إصابة 3 في هجوم على مقر انتخابي لأحمدي نجاد في زاهدان.. وخامنئي يدعو إلى ضبط النفس

واشنطن تنفي اتهامات طهران لها بالتورط في الاعتداء على المسجد

ايراني يحمل ملصقا انتخابيا تأييدا للرئيس محمود أحمد نجاد وذلك بعد صلاة الجمعة في طهران أمس (رويترز)
TT

نفت الولايات المتحدة أي ضلوع لها في الاعتداء الذي استهدف مسجدا في إيران، مؤكدة أنها لا «تؤيد أيا من أشكال الإرهاب»، وذلك ردا على اتهامات ساقها مسؤولون محليون في جنوب شرق إيران. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ايان كيلي «ندين هذا الهجوم بأشد العبارات ونعرب عن تعاطفنا مع عائلات المصابين والضحايا». وأضاف «نرصد بقلق تصاعد التفجيرات أخيرا في المساجد الشيعية في العراق وباكستان وكذلك في إيران، وندين بشدة أيا من أشكال العنف الطائفي». وأكد المتحدث للصحافيين أمس أن «الولايات المتحدة تدين بقوة كل أشكال الإرهاب. لا نتبنى أيا من أشكال الإرهاب في إيران ونواصل العمل مع المجتمع الدولي في محاولة لمنع أي هجمات تطاول المدنيين الأبرياء في أي مكان». وكان مسؤولون إيرانيون اتهموا الولايات المتحدة بالوقوف وراء الاعتداء الذي خلف 25 قتيلا أول من أمس في مسجد شيعي وربطوا الهجوم بالانتخابات الرئاسية المقررة في إيران في 12 يونيو (حزيران). وقال جلال صياح نائب محافظ سيستان بلوشستان القريبة من باكستان وأفغانستان والتي تضم أعداد كبيرة من السنة «تم اعتقال ثلاثة أشخاص ضالعين في الحادث الإرهابي». وأضاف «تفيد المعلومات التي جمعناها، أن أميركا وعملاء الاستكبار جندوا المشتبه بهم». وتستخدم السلطات الإيرانية عبارة «الاستكبار العالمي» للإشارة إلى «العدو» الأميركي.

ويأتي ذلك فيما ندد خطيب الجمعة في طهران آية الله أحمد خاتمي بالجريمة التي استهدفت المسجد في زاهدان، وقال إن بصمات أميرکا وإسرائيل مشهودة في هذا الحادث، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء «ارنا» الرسمية. وقال امام جمعة طهران المؤقت: إن الدولة الإسلامية المقتدرة اعتقلت وستعتقل منفذي هذه الجريمة النكراء ومن يقف وراءها وستعاقبهم على ما اقترفوه.

وقال آية الله خاتمي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة في طهران أمس: «إن الشيء الذي يجب أن يقال في هذه القضية هو أن بصمات أميرکا وإسرائيل موجودة بلا شك في هذا الحادث، ورغم أن المنفذين هم من الوهابيين والسلفيين الخبثاء وعديمي الدين إلا أن التوجيه جاء من مكان آخر».

وأوضح: هذه الجريمة قد تم توجيهها من مكان آخر وکانوا بصدد المساس بالخطوة الكبيرة التي اتخذها قائد الثورة الإسلامية من خلال زيارته القيمة لكردستان على صعيد الوحدة بين الشيعة والسنة، معربا عن ثقته بأن الشيعة والسنة سيكونان منتبهين لمؤامرات الأعداء ضد أهل السنة والشيعة والتي تستهدف إثارة الصراع فيما بينهما.

ووسط الصدمة في إيران من تفجير مسجد زهدان، أطلق مجهولون أمس النار على مركز انتخابي للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في نفس المدينة، مما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص بينهم طفل، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية. وذكرت الوكالة أن المسلحين كانوا يستقلون دراجات نارية، وأطلقوا النار على المركز قرابة الساعة 00.7 (30.14 ت غ). وقال محمد رضا زاهد شيخي المسؤول عن المركز الانتخابي للرئيس الإيراني في زاهدان للوكالة الإيرانية «وصل ثلاثة أشخاص يحملون سكاكين على دراجات نارية إلى قبالة مركز الحملة ثم وجهوا شتائم وتهديدات ومزقوا ملصقات». وأضاف أن ناشطين توجهوا إليهم للاعتراض لكن هؤلاء «أخرجوا أسلحة وأطلقوا النار عليهم»، موضحا «أنهم لاذوا بالفرار لكن الشرطة لاحقتهم وقبضت عليهم». وأوضح شيخي أن ناشطين هما ناصر وخوداداد ميري أصيبا في الذراع والبطن والكتف ونقلا إلى المستشفى المحلي. وأصيب طفل في بطنه وأخضع لجراحة. ودعا المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إلى ضبط النفس. وقال في بيان تلي عبر التلفزيون العام «من ارتكبوا هذه الخطايا الكبيرة قد يكونون قاموا بذلك عن غضب أو عن جهل، ولكن لا شك في أن أيدي مسؤولين سياسيين لبعض القوى التي ثبت تدخلها وأجهزة التجسس التابعة لها ملطخة بدماء ضحايا بريئة». وأضاف «على رجال الدين السنة في المحافظة أن يعبروا مجددا عن موقف حازم يعكس رفضا وكرها لمنفذي مثل هذه الجرائم باسم الدفاع عن مواطنيهم السنة. وعلى رجال الدين الشيعة أن يمنعوا ردود الفعل الغاضبة المتسرعة».

وعلى صعيد آخر أبدى المرشح للانتخابات الرئاسية الإيرانية مير حسين موسوي أمس استعداده لمناقشة ملف بلاده النووي المثير للجدل مع الدول الكبرى الست في حال فاز في الانتخابات. وقال موسوي المدعوم من الأحزاب الإصلاحية للانتخابات المقررة في 12 يونيو (حزيران) متحدثا للصحافيين في طهران «إنني مستعد لإجراء محادثات مع مجموعة الخمس زائد واحد، لكنه أضاف أن إيران ستواصل نشاطاتها النووية.