الشرطة الإسرائيلية تغلق مهرجانا فلسطينيا أدبيا في القدس للمرة الثانية

منظمون وضيوف يعبرون عن خيبة الأمل من أسلوب المعاملة

TT

أغلقت الشرطة الإسرائيلية مسرحا فلسطينيا في القدس الشرقية أول من أمس وأجبرت كتابا أجانب مشاركين في مهرجان أدبي دولي على الانتقال إلى مكان آخر للمرة الثانية خلال أسبوع.

ويعد هذا الأجراء من جانب الشرطة الأحدث في الأسابيع الأخيرة ضد ما ترى إسرائيل أنه محاولات من السلطة الفلسطينية لاستضافة أنشطة سياسية في المدينة التي يراهن فيها كل من جانبي الصراع على مطالب بأنها عاصمتهم الوطنية. وعبر منظمون وضيوف عن شعورهم بخيبة الأمل من أسلوب معاملة ما قالوا انه حدث ثقافي وليس سياسيا.

وقال الكاتب البريطاني جيرمي هاردنغ في المسرح بعد أن دخلته الشرطة لرويترز «كل الأحداث الثقافية التي تجرى في مناطق صراع سياسي لها مسحات باطنة سياسية». «التحدث بشأن ماهية الأدب وماذا يعني في موقف سياسي مفعم هو أكثر شيء صدقا يمكننا عمله. وهم لم يرق لهم ذلك».

وأمرت الشرطة المؤلفين المجتمعين والجمهور في الحدث الختامي من فعاليات مهرجان الأدب الفلسطيني الذي يستمر 6 أيام بالمغادرة قبل اجتماع أدبي في المسرح الوطني الفلسطيني.

ويقع المسرح في شرق المدينة التي استولت عليها القوات الإسرائيلية في 1967 واحتلتها إلى جانب الضفة الغربية وقطاع غزة. كما أغلق حدث الافتتاح يوم السبت في المسرح.

وأعلن إنذار من الشرطة هذا الإغلاق بناء على أوامر من وزير الأمن الداخلي على خلفية انتهاك اتفاقات السلام المؤقتة في التسعينات. وهذه الاتفاقات وضعت أساسا لمحادثات بشأن إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل لكن تركت وضع القدس ليحدد في مفاوضات أخرى.

وتقول إسرائيل إن المدينة كلها هي عاصمتها وستظل دائما، وهي نقطة أكد عليها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الأسبوع الماضي في الذكرى السنوية الثانية والأربعين لاحتلال إسرائيل للقدس الشرقية العربية.

ومن جانبهم يرغب الفلسطينيون في أن تكون عاصمتهم في المدينة. ومنذ انتخابات فبراير (شباط) التي جلبت زعيم حزب ليكود اليميني إلى السلطة حظرت السلطات الإسرائيلية أيضا الأحداث التي تحتفل بالقدس كعاصمة الثقافة العربية لعام 2009 برعاية الجامعة العربية وأغلقت مركزا إعلاميا أقيم في القدس الشرقية من أجل زيارة هذا الشهر للمدينة من جانب البابا بنديكت.

ويشكو الفلسطينيون الذين يشكلون ثلث سكان بلدية القدس في إسرائيل من حملة لإبعادهم.

وينفي مسؤولون إسرائيليون أي تمييز في السياسات التي تتراوح من هدم المنازل التي بنيت من دون ترخيص إلى توفير الخدمات البلدية في المناطق العربية.

وقالت أمل النشاشيبي التي كانت تحضر المهرجان الأدبي إنهم في إطار حملة لجعل المدينة يهودية خالصة، يحاولون كبح أي شيء يتصل بالثقافة العربية. وانتقل عشرات الأشخاص في هدوء من المسرح إلى المجلس البريطاني المجاور وهو أحد رعاة المهرجان.

وفي إصداره الثاني يدرج من بين رعاته الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش والكاتب المسرحي البريطاني هارلود بينتر. وكل من بينتر الذي كان يهوديا ودرويش معروفان بانتقاداتهما للسياسة الإسرائيلية. وتوفي كلاهما في العام الماضي.