نصر الله: سلاح حزب الله لا ينفع جيشا نظاميا.. وإذا فزنا ندلكم على من يسلح الجيش

قال إن الحكومة لم تطلب سلاحا من إيران.. وسأل هل طلبت من سورية سلاحا وصواريخ وبخلت دمشق على لبنان؟

TT

حذر الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله من «حرب تشن على الحزب لتقديمه كمنظمة إرهابية تهدد الأمن العالمي» مشيرا إلى «محاولة اتهام حزب الله باغتيال الحريري لصنع فتنة في لبنان». وتعهد نصر الله في حال فوز المعارضة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، «بالعمل على أن يكون الجيش اللبناني جيشا قويا مسلحا وقادرا على الدفاع عن لبنان»، مشيرا إلى أنه إذا فازت فسيدل اللبنانيين إلى الدول التي تقبل بتقديم السلاح للجيش. وقال إن الحكومة لم تطلب يوما السلاح من إيران، في رد على ما قاله رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط أول من أمس. وكان جنبلاط قد قال إنه يتمنى لو أن إيران دعمت الجيش اللبناني في تسليحه لأن الولايات المتحدة لا تزود لبنان بالأسلحة التي يحتاجها خوفا من أن تستعمل ضد إسرائيل. وكان نصر الله يتحدث أمس في احتفال في البقاع اللبناني من سلسلة احتفالات يقيمها الحزب في ذكرى الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000، فتوجه إلى أهالي البقاع بالقول: «بالرغم من أن الدولة تخلت عنكم، لم تتخلوا عن وطنكم وعلى الرغم من أن الحكومات بخلت عليكم بقطرة ماء، لم تبخلوا على الوطن بسيل الدماء».

واستغرب نصر الله كيف أن «المحور الرئيسي عند الفريق الآخر هو سلاح المقاومة (...) كأن لا مشكلة إلا هذا السلاح، وكأن لا مشكلة مالية واقتصادية وإنمائية وكأن لا 50 مليار دولار دينا وأسرى وأراض محتلة وانتهاكات إسرائيلية للأراضي اللبنانية». وأضاف: «كنا نشعر خلال الفترة الماضية أن البعض لا هم له بتحرير الأرض والأسرى ومواجهة التهديدات الإسرائيلية وكان همه أخذ سلاح المقاومة، وهذه العقلية جعلت لبنان مستباحا طيلة عقود من الزمن». وأشار إلى أنه «بعد حرب تموز (يوليو) عدنا من جديد إلى نغمة المقاومة وتسليم السلاح كأنه بعد حرب تموز (يوليو) وكل التطورات في المنطقة والأزمة في المنطقة لا مشكلة إلا سلاح المقاومة». وقال: «بعد حرب تموز (يوليو) راجعت إسرائيل أخطاءها وهي تناور وتتسلح وتأتي بطائرات جديدة وهي تعمل لتستعيد قوتها والمقاومة التي هزمت إسرائيل معنية أن تدافع في كل يوم وأن تجادل وأن تناقش أمام من يطلب منها أن تسلم سلاحها»، متسائلا: «أين العدل والمنطق؟ إسرائيل تستعد ولبنان لا يفعل شيئا لا في تقوية الجيش وتفعيله ولا في بت إستراتيجية، وإسرائيل تعالج نقاط ضعفها وفي لبنان هناك من يعمل على إضعاف نقاط القوة التي ظهرت خلال الحرب».

واعتبر نصر الله أن «الأغلبية الساحقة من دول العالم ليست مستعدة لتسليح الجيش، والسبب وراء ذلك هو أن أميركا لا تقبل أن تعطي الجيش سلاحا يقاتل به إسرائيل، وكذلك الدول الأخرى». وقال: «الحكومة مشكورة لكن طائرة الميغ ماذا تؤخر وتقدم في المعادلة، والدول المهمة في المنطقة لا تشتري طائرات إنما دفاعا جويا، ومن يريد أن يساعد لبنان يحضر له دفاعا جويا وسلاحا ضد المدرعات» وأضاف: «من المستعد ليعطي سلاحا للجيش؟ انتخبوا المعارضة وأنا أدلكم، فهل طلبت الحكومة من سورية سلاحا وصواريخ وبخلت سورية على لبنان؟ كلا. إيران لم تعرض ولا تقدر ولن تعرض سلاحا على لبنان، لكن حتى اللحظة لم يطلب لبنان سلاحا من إيران وليس من المنطقي أن تعرض إيران سلاحا، وإن عرضت إيران سلاحا سيقول كثيرون إن إيران تريد توريط لبنان بحرب، وتريد ضمه للمحور السوري الإيراني. وأي حكومة لبنانية تذهب إلى إيران وتطلب منها سلاحا مفيدا حينئذ نرى ماذا تفعل إيران، وأنا أعرف الجواب ولن أقوله وأنتم تعرفون الجواب، فالجمهورية الإسلامية في إيران والسيد الخامنئي لن يبخلا على لبنان بأي شيء لجعله بلدا عزيزا وقويا وبلا شروط ».

وأضاف: «إذا نجحت المعارضة بالانتخابات وشكلنا الحكومة كلنا في المعارضة وفي مقدمتها حزب الله، ستفي ببرنامجها وستعمل على أن يكون الجيش اللبناني جيشا قويا مسلحا وقادرا على الدفاع عن لبنان»، مشيرا إلى أن «السلاح لدى حزب الله لا ينفع جيشا نظاميا». وقال: «قيمة هذا السلاح أنه في يد منظومة شعبية لها تكتيكاتها وسريتها ولا يقدر جيش نظامي أن يقوم بعمل المقاومة، ولذلك هذا السلاح لن يمكن الجيش اللبناني من الدفاع عن لبنان، كما ولو كان هذا السلاح بيد جهات شعبية، والمهم أن تتوفر قناعة جدية لدى القوى السياسية في لبنان بأننا نريد جيشا قويا وأن يكون البعض قد تخلى بصدق عن نظرية قوة لبنان بضعفه». ورأى نصر الله أن «التحدي الأهم والأخطر هو ما نواجهه الآن، وهو استمرار إستراتيجية سيلفان شالوم بعد عام 2000 أي تقديم حزب الله كمنظمة إرهابية تهدد الأمن العالمي والأسوأ من ذلك محاولة اتهام حزب الله باغتيال الحريري لصنع فتنة في لبنان»، معتبرا أن ما صدر عن (مجلة) دير شبيغل هو «إسرائيلي بامتياز ولاحظتم التلقف الإسرائيلي لاتهامات دير شبيغل». وقال نصر الله: «نحن نواجه انتخابات يعمل فيها الأميركي بشكل مباشر، يشكل لوائح وينفق أموالا ويستقدم فيها نائب رئيس الولايات المتحدة الأميركية ولو استطاعوا أن يحضروا (الرئيس الأميركي باراك) أوباما لأحضروه». وأضاف: «(الرئيس الإيراني محمود أحمدي) نجاد لم يتدخل إنما وصّف فكل من علقوا على نجاد لم نسمع منهم تعليقا عن (وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود) باراك، فباراك حذر اللبنانيين من التصويت لحزب الله وأن فوز المعارضة يؤدي لوضع اللبنانيين أمام الجبروت الإسرائيلي فهل من علق على حديثه هذا؟».