مستوطنو الضفة يعرضون استضافة نصف مليون إسرائيلي.. هربا من صواريخ إيرانية

قالوا إن بيوتهم ستكون أكثر أمنا ووجهوا صفعة لمناورات الجيش

TT

استغل قادة المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية التوتر المتصاعد مع إيران حول التسلح النووي والتدريبات الإسرائيلية الضخمة لمواجهة خطر حرب صاروخية شاملة، فطرحوا يوم أمس، مشروعا لاستضافة 530 ألف إسرائيلي من المدن والقرى باعتبار أن المستوطنات هي المكان الأكثر أمنا للإسرائيليين.

وكان العميد يوسي بيدتس، رئيس دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، قد عرض تقديرات جديدة أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، فقال إن قوة حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة تضاعفت مرتين لإطلاق الصواريخ على إسرائيل. وأن إيران ستتمكن حتى نهاية السنة الجارية من امتلاك الأدوات التي تتيح لها إنتاج القنبلة النووية الأولى. وأنه يرى أن الخطر المحدق بشن حرب صاروخية على إسرائيل من عدة جبهات، بات أكبر من أي وقت مضى.

ومن جهتهم، قال قادة المستوطنين إنهم واثقون من أن إيران وسورية، في حالة شنهم الحرب على إسرائيل، لن يطلقوا الصواريخ باتجاه الضفة الغربية لأنها ذات أكثرية سكانية فلسطينية. وحتى لو أنهم أطلقوا الصواريخ باتجاهها، فإن أضرارها ستكون قليلة أكثر من أية منطقة أخرى يعيش فيها إسرائيليون، وذلك لأن المستوطنات منتشرة على مناطق واسعة جدا وبيوتها متناثرة ولا يوجد فيها اكتظاظ. وبناء على ذلك، فإن المستوطنات تغدو الأكثر أمنا وأمانا. ومن هنا، فإنهم يدعون المواطنين الإسرائيليين اليهود إلى القدوم إليهم في حالة الحرب.

وجاء في الدعوة أن المستوطنين مستعدون لاستضافة 530 ألف ضيف في بيوتهم وفي المباني العامة القائمة في مستوطناتهم وتوفير الغذاء والشراب لهم لعدة شهور. ومن لا يصدق أن المستوطنين قادرون على ذلك، يدعونهم إلى القدوم للمستوطنات والتيقن بأنفسهم مما يقولون. واعتبرت هذه الدعوة بمثابة صفعة للجيش الإسرائيلي الذي يجري تدريبات للمواطنين والمؤسسات العامة لمواجهة خطر إطلاق الصواريخ على إسرائيل من عدة جبهات في آن واحد (لبنان وإيران وسورية وغزة). فمع أن غرض المستوطنين هو الترويج لمشروعهم الاستيطاني الاستعماري وليس محاربة الجيش، إلا أن مفادها الأساسي هو أن الجيش لن يحمي الإسرائيليين كما يحميهم المستوطنون.