أوباما: جئت إلى مهد الإسلام طلبا لمشورة الملك عبد الله

خادم الحرمين يصفه بـ«رجل مميز يستحق أن يكون في منصبه».. والرئيس الأميركي يرد بالعربية: شكرا

الملك عبد الله بن عبد العزيز يقلد اوباما قلادة الملك عبد العزيز (أ.ب) (رويترز) (أ.ف.ب) (إ.ب.أ)
TT

أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما الأربعاء بـ«حكمة» خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وذلك في مستهل زيارته للرياض التي دشن بها جولة من 5 أيام تشمل إضافة إلى السعودية القاهرة التي سيلقي فيها خطابا ينوي فيه مد الجسور مع العالم الإسلامي, ويتوجه بعدها إلى ألمانيا ثم فرنسا. من جانبه أشار خادم الحرمين الشريفين إلى العلاقات التاريخية بين البلدين مستذكرا اللقاء الأول بين الملك عبد العزيز والرئيس فرانكلين روزفلت. وقال الملك: «أريد أن أعرب عن أطيب تمنياتي للشعب الأميركي الممثَّل برجل مميز يستحق أن يكون في منصبه». ورد أوباما على خادم الحرمين قائلا: «شكرا» بالعربية.

كما قال أوباما وهو يقف بجانب الملك عبد الله بن عبد العزيز قبل المباحثات بينهما: «لدينا شراكة استراتيجية»، مضيفا: «كان من المهم أن آتي إلى المكان الذي كان مهد الإسلام لطلب مشورة جلالته ولكي أناقش معه الكثير من القضايا التي تواجهنا هنا في الشرق الأوسط».

وقال أوباما: «إنها زيارتي الأولى للسعودية، لكن سبق أن أجريت عدة محادثات مع جلالته». وأضاف: «لقد أثر فيّ حكمة وكرم العاهل السعودي»، مشيدا بالصداقة التاريخية بين الولايات المتحدة والمملكة.

وذكر أنه بينما ينطلق في جولته التي ستقوده إلى القاهرة اليوم، رأى أنه «من المهم جدا أن آتي إلى مهد الإسلام وأن أطلب مشورة جلالته». وأعرب عن «الثقة في أنه عبر العمل معا، تستطيع الولايات المتحدة والسعودية تحقيق تقدم في مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك».

واستقبل الملك عبد الله أوباما في مزرعته في الجنادرية بالقرب من الرياض بعد استقبال رسمي، وسار الموكب الرئاسي داخل أراضي المزرعة محاطا بفرسان من الحرس الملكي.

وقال مسؤولون أميركيون إن زيارة أوباما للسعودية أضيفت إلى جدول الرئيس الأسبوع الماضي لأنه لم يكن سيكون لائقا أن يكون في المنطقة ولا يزور السعودية، الحليف المهم حسب «نيويورك تايمز». وكان أوباما قال في مقابلة مع «نيويورك تايمز» أمس إنه سيدعو في خطابه من القاهرة غدا العرب والإسرائيليين إلى التوقف عن قول شيء في الغرف المغلقة غير ما يقولونه علنا.

ونقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤولين سعوديين ومصريين أن أوباما حقق تقدما بالفعل في منطقة الشرق الأوسط عبر إعادة الثقة في أن الولايات المتحدة مهتمة وجادّة في الدفع باتجاه تسوية في المنطقة. وقالوا إنه سيتم التعامل بحسن نية مع أي مقترحات للرئيس الأميركي في هذا الاتجاه، لكن الموقف الثابت هو أنه لا يمكن إعطاء أي تنازلات قبل الحصول على تنازلات من الجانب الآخر (إسرائيل), ويجب أن يكون ذلك بتوافق عربي عام.

وقال حسام زكي المتحدث باسم الخارجية المصرية: «إننا سنحكم على أي شيء بدرجة الالتزام الإسرائيلي والخطوات التي ستُتخذ, وبعبارة أخرى فإن لم يقدم الإسرائيليون شيئا جوهريا فمن المستبعد أن يستجيب الجانب العربي لأي طلبات بمبادرات». وقال مسؤول سعودي إن العرب مستعدون لمناقشة بعض المبادرات لدفع عملية السلام بشرط أن يتزامن ذلك مع مبادرات إسرائيلية. وقال إن ذلك يعتمد على ما ستقدمه إسرائيل.

وفي بداية جلسة المباحثات الرسمية التي عقدها الجانبان في وقت لاحق أمس في مزرعة خادم الحرمين الشريفين، رحب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بضيفه الرئيس الأميركي باراك أوباما في بلاده، وقلده قلادة الملك عبد العزيز التي تمنح لكبار قادة وزعماء دول العالم «الصديقة».

فيما أعرب الرئيس الأميركي عن شكره وتقديره للملك عبد الله على منحه القلادة الملكية، وأشار إلى أن زيارته هذه تعد أول زيارة للمملكة، مبينا أنه كانت هناك محادثات عديدة ولقاء سابق له مع خادم الحرمين الشريفين. وقال «أنا دائما أستمع للملك وإلى حكمته وإلى كرمه، الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية لهما تاريخ طويل من الصداقة، والعلاقة التي تربطهما هي علاقة إستراتيجية»، وأضاف «هذه الجولة التي أبدأها في منطقة الشرق الأوسط هنا في الرياض وغدا في القاهرة، كان من المهم جدا أن أبدأ الزيارة بالمملكة العربية السعودية وهي مهد الإسلام، سأستمع إلى نصائح خادم الحرمين الشريفين في العديد من القضايا التي نواجهها سويا، وأريد أن أشكره مرة أخرى على كرمه الشخصي وحسن الضيافة، وأنا واثق أن بالإمكان أن نعمل سويا المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية في إحداث تقدم في جميع القضايا التي نواجهها».

من جهته أعرب خادم الحرمين الشريفين عن شكره للرئيس الأميركي، وقال «أشكر فخامة الرئيس على هذه الزيارة وعلى هذا الإطراء، ولا يستغرب على المملكة العربية السعودية وأميركا، لأن أميركا من أصدقاء المملكة العربية السعودية منذ وقت الملك عبد العزيز وكذلك الرئيس روزفلت، تحياتي للشعب الأميركي الصديق لأنه يمثله شخص يستحق هذا المركز.. وشكرا». وبحث الجانبان في جولة المباحثات، مجمل الأوضاع والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين الصديقين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين.

وفي وقت لاحق من مساء أمس استكمل الزعيمان مباحثاتهما في جلسة مسائية تركزت حول عدد من الموضوعات الأخرى التي تهم الجانبين ومنها الأزمة المالية الدولية.

حضر جلسة المباحثات الرسمية من الجانب السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة، والأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، ومن الجانب الأميركي مساعد الرئيس ومدير مكتبه رام ايمانويل، ومساعد الرئيس ومستشار الأمن القومي الفريق جيمس جونز، والقائم بالأعمال بسفارة الولايات المتحدة لدى المملكة السفير ريتشارد أردمان، ومدير أولي لشؤون المملكة العربية السعودية بمجلس الأمن القومي بونيت تالوار، ورئيس الموظفين ووكيل مساعد الوزير بمجلس الأمن القومي مارك ليبرت، ووكيل مساعد الرئيس والمتحدث الرسمي لشؤون الأمن القومي دينيس ماكدونو، ومستشار أولي للرئيس ديفيد أكسيلورد.

وكان الرئيس باراك أوباما وصل في وقت سابق أمس إلى الرياض اليوم في زيارة رسمية للسعودية تستمر يومين، واستقبله بمطار الملك خالد الدولي، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي رحب به وبمرافقيه في المملكة العربية السعودية، كما كان في استقباله الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة، والأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن أمين منطقة الرياض، ومحمد الطبيشي رئيس المراسم الملكية، والسفير عادل الجبير سفير السعودية في الولايات المتحدة الأميركية «الوزير المرافق» والقائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأميركية لدى السعودية ريتشارد إردمان.

وقد أجريت للرئيس الضيف مراسم استقبال رسمية حيث عزف السلامان الوطنيان للبلدين ثم استعرضا حرس الشرف فيما كانت المدفعية تطلق إحدى وعشرين طلقة ترحيبا بمقدمه، صافح بعدها أوباما مستقبليه، الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، والأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم، والأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز نائب وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، والأمير عبد العزيز بن بندر بن عبد العزيز مساعد رئيس الاستخبارات العامة، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير منصور بن ناصر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء، والأمير بدر بن عبد الله بن عبد العزيز، ورئيس مجلس الشورى والوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وأعضاء السفارة الأميركية في الرياض، فيما صافح الملك عبد الله أعضاء الوفد الرسمي المرافق للرئيس الأميركي، وبعد استراحة قصيرة في صالة التشريفات بالمطار صحب خادم الحرمين الشريفين ضيفه الرئيس أوباما في موكب رسمي إلى مزرعة الجنادرية، وعند وصول الموكب المقل لهما إلى بوابة المزرعة حفت به كوكبة من خيالة الحرس الملكي.

وقبل بدء الجولة الأولى لمباحثات الجانبين، أقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في مزرعته بالجنادرية مأدبة غداء تكريما للرئيس الأميركي والوفد المرافق له، حضرها الأمير نايف بن عبد العزيز، والأمير سعود الفيصل، والأمير سطام بن عبد العزيز، والأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية، والأمير مقرن بن عبد العزيز، والأمراء وكبار المسؤولين.

نص كلمتي خادم الحرمين وأوباما

* الرئيس أوباما: هذه زيارتي الأولى للسعودية، ولكنني أجريت محادثات عدة مع جلالته.

وقد أعجبت بحكمته وكرم أخلاقه. بالطبع، لدى الولايات المتحدة والسعودية تاريخ طويل من الصداقة، ولدينا علاقة استراتيجية. وبينما أقوم بهذه الزيارة، وسنزور القاهرة غدا، فكرت أنه من المهم جدا أن آتي إلى المكان الذي منه بدأ الإسلام وأن أستشير جلالة الملك وأن