قائم على المصالح المشتركة والاستراتيجيات المشتركة حول المدينة ومستقبلها، لذا فان الجبهة التركمانية تبني علاقاتها مع التكتلات العربية الجديدة والسابقة، على عدة محاور أهمها صيانة وحدة العراق أرضا وشعبا، والمحافظة على عراقية كركوك». وأضاف المفتي لـ«الشرق الأوسط»، أن «على الكتل العربية في كركوك استلهام الدروس مما فعلته قائمة الحدباء في الموصل، وان تتوحد في إطار واحد وتتبنى برنامج عمل سياسي مشترك، وبرؤية استراتيجية موحدة حول كركوك لخوض الانتخابات المقبلة».

أما آوات محمد أمين، عضو مجلس محافظة كركوك والمتحدث باسم قائمة كركوك المتآخية، التي تشغل غالبية مقاعد المجلس، التي تضم أعضاء من الكرد العرب والتركمان والمسيحيين، فقد أكد بان الكتلة الكردية في المحافظة تعتبر تشكيل أي كيان سياسي في المحافظة أمرا اعتياديا، سيما أنها ليست المرة الأولى التي يشكل فيها العرب كتلا سياسية جديدة في المحافظة، وتابع في تصريح لـ«الشرق الأوسط» يقول، «أما الكتلة الجديدة المسماة 22 تموز فان تشكيلها وفي هذا التوقيت بالذات، فهو أمر غير طبيعي من جهتين، أولها أنها تتزامن مع إخفاق اللجنة البرلمانية الخاصة بالمادة 23، والثانية أن اسم الكتلة يبعث برسالة مثيرة للمخاوف بالنسبة للكرد؛ لأن ما حصل في 22 يوليو (تموز) 2007 في البرلمان العراقي، كان بمثابة مؤامرة ضد الكرد الذين هاجوا في جميع أرجاء البلاد للإعراب عن رفضهم لتلك المؤامرة، وحدث ما حدث بعدها من مظاهرات ومصادمات دامية في كركوك، ذهب ضحيتها العشرات من الأبرياء، لذلك فان الاقتداء بذلك التاريخ في تسمية كيان سياسي لا يوحي بأي بوادر خير في المستقبل».

ونفى أمين الاتهامات العربية الضمنية للكرد بتشكيل الكيان الجديد ،بهدف تشتيت الشمل العربي في كركوك، وقال «مستبعد جدا أن يساهم الكرد في تشكيل كيان بذلك الاسم، فالتكتلات العربية السابقة ترى في الكيان الجديد مسعى لزحزحة مكانتها في كركوك، ولا شك في أن تشكيل كيان بهذا الاسم لن يكون في صالح تعزيز مبدأ الحوار والسلام في المحافظة».