كشفت تقارير روسية أن سلطات الأمن المصرية ألقت القبض على عدد من الطلاب الأجانب في حملة نُفذت شرق العاصمة. وفيما لم ترغب القاهرة في التعليق على هذه الأنباء رسميا في حينه، أشارت معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصادر مطّلعة إلى أن تحقيقات تجري مع بعض الطلاب للاشتباه في تورطهم في قضايا قد تكون ذات علاقة بأمن الدولة.
وكشفت السلطات الروسية الرسمية عن اعتقال ما يزيد عن خمسة وثلاثين من الطلبة الروس معظمهم من شمال القوقاز من الدارسين في المؤسسات التعليمية المصرية في كل من القاهرة والإسكندرية والمنصورة. وذكرت شبكة «أنغوشيا رو» الإلكترونية أن قوات الأمن المصرية داهمت مساكن الطلبة التي يستأجرونها في مدينتَي نصر والسادس من أكتوبر يوم الأحد الماضي دون إبداء الأسباب. ونقلت الوكالة عن تيمور عجميتوف نائب القنصل الروسي في القاهرة قوله إن ذوي المعتقلين أبلغوا القنصلية التي تحاول بدورها التأكد من هذه المعلومات عبر القنوات الدبلوماسية لدى الجانب المصري الذي يواصل التزام الصمت على حد قوله. وأضاف: «إن القنصلية الروسية أرسلت ما يقرب من عشر رسائل إلى وزارتَي الخارجية والداخلية وجهاز أمن الدولة في القاهرة في محاولة للاستفسار عن حقيقة الأمر، لكنها لم تتلقَّ ردا واحدا على أي من هذه الرسائل».
ونشرت وسائل الإعلام الروسية أنباء متضاربة حول عدد الطلاب المحتجزين، وبينما صرح مصدر بالسفارة الروسية في القاهرة بأن عددهم 35 طالبا على الأقل، تناقلت وكالات أخبار قوقازية أن عددهم يصل إلى ثلاثمائة. وقالت مصادر في القاهرة إن عمليات الاعتقال جرت في الحي الثامن والعاشر بضاحية مدينة نصر، وهو الحي الذي تؤمه عادة جاليات الدارسين الأجانب بجامعة الأزهر.
وكشفت مصادر أمنية أن من بين الطلاب أيضا عددا من البريطانيين والفرنسيين، ولكنها أشارت إلى أن هذه الإجراءات إنما تعد من قبيل العمليات الروتينية لفحص الهويات والتأكد من الأوراق الثبوتية وتصاريح الإقامة في البلاد، والتي تأتي متزامنة مع الاستعدادات التي تجري في العاصمة المصرية لاستقبال الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي يزور القاهرة في الرابع من يونيو (حزيران) القادم.