الرئيس الفلسطيني: نتوقع حدوث شيء قبل أول يوليو

مبارك هاتف خادم الحرمين.. وعباس: قدمنا مرونة كاملة لحماس للتوصل لاتفاق في الحوار

TT

أجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، مباحثات أمس في القاهرة مع الرئيس المصري حسنى مبارك، حول التطورات والمستجدات فيما يخص القضية الفلسطينية، في ضوء زيارة أبو مازن للولايات المتحدة الأميركية، فيما استعرض مبارك الأوضاع في المنطقة في اتصال هاتفي مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية.

وعقب اجتماعه ومبارك، قال عباس للصحافيين إنه بحث مع الرئيس حسنى مبارك تفاصيل رحلته الأخيرة إلى واشنطن واللقاءات المتعددة التي عقدها هناك، سواء اجتماعه المنفرد مع الرئيس باراك أوباما، أو جلسة المناقشات الموسعة التي حضرها مع الرئيس الأميركي ومساعديه، وكذلك اللقاءات مع وزيرة الخارجية الأميركية ومستشار الأمن القومي.

وتحدث أبو مازن عن «حدوث شيء» قبل أول يوليو (تموز) المقبل، مشيرا إلى «أن الاتصالات والمشاورات المكثفة ستستأنف خلال أسابيع وليس أشهر».

وقال «إن حواراتي مع الجانب الأميركي دارت حول ما يمكن فعله في المستقبل وكيف يمكن أن نبدأ»، موضحا أنه أكد على الطرح الأميركي الخاص بضرورة وقف الأنشطة الاستيطانية، بما في ذلك وقف ما يقال عن أنه «النمو الطبيعي للمستوطنات»، وكذلك ضرورة اعتراف رئيس الوزراء الإسرائيلي بحل الدولتين، وأنه عندما يحدث ذلك يمكن أن ننتقل إلى استكمال المفاوضات التي بدأت بعد أنابوليس، خاصة فيما يتعلق بالحدود والقدس والمستوطنات، وغيرها من الملفات الستة الرئيسية.

