الجميل: كلام نصر الله عن تسليح الجيش من طهران «الهرطقة بعينها».. وفتفت يسأل: هل إيران كاريتاس؟

نائب في حزب الله يرد على منتقدي نصر الله: هذا الفريق لم يتعود إلا أن يعطي مقابل ما يأخذ

الرئيس اللبناني الاسبق أمين الجميل خلال لقائه السفير السعودي الجديد لدى لبنان علي بن سعيد العسيري في بيروت أمس (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

وصف الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله حول استعداد إيران تسليح الجيش اللبناني في حال فوز المعارضة بالانتخابات، بأنه «الهرطقة بعينها». وقال الجميل بعد استقباله السفير السعودي في لبنان علي سعيد العوض عسيري، إن كلام نصر الله هدفه «إرساء توازن ضمني ما بين المقاومة والجيش اللبناني المناط به فقط تحديد كيفية الدفاع عن الوطن والشعب والأرض، وله وحده القيادة والإمرة». وأضاف الجميل: «ما يطلبه حزب الله ومسلحوه هو دفع لبنان إلى صدامات دامية اختبرنا مساوئها في الماضي القريب. ومشروع حزب الله يتجاوز حدود لبنان وارتباطه الإقليمي ولا يتلاءم والمصلحة الوطنية العليا». ورفض السفير السعودي التعليق على كلام نصر الله واعتبر أن حديثه «شأن داخلي»، وقال: «يعود تقويم هذا الموضوع إلى الأطراف اللبنانية وحدها بما يتناسب والوحدة اللبنانية والمصالح العليا للبنان».

وعلق النائب في كتلة «المستقبل» أحمد فتفت على حديث نصر الله وسأل: «هل إيران هي منظمة كاريتاس (الإنسانية) لتعمد إلى تقديم السلاح من دون شروط ومن دون مقابل؟» وأضاف: «قام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بتبسيط الموضوع، وقال إذا ما انتصر حزب الله فهذا يعني أن إيران انتصرت في المنطقة». وقال إن كلام نصر الله «واضح لا يحتاج للشرح، إذ إن نصر الله قام بهذه المهمة على أكمل وجه من جهة، وأتى الرئيس الإيراني ليضع النقاط على الأحرف بقوله إن معركة «8 آذار» ومعركة حزب الله هي معركة إيران في لبنان». وأضاف متسائلا: «لماذا مسموح للرئيس الإيراني نجاد أن يتدخل في السياسة اللبنانية، علما بأننا نسمع الاحتجاجات إذا ما جاء زائر وقام بزيارة لضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟ كلام مستغرب أحيانا من البعض يقولون الشيء ونقيضه». وأشار فتفت إلى أن «المال النظيف» لم يعمِر ما هدمته إسرائيل، كما وعد نصر الله، إنما تولت الإعمار الحكومة اللبنانية التي يشارك فيها «حزب الله»، ومولت 95 % من الدمار في الضاحية الجنوبية، ليسأل الحزب عن مصير الأموال ويطلب إلى المقاومة التي أسلحة مهمة تسليم أسلحتها إلى الجيش اللبناني ليصبح عندها عماد الدفاع في دولة واحدة وجيش واحد، وعندها سنردع إسرائيل». إلا أن النائب في «حزب الله» حسن حب الله رد على منتقدي نصر الله، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «من الطبيعي أن يعترض البعض على ما قاله نصر الله بشأن تسليح إيران الجيش اللبناني، لا سيما إذا كان هؤلاء من الفريق الذي تعود أن لا يأخذ إلا مقابل ما يعطيه. وهم بالتالي يجهلون أن دولا إسلامية توظف قوتها وإمكاناتها لتعطي المظلوم وتنصره من دون مقابل لأن ذلك جزءا من عقيدتها الدينية».

وردا على سؤال عن سبب عدم إقدام إيران وسورية على تسليح الجيش اللبناني قبل 2005 ومنعه من الذهاب إلى الجنوب اللبناني، قال حب الله: «كلام السيد حسن نصر الله هو في إطار ما سيحصل إذا فازت المعارضة بأكثرية مقاعد مجلس النواب في الانتخابات المرتقبة. فهي ستعمل على تأمين السلاح للجيش اللبناني، وليس كما فعلت الحكومات المتعاقبة منذ اتفاق الطائف التي كانت تقول إنها لا تريد مواجهة إسرائيل لأن قوة لبنان في ضعفه. وبالتالي لم تكن تشعر بحاجة لتسليح الجيش ليواجه ويدافع عن لبنان. وذلك لأن هذه الحكومات لم تكن تريد مقاومة تجلب الويلات على اللبنانيين، كما كانت تردد، لأنها تريد بقاء لبنان مستباحا وخاضعا لإسرائيل. وإيران لا تستطيع تسليح جيش بمعزل عن إرادة الحكومة المسؤولة عن هذا الجيش».

ولا يرى حب الله أن الوجود السوري في لبنان والذي استمر حتى العام 2005 حال دون تسليح الجيش، وقال: «حسب معلوماتي كبار ضباط الجيش اللبناني تدربوا في سورية. إلا أننا في تلك المرحلة كنا نعمل بتناغم بين الجيش والمقاومة لأننا لم نكن نريد أن نحمله مسؤولية تفوق قدراته وهو لا يزال في طور النمو. لذا قمنا بواجبنا الوطني. لكن بعد العام 2005 دخل لبنان مرحلة جديدة. وذهبنا إلى تيار «المستقبل» لنتفق وإياه على التعاون من أجل كشف حقيقة قتلة الرئيس الراحل رفيق الحريري وحماية سلاح المقاومة، لكنه أخل بالاتفاق ودخل البلد نفقا مظلما بسبب حدة الصراع السياسي. لو أن أجواء الصفاء توفرت ولم يخل بنا شركاؤنا في الوطن لكنا تمكنا معا من بناء جيش وطني وبلد قوي. فنحن نريد شراكة في مشروعنا الوطني ضد العدو الإسرائيلي».