الحريري يشدد على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين.. وعون «منفتح على المحيط»

لبنان يدخل الأسبوع الأخير قبل الانتخابات

TT

مع دخول لبنان اليوم الأسبوع الأخير قبل الانتخابات النيابية التي ستجرى يوم الأحد المقبل في كل الدوائر الانتخابية، كثف الزعماء اللبنانيون من إطلالاتهم في التجمعات الانتخابية في أنحاء لبنان، وشهد أمس احتفالات منفصلة للأحزاب المختلفة ترأسها زعماء الأحزاب أبرزهم زعيم تيار المستقبل النائب سعد الحريري، وزعيم التيار الوطني الحر النائب ميشال عون ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع. وقال الحريري، الذي يواصل جولاته في المناطق اللبنانية دعما للوائح «14 آذار»، وانتقل أمس إلى الشمال بعد البقاع، «إن لبنان كله مستهدف بعروبته وحريته واعتداله واستقلاله واقتصاده لإحلال المشروع البديل الذي من أجله اغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري».

وأضاف في كلمة أمام وفود زارته في مقر إقامته في المدينة «صحيح أن النظام السوري خرج من لبنان، لكنه يتحرك الآن من خلال بعض القوى السياسية المعروفة». وشدد على «أن وحدة المسلمين والمسيحيين والمناصفة بينهما، التزاما باتفاق الطائف، تشكلان أكبر ضمانة لمستقبل لبنان وللعيش المشترك فيه، ولذلك رفضنا مبدأ المثالثة الذي يعمل البعض على تسويقه». وفي المقابل، أكد الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي، الذي يواجه في طرابلس، منفردا، لائحة الائتلاف التي تضم تيار «المستقبل» ورئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي وحزب الكتائب، أنه لن ينسحب من المعركة لأنه لولاه لما كانت هناك معركة في طرابلس. وأيد «السعي مع كل أطياف المعارضة مهما كانت نتائج الانتخابات المقبلة إلى إقرار قانون انتخابات عصري يعتمد على النسبية التي تعطي كل شريحة حقها بالتمثيل الصحيح». من جهته، دعا رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات» سمير جعجع إلى «التصويت لله لكن ليس للذين هم مع حزب الله»، وقال في مهرجان شعبي نظمه حزب «القوات اللبنانية» في بلدة الكورة في الشمال، ليل أول من أمس: «صوت لله لكن إياك أن تصوت للذين هم مع «حزب الله»... لا تصوت للخراب والموت والدمار». وحذر من أن فوز حزب الله في الانتخابات قد يحول لبنان إلى «غزة جديدة» لأن تعامل إسرائيل العسكري معه سيختلف، ودعا إلى إنقاذ الجمهورية. وفي مهرجان انتخابي آخر يوم أمس في البترون، قال إنه في حال فازت المعارضة «سيكون لا صوت يعلو فوق صوت المعركة». وأضاف «سيشهد لبنان «ترشيقا» لسياسته الخارجية فيبقي فقط على الجيد من علاقاته الخارجية لا سيما مع إيران وسورية وقد بدأ البعض منذ الآن بتسليح الجيش اللبناني من إيران».

ومن جانب المعارضة، أكد عون انفتاح التكتل وحزب «التيار الوطني الحر» على «المحيط»، ومد اليد إلى جميع الأطراف في لبنان، ردا على انتقاد قوى «14 آذار» لأقوال الأمين العام لحزب الله نصر الله أن إيران يمكنها أن تسلح الجيش اللبناني في حال فوز المعارضة. وهاجم عون خصمه الماروني جعجع في كلمة ألقاها في احتفال لمرشحي لائحته في المتن الشمالي، واعدا الناخبين «بأننا نحن الآن على باب مرحلة تحرر نهائي من أساليب قمعية، ومن وراثة استمرت سنوات، وأقول لهم إن أطول سلالات في العالم تبدأ بتاريخ وتنتهي بتاريخ، وأنتم اليوم سوف تنتهون». وانتقد رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال لقاءات شعبية في مقره في المصيلح «استحضار الطائفية والمذهبية في الانتخابات النيابية»، معتبرا أن «أخطر فيروس يمكن أن يهدد لبنان ويفتك في جسد الوطن هو فيروس الطائفية والمذهبية والذي للأسف يستسهل البعض استحضاره اليوم في معاركه الانتخابية».