وقال أبو مازن «إن الجانب الأميركي مصمم على ضرورة استمرار المفاوضات، ولكن الجانب الإسرائيلي لم يستكمل رؤيته». وأضاف: «طرحنا خلال المباحثات مع الإدارة الأميركية «مسألة» الحوار الوطني الفلسطيني، وأكدنا أن المطلوب من الحوار تشكيل حكومة تلتزم «بالاتفاقيات» التي ألزمنا أنفسنا بها ولا نطالب المنظمات الفلسطينية الأخرى الالتزام بها، ولكن يجب أن يلتزم بها أعضاء الحكومة». وفي تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن انه قدم مرونة كاملة لحماس من اجل التوصل إلى اتفاق في الحوار الفلسطيني في الموعد المحدد يوم 7 يوليو (تموز) المقبل في القاهرة، وقال انه اتفق على أن حكومة فلسطين ستكون ملتزمة ومسؤولة عن أي اتفاق سلام ثم يستكمل الحوار حول أي خلافات أخرى. وأفاد أبو مازن بأن الحكومة سوف تعد للانتخابات وتقوم بمهمة إعادة إعمار غزة التي تعاني من الدمار واعتبر الرئيس الفلسطيني مسألة الإعمار أولوية فلسطينية في هذه المرحلة. بينما ترى مصادر مطلعة أن الرئيس عباس بهذا التصريح لا يلزم حماس بمسألة الاعتراف بإسرائيل وان تكون الحكومة الفلسطينية هي صاحبة الالتزام بما تتطلبه مرحلة التفاوض مع إسرائيل. وأشارت المصادر أن الرئيس عباس رد على كثير من التساؤلات التي أثارت جدلا طويلا حول مبادرة السلام العربية ومواقف إسرائيل منها وحق العودة ويهودية الدولة والتحريض وكشف عن وجود لجنة فلسطينية أميركية إسرائيلية تقوم ببحث ذريعة التحريض التي تتحدث عنها إسرائيل. وكان الرئيس الفلسطيني قد جدد رفضه التام لأي تعديل في مبادرة السلام العربية، مشيرا إلى أنه لمس خلال لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين وجود جدية واضحة لدى الرئيس بارك أوباما وإدارته لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. وأوضح أبو مازن في مؤتمر صحافي عقده بمقر رئاسة الجمهورية، عقب لقائه الرئيس المصري حسني مبارك، أنه أطلع نظيره المصري على نتائج زيارته للولايات المتحدة، ولقاءاته مع الرئيس باراك أوباما وعدد آخر من المسؤولين الأميركيين. ولفت أبو مازن إلى أنه لمس جدية لدى الإدارة الأميركية بخصوص عملية السلام وضرورة وقف الاستيطان الإسرائيلي. وحول ما جرى في اللقاء مع الرئيس مبارك، قال أبو مازن نحن في البداية قدمنا للرئيس مبارك التعازي الحارة في المصاب الأليم، إثر وفاة حفيده محمد علاء مبارك رحمه الله، وهذا قضاء الله وقدره. وأضاف أبو مازن: كما بحثنا تفاصيل الرحلة التي قمنا بها للولايات المتحدة واللقاءات المتعددة في واشنطن سواء من الرئيس أوباما منفردا، أو مساعديه أو اللقاءات مع وزيرة الخارجية وغيرهما. وأوضح أن محور الحديث كان ماذا يمكن عمله بالمستقبل، مضيفا: وهنا نؤكد على مقولة الطرف الأميركي بأنه على إسرائيل وقف كل النشاطات الاستيطانية، يضاف إلى هذا اعتراف رئيس الوزراء الإسرائيلي بالدولتين وعندما يحدث ذلك ننتقل لاستكمال المفاوضات التي انطلقت في أنابوليس. وأوضح أبو مازن أن المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي التي انطلقت عقب مؤتمر أنابوليس لم تكن مضيعة للوقت ويمكن البناء عليها، سواء بما يتعلق بالحدود أو القدس أو المستوطنات، أو غيرها. وأوضح أبو مازن: هذا هو الموقف الأميركي وهم يصممون عليه، ولكن يبدو أن الجانب الإسرائيلي لم يستكمل بعد خطته أو رؤيته بخصوص هذه القضايا، وبالتالي هناك اتصالات مكثفة ومستمرة، لكن هذه الاتصالات لن تأخذ أشهرا، ربما تأخذ أسابيع بمعنى أنه مع بداية يوليو (تموز) المقبل لا بد أن يكون قد حصل شيء. وقال أبو مازن: نحن أيضا طرحنا معهم الحوار الفلسطيني، وأكدنا على أن المطلوب من الحوار تشكيل حكومة تلتزم بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية، ولا نطلب من التنظيمات أن تلتزم، إنما نطلب فقط من أعضاء الحكومة أن يلتزموا بذلك. وأضاف أبو مازن: هنالك نقطتان أثارهما الإسرائيليون، الأولى أنهم لا يريدون شروطا مسبقة، وكأنهم يعتقدون أن ما نطلبه وما يطلبه الجانب الأميركي هي شروط مسبقة فيما يتعلق بالاستيطان والحل على أساس الدولتين، وأكدنا نحن أنها ليست شروطا مسبقة وإنما أمور ثابتة ومثبتة في خطة خريطة الطريق، ولذلك نحن لا نطلب شيئا جديدا وإنما تطبيق الأشياء التي تم الاتفاق عليها. ولفت أبو مازن إلى أن الطرف الأميركي أثار خلال اللقاءات نقطة أخرى يتحدث عنها الجانب الإسرائيلي، وهي التحريض، مضيفا: ونحن أحببنا أن نذكرهم أن مسألة التحريض سبق أن أثيرت قبل عشر سنوات على الأقل وطرحها في حينه نتنياهو، حيث تم الاتفاق في واي ريفر على تشكيل لجنة ثلاثية أميركية ـ فلسطينية ـ إسرائيلية لبحث كل أنواع التحريض وعملت اللجنة فترة ثم توقفت، وطلبنا الآن إحياء اللجنة من أجل أن نرى ما هي ادعاءات الإسرائيليين وادعاءاتنا لأننا نرى تحريضا في وسائل الإعلام أو الكتب المدرسية، وغيرها. وقال أبو مازن: عرضنا الفكرة التي قدمناها بما يتعلق بتطبيق المبادرة العربية والفكرة بحد ذاتها مبنية على خطة الطريق والمبادرة العربية، وخلاصتها إذا انسحبت إسرائيل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة فإن جميع الدول العربية والدول الإسلامية، يمكن أن تطبع مع إسرائيل وهذه الخطة نشرت أمس في «واشنطن بوست» مرة أخرى كما نشرت سابقا، ولكن هذا الموضوع متروك للحديث فيما بعد، لان الدول العربية تحتاج أولا أن تقوم إسرائيل بخطوات عملية وبعد ذلك العرب يقررون، وهذا شأن عربي ونحن لا نتدخل به. وعن مدى تفهم الجان الأميركي للطروحات الفلسطينية بخصوص السلام، أشار أبو مازن، نحن ذهبنا على أرضية معروفة، فالرئيس أوباما ووزيرة الخارجية كلينتون تحدثا بشكل واضح عن ضرورة وقف الاستيطان، وضمن ذلك النمو الطبيعي، والتمسك بحل الدولتين، والأرضية التي ينطلق منها الجانب الأميركي الآن مرضية ونأمل أن يتم البناء عليها. وحول ادعاء إسرائيل عدم وجود شريك فلسطيني وتذرعهم بالخلافات الفلسطينية، قال أبو مازن: عندما بدأنا في أنابوليس كان هنالك انقسام، وإذا توصلنا لاتفاق، فأي اتفاق يعرض على استفتاء عام على الشعب الفلسطيني، وهذه المقولة غير واردة إطلاقا، ونحن نتحاور وهنالك اتصالات مع الجانب الإسرائيلي في قضايا كثيرة باستثناء السياسية، وهذه الحجة غير ورادة وهي تندرج تحت بند الذرائع التي يثيرها الإسرائيليون للتهرب من استحقاقات السلام. وبخصوص يهودية الدولة، أوضح أبو مازن أعتقد أنها من الذرائع التي يتحدثون عنها، وفي أنابوليس أثاروها، ثم بعد نقاش طويل جدا وتأخر اجتماع أنابوليس لأكثر من ساعة بسبب الموضوع تم الاتفاق على طي الملف، فليسموا أنفسهم ما يشاءون، ونحن نرى أن هنالك دولة اسمها إسرائيل. وبشأن ملف عودة اللاجئين، وادعاء بعض وسائل الإعلام الأميركية والإسرائيلية بأن الطرف الفلسطيني يمكن أن يقدم تنازلات في هذا الملف، أكد أبو مازن أن كثيرا من الأصوات تقول لا نريد عودة اللاجئين، وهذا غير صحيح، فهذا الموضوع ناقشناه مع حكومة أولمرت وتوصلنا لمبادئ عامة ولكن لم ندخل في التفاصيل، والمبادرة العربية تحدثت بشكل واضح عن هذا الحق، ونحن نرفض أي تعديل أو تغيير في المبادرة العربية للسلام وهي مرجعيتنا.