صحف وفضائيات عربية وقنوات رياضية تدخل زنازين سجناء القاعدة

كابل تطلب تسليمها أفغانيا أرسل إلى غوانتانامو حين كان عمره 12 عاما

الأفغاني غول عم سجين غوانتانامو يعرض في العاصمة كابل أمس، صور نجل شقيقه محمد جواد الذي اعتقلته الشرطة الأفغانية وذلك في ديسمبر (كانون الأول) 2002 حين كان عمره 12 عاما وأرسل بعدها إلى غوانتانامو (أ.ف.ب)
TT

طلبت السلطات الأفغانية من الولايات المتحدة تسليمها أفغانيا يبلغ من العمر 19 عاما كان أرسل إلى معتقل غوانتانامو حين كان عمره 12 عاما، بحسب نائب عام أفغاني في الوقت الذي أكد فيه محامو المعتقل تعرضه للتعذيب. وكان تم توقيف محمد جواد حين كان عمره 12 عاما من قبل الشرطة الأفغانية، وذلك في ديسمبر (كانون الأول) 2002 بعد إلقائه قنبلة يدوية تسببت في جرح جنديين أميركيين. وتم تسليمه إثر ذلك إلى الجيش الأميركي ونقل في بداية 2003 إلى معتقل غوانتانامو، حيث لا يزال معتقلا. وقال محاميه اريك مونتالفو، وهو قومندان من قوات مشاة البحرية الأميركية (مارينز) عينته وزارة الدفاع الأميركية «ما من شك في أن جواد تعرض للتعذيب في الفترة التي أمضاها بين أيدي الحكومة الأميركية في السنوات السبع الأخيرة». وأشار سيد شريف ممثل النيابة العامة الأفغانية خلال المؤتمر الصحافي ذاته «لقد بعثنا رسالة رسمية إلى السفارة الأميركية (في كابل) تطالب بتسليم محمد جواد بأسرع ما يمكن». وأضاف «نحن نتوقع من الحكومة الأميركية أن تسمح بعودة جواد بلا تأخير»، مؤكدا أن اعتقال الفتى «غير شرعي على الإطلاق». وتابع أنه سيتم استجواب محمد جواد من قبل السلطات الأفغانية حال عودته، مضيفا «هو على الأرجح بريء وسيتم الإفراج عنه». ومن جهة أخرى، دعت جمعية المحامين في أفغانستان أمس الرئيسين الأفغاني حميد كرزاي والأميركي باراك أوباما للإفراج عن محمد جواد، متهمة الجيش الأميركي بتعذيبه. من جهة أخرى بدأ الجيش الأميركي في تزويد الزنازين بمعتقل غوانتانامو بخدمة القنوات التلفزيونية الفضائية وتوزيع ألغاز «سودوكو» حتى في الوقت الذي تعمل فيه إدارة الرئيس باراك أوباما على إخلاء تلك الزنازين من المعتقلين.

وتهدف هذه الإجراءات الترفيهية إلى التنشيط الذهني للمعتقلين المتبقين في السجن وعددهم 240 شخصا، والذين يقول مراقبو حقوق الإنسان ومحاموهم إن سنوات العزلة في ذلك السجن الأميركي للاشتباه بأنهم إرهابيون تدفعهم نحو الجنون. وقال القائد البحري جيف هايهورست الذي قاد الصحافيين في جولة أول من أمس داخل المعتقل النائي الواقع في قاعدة بحرية أميركية في جنوب شرقي كوبا، إن خططا وضعت قبل عامين لإضافة تلفزيونات وتسهيلات للترفيه الجماعي.

وقال هايهورست إن 80 سجينا أو نحو ذلك ممن يتميزون بحسن السلوك والذين يعيشون في مهاجع جماعية، يملكون الآن فرصة مشاهدة قنوات فضائية والمفاضلة بين ثلاث قنوات رياضية وقناة الجزيرة باللغة الإنجليزية وقناة أخرى شرق أوسطية. وأضاف أنه سيتم مد خدمة القنوات الفضائية إلى الزنازين التي تفرض عليها إجراءات أمنية متوسطة ومشددة في غضون شهر.

«وكنا نفحص عن كثب جدا جدا كل قنواتنا لضمان عدم وجود شيء يحرض الأفراد هنا». ويسمح منذ فترة طويلة لمعتقلي الأجنحة الجماعية بتناول وجبات مشتركة على طاولات في الهواء الطلق خارج مهاجعهم ولعب كرة القدم والسلة معا في ساحة ترفيهية بوسط المعتقل. وتم تهيئة المعسكر السادس الذي تفرض عليه إجراءات أمنية متوسطة في الآونة الأخيرة للسماح لمجموعات السجناء بلعب كرة القدم معا في الخارج والتجمع على طاولات حديدية في وسط معتقلهم. وتمكن الصحافيون من مشاهدة تسعة سجناء يتجاذبون أطراف الحديث ويشربون الماء في واحدة من مثل هذه المناطق دون أغلال، ولكن تحت رقابة العديد من الحراس. وقال هايهورست إنه في المعسكر الخامس الذي تفرض عليه إجراءات أمنية مشددة، وهو مبنى خرساني به زنازين لا تتسع إلا لرجل واحد من سجناء القاعدة يسمح الآن للسجناء بتناول وجبات جماعية بين الحين والآخر والجلوس على الأرض في أقفاص متجاورة في الهواء الطلق. وتفصل أسيجة بينهم ولكنهم مازالوا يستطيعون تناول الوجبات الرئيسية والصلاة معا. وقال هايهورست: «إذا كان لديهم خيار بين التعايش اجتماعيا أو عدم التعايش.. فإنهم قد لا يفعلون أشياء أخرى لا نريد منهم أن يفعلوها مثل مهاجمة الحراس». وبوسع السجناء الآن الاطلاع على الصحف وإن كانت تحت رقابة والمفاضلة بين صحيفة «يو اس ايه توداي» وصحيفتين تصدران باللغة العربية. ويحضر البعض دروسا في العربية والبشتو والإنجليزية والفنون مرة أو مرتين أسبوعيا وغالبا وهم يرتدون الأغلال في كواحلهم. والكل يحصل الآن على أوراق للرسم وطباشير ملون وكتب أحجيات. ويصعب قياس تأثير هذه التغييرات على سلوك السجناء ولا يسمح للصحافيين بالتحدث مع السجناء أنفسهم. وقال هايهورست إنه لأول مرة منذ20 شهرا مرت في الآونة الأخيرة أربعة أيام كاملة دون تعرض الحراس لأي هجمات. ولكن هذا الهدوء تلته أربع هجمات في يوم واحد تضمنت مهاجمة الحراس بتوليفات من البول والبراز وهو السلاح المتوفر فيما بين نزلاء غوانتانامو. ولم تشعر بوضوح مجموعة من سجناء معسكر الإجراءات الأمنية المشددة في الأقفاص الموجودة في الهواء الطلق بروح المشاركة الاجتماعية الجديدة لدى مرور مجموعة من الصحافيين عليهم ومعهم حراس عسكريون. وصاح السجناء: «كلكم مجرمون انصرفوا».