السفير التركي لدى السعودية: أنقرة تفكر في الاستفادة من البرنامج السعودي لمكافحة الإرهاب

خبير سعودي في الشؤون التركية: على الدول العربية مد يدها للنهج التركي المعتدل

TT

كشف ناجي كورو السفير التركي لدى السعودية، أن بلاده تفكر جديا في الاستفادة من تجربة الرياض في برنامج مناصحة المتطرفين فكريا، وهو البرنامج الخاص بتصحيح أفكار تنظيم القاعدة.

وجاء كشف السفير كورو عن هذا الأمر، على هامش محاضرة تناولت «العلاقات السعودية ـ التركية في ظل التوجهات الجديدة للسياسة الخارجية التركية». وقال كورو إن بلاده قد تستفيد من تجربة السعودية في محاربة الإرهاب، وبرنامج المناصحة للمتطرفين، والذي وصفها بالتجربة «الناجحة». وأشار السفير التركي، إلى أن علاقات بلاده مع السعودية تعيش مرحلة ذهبية، والتنسيق السعودي ـ التركي الاستراتيجي هو تنسيق استراتيجي وليس تكتيكيا.

وغلب الطابع الديني والثقافي على نقاشات محاضرة تناولت العلاقات السعودية ـ التركية في المرحلة الحالية والمستقبلية، أقيمت مؤخرا في منتدى معتوق شلبي، أحد الصالونات الأدبية في العاصمة الرياض. ودارت نقاشات مطولة حول مستقبل العلاقات بين الرياض وأنقرة، والفرص المواتية لنمو هذه العلاقة وتأثيراتها المحتملة، إلى جانب الفوائد التي تجنيها الشعوب العربية وبخاصة السعودية والشعب التركي، على اعتبار تقاربها في الهوية الإسلامية.

واستعرض عبد الله الشمري مستشار وكيل وزارة الثقافة والإعلام للإعلام الخارجي والخبير في الشؤون التركية، خلال المحاضرة تاريخيا وثقافيا، واقع الدولة التركية والعلاقات السعودية ـ التركية التي تراوحت بين البرود والتحسن منذ 1932، والذي يعود إلى اختلاف المبادئ التي قامت عليها كلتا الدولتين، فالمملكة قامت على أساس أن الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع الأول، فيما قامت تركيا الحديثة على أساس علماني ومجافٍ للدين. وأضاف الشمري «رغم ذلك إلا أن العلاقة بين البلدين في نفس الوقت لم تكن علاقات متوترة، فقد أدت العديد من الأحداث الإقليمية إلى تعزيز العلاقات السياسية، كتداعيات ارتفاع أسعار النفط بعد حرب 1973، والأزمة القبرصية 1974، وسقوط الشاه في 16 يناير 1979، ووصول الخميني لطهران في 1 فبراير 1979، والغزو السوفياتي لأفغانستان في 25 ديسمبر1979، والحرب العراقية ـ الإيرانية في سبتمبر 1980، والغزو العراقي للكويت وحرب الخليج».

وتابع قائلا «كما مثلت هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، والغزو الأميركي لأفغانستان ورفع واشنطن شعار الحرب على ما سمته بالإرهاب الإسلامي، والغزو الأميركي للعراق وسقوط بغداد في 9 أبريل 2003 هي أيضا منعطفا هاما في تحسن العلاقة، إلى جانب تشكيل حكومة ذات طابع مذهبي في العراق وتزايد النفوذ الإيراني في العراق».

ووصل المحاضر إلى رؤية مستقبلية وتوصيات بشأن العلاقات السعودية ـ التركية، في ظل الإدراك والاحتياج الاستراتيجي المشترك لكلا البلدين، مع وجود رغبة جادة بين الدولتين للانتقال بالعلاقات لآفاق أوسع.

وأوصى الشمري بضرورة خلق وتكثيف قنوات الاتصال على أعلى المستويات لمنع سوء الفهم أو الجفاء لما تتطلبه المرحلة المستقبلية من جهد لانفتاح السعودية على تركيا، حيث إن الحلقة المفقودة في العلاقات السعودية ـ التركية هي محدودية التواصل ما بين النخب السياسية والأكاديمية والثقافية والدينية رغم الزيارات المتبادلة على مستوى القمة أو على مستوى الوزراء خلال الخمسة أعوام الماضية.

ولم يغفل في محاضرته الجانب الإيراني، خاصة مع سياستها الحالية التي تستلزم من قادة البلدين الانتباه لهذه الخطط وإيجاد الخطط المضادة لها للتقليل من خطرها، إلى جانب أهمية توظيف العلاقات النفطية لتكون أحد المرتكزات الأساسية لتقارب