اكتشاف 3 إصابات بإنفلونزا الخنازير في لبنان

المصابون امرأة وطفلها كنديان ولبناني قادم من إسبانيا

TT

سجل لبنان أمس أول حالات إصابة بمرض إنفلونزا «إتش وان إن وان»، المعروف بإنفلونزا الخنازير، وأعلن وزير الصحة العامة اللبناني محمد جواد خليفة تسجيل ثلاث إصابات بالفيروس. وقال «إن اثنين من المصابين هما امرأة وطفل أتيا من كندا، والثالث لبناني كان في إسبانيا». وأكد خليفة أيضا في مؤتمر صحافي أن «الفيروس ليس محليا، والحالات التي تم كشفها جاءت من الخارج». وأوضح أن المصابين الثلاثة قد تم شفاؤهم، وقال «إن الأم وطفلها اللذين وصلا إلى لبنان في زيارة وضعا تحت المراقبة المطلوبة، وتلقيا العلاج اللازم، وهما على طريق الشفاء، ولا خطر على حياتهما». وطمأن وزير الصحة بأن «لبنان يملك مخزونا وطنيا من الأدوية لمكافحة هذا الفيروس». وأسرع من الفيروس، انتشر الهلع بين عدد كبير من اللبنانيين، الذين سارعوا للاستفسار أكثر عن أعراض هذا الوباء الذي اعتقدوا أنه لن يجتاز حدود بلادهم. وهكذا، بعدما تصدّر الملف الانتخابي سلّم اهتماماتهم، استطاع هذا الفيروس سريعا أن يسيطر على هواجسهم، لكن خليفة ـ الذي أطل قبل شهر ليحذر اللبنانيين من مضار التقبيل ـ طمأن أمس، في مؤتمر صحافي، بأن «لبنان خال من الفيروس، وأن تدابير العزل والعلاج اللازمة اتخذت مع المصابين»، وأن «الإجراءات المتخذة في مطار بيروت ستتخذ على الحدود البرية، مع تعزيز الطاقم الطبي في المراكز الصحية».

وبدا خليفة وكأنه يحاول التقليل من أهمية الأمر، معتبرا أن «اكتشاف هذه الحالات أمر طبيعي، وكانت الوزارة تتوقعه»، ذلك أنها «تتابع الموضوع يوميا، وترصد الحالات المشتبه في إصابتها، للتأكد من التشخيص مبكرا؛ وعزل الإصابات، وتقديم الدواء للمصابين والمخالطين». ورأى أن إعلان الإصابات «يؤكد التعامل الجاد من قِبَل أجهزة الدولة مع هذا الموضوع، ونجاح الوزارة في تشخيص الحالات مبكرا، حمايةً للمجتمع». وأشار إلى أن «نتائج الفحوص التي أجريت في لبنان على المصابين الثلاثة، أرسلت عينات منها إلى الخارج، وجاءت النتائج مطابقة لتلك التي أجريت في لبنان». وردا على سؤال، نفى أن تكون الوزارة قد ترددت في إعلان تسجيل إصابات، موضحا أن «أعراض الإصابة لا تظهر قبل فترة قد تمتد من يومين إلى ثمانية أيام. ويمكن أن يفحص المصاب يوميا، من دون أن تظهر الأعراض إلا في اليوم الثامن. لذلك، حين تأكدت الإصابة؛ أعلنّا عنها». وأشار إلى أن الوزارة «تبلّغ منظمة الصحة العالمية بالإصابات المسجّلة في لبنان، وترسل إلى المختبرات في العالم عينات من الفيروسات الموجودة لدينا، لمقارنتها بالفيروسات في العالم، ولتأكيد أنها تشخص هذا المرض، أم لا». وأكد خليفة على «زيادة الإجراءات في المطار لمراقبة المسافرين، وعند الحدود البرية، واعتماد آلات جديدة للكشف عن حالات الحرارة التي يمكن أن تظهر لدى المسافرين». ولأن «الوقاية خير من ألف علاج»، دعا الاختصاصي في الأمراض الجرثومية والاستوائية الدكتور أحمد وهبة إلى «اتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر، من دون الشعور بالهلع»، مشيرا، في اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط»، إلى أن «الاتصالات المستفسرة عن هذا المرض لم تتوقف لحظة الإعلان رسميا عن تسجيل إصابات في لبنان»، وقال: «أُطَمْئِن الجميع بأن هذا الفيروس ليس خطيرا كإنفلونزا الطيور، لأنه لا يؤدي بالضرورة إلى الموت في حال الإصابة به، لا سيما إذا حرصنا على مجابهته بالوقاية عبر تناول الفاكهة والعصائر التي تحتوي على كميات من الفيتامين (سي). ولمزيد من الوقاية، أنصح بدواء (تاميفلو)، وهو الدواء نفسه الذي نصحنا به أيام انتشار إنفلونزا الطيور. والأهم، أن يحرص كل فرد على ألا يستخدم أغراض الآخرين، كالمنشفة، والملاعق، والصحون، حيث إن هذا الفيروس ينتقل عبر الجهاز التنفسي. أما إذا وقعت الإصابة؛ فيجب استشارة الطبيب فورا».