«سي آي ايه» تعلن عن خطة لتحسين إتقان عملائها للغات

فصول دراسية مسائية لتعلم العربية والفارسية والأردية

TT

بعد خمسة أعوام من انتقاد لجنة التحقيق في أحداث 11/9 لوكالة الاستخبارات المركزية بسبب المهارات اللغوية غير اللائقة لدى موظفيها، أطلقت الـ«سي آي ايه» أمس برنامجا طموحا لمضاعفة أعداد المحللين الماهرين في اللغات التي تعد مهمة في الحرب ضد أعداء أميركا.

وكانت المبادرة الجديدة، التي أعلن عنها مدير «سي آي ايه» ليون بانيتا، اعترافا بتقدم الوكالة البطيء في تعيين موظفين بارعين في لغات مثل العربية والفارسية والأردية.

وقال بانيتا في رسالة إلى الموظفين: «من أجل جمع المعلومات وفهم العالم المعقد، يجب أن تستعين السي آي ايه بموظفين يمكنهم قراءة لغات أجنبية والتحدث بها وفهمها».

وكشف بانيتا عن خطط لتعيين المزيد من الموظفين البارعين في لغات أجنبية وللاحتفاظ بآلاف من الموظفين الحاليين، باستخدام جامعة «سي آي ايه» الداخلية. وستقيم الوكالة فصولا دراسية مسائية وتدريبا على الإنترنت، وستسمح للموظفين الجدد بدراسة اللغات أثناء التصريح الأمني.

وبالإضافة إلى مضاعفة أعداد الموظفين الأكفاء في لغات محددة ذات «المهام الحرجة»، تسعى الوكالة إلى زيادة أعداد المحللين البارعين في اللهجات المحلية في الثقافة أو المنطقة التي يتم تكليفهم بها بنسبة 50 في المائة، وفقا لما قاله بانيتا.

وقد أوردت الـ«سي آي ايه» حديثا أن عددا ضئيلا من إجمالي قوتها العاملة، نحو 13 في المائة، يتقنون لغة ثانية. ومن بين موظفي الخدمة السرية القومية في الوكالة، والتي يعمل بها معظم الموظفين المنتشرين في الخارج، يقترب الرقم من 30 في المائة.

وقد ذكرت لجنة 11/9 قلة المترجمين الماهرين كأحد عوامل فشل الحكومة الأميركية في منع هجمات 11 سبتمبر (أيلول) الإرهابية. واكتشفت اللجنة أنه كانت هناك اتصالات كان من الممكن أن تنبه المسؤولين الأميركيين إلى الخطة، ولكن لم تتم ترجمتها إلا بعد وقوع الحادث بأيام.

وتقول آمي زيغارت، الخبيرة في إصلاح الاستخبارات والأستاذة المساعدة في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، إن ضعف إتقان لغات ثانية مشكلة تنتشر في جميع أنحاء الحكومة وتعكس العيوب الموجودة في عملية التصاريح الأمنية. وغالبا ما يتم رفض المتقدمين لوظائف في الـ«سي آي ايه» من متقني اللغات المهمة لوجود أقارب لهم في الدول التي يعرف أنها مواقع لأنشطة الإرهابيين. وتضيف أنه يمكن أن ينتج عن مثل تلك العلاقات الأسرية رفض منح المرشح التصريح الأمني المطلوب للعمل.

وتقول زيغارت: «لا يمكنك أن تستعين بالأشخاص المناسبين حتى تغير من قواعد التصاريح الأمنية».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»