قالت مصادر أمنية جزائرية، إن الجيش قتل مسلحا ينحدر من جنسية ليبية، واثنين من رفاقه، وهما جزائريان، وينتمي الثلاثة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، قتلوا في عملية عسكرية كبيرة شرق البلاد انطلقت بعد اغتيال 8 جنود الأسبوع الماضي.
وذكرت المصادر، أن مقتل الثلاثة تم الليلة قبل الماضية، في جبال «مشونش» بأعالي ولاية بسكرة (400 كلم جنوب شرق العاصمة)، وأوضحت أن أجهزة الأمن تأكدت من وجود رعية ليبي ضمن القتلى، لكنها لم توضح اسمه، وقالت إنه حديث الالتحاق بالجماعات المسلحة الإسلامية بالجزائر. أما المسلحان الآخران، فإن أحدهما قيادي بارز في صفوف المسلحين بـ«المنطقة الخامسة» (جنوب شرق) في هيكل «القاعدة» يدعى أسامة.
وقد قتل الثلاثة في كمين نصبه الجيش لجماعة مسلحة تتكون، حسب المصادر، من 10 أشخاص على الأقل، نجا أغلبهم من نيران الجيش، التي فاجأتهم وهم بصدد الانتقال من أحد معاقلهم إلى معقل آخر في جبال المنطقة. وترجح نفس المصادر إصابة اثنين منهم بجروح خلال إطلاق النار.
ويعتقد أن الثلاثة شاركوا في الكمين، الذي أودى بحياة 9 عساكر وخلف أيضا جرح ثمانية آخرين، يوم الاثنين الماضي بنفس المنطقة. وتنسب أجهزة الأمن مقتل الجنود لتنظيم القاعدة، الذي يطارده الجيش حاليا في عدة مناطق بالجزائر، خاصة في الولايات الشرقية القريبة من العاصمة حيث توجد معاقله الرئيسية.
ويؤكد مقتل الرعية الليبي صحة معلومات تملكها مصالح الأمن المتخصصة في محاربة الإرهاب، بخصوص وجود أكثر من 250 مسلحا أجنبيا في معاقل السلاح بالجزائر، ينحدرون من دول المغرب العربي الخمس، وحتى من الصحراء موضوع نزاع سياسي حاد بين الجزائر والمغرب منذ 34 سنة. وذكر مسلح موريتاني خلال محاكمة الأسبوع الماضي انتهت بإدانته بالسجن 5 سنوات مع التنفيذ، أنه تعرف، أثناء فترة تدريب على السلاح في صفوف «القاعدة» بالصحراء دامت شهرا خلال 2008، على 183 مسلح جاءوا من المغرب العربي ودول الساحل الأفريقي.
ويعتبر الموريتانيون، حسب شهادة مختار ولد محمد، الأكثر عددا في جماعات الصحراء، التي ينسب إليها نشاط خطف الرعايا الغربيين منذ 2003. حيث يبلغ تعدادهم 33 شخصا.
وتحدث عن 13 إرهابيا من نيجيريا، فضلا عن وجود 7 أشخاص من الصحراء الغربية، وهو معطى جديد عن «العنصر الأجنبي» في الجماعات الإرهابية لم يكن معروفا من قبل.
، كما لم يكن معروفا وجود طوارقيين في معاقل «القاعدة»، حيث أكد المدان وجود 3 من الطوارق، زيادة على 3 من المغرب، وواحد من تونس، وآخر من ليبيا، واثنين من بوركينا فاسو. وقد سبق لزعيم فرع «القاعدة» في شمال أفريقيا أبو مصعب عبد الودود، في حوار نشرته «نيويورك تايمز» مطلع يوليو)تموز( الماضي، أن تحدث عن وجود أجانب في صفوف أتباعه. حيث قال: إن التنظيم يضم عددا كبيرا من الليبيين والموريتانيين والمغاربة والتونسيين والنيجيريين، لكنه أفاد بأن غالبية أفراده جزائريون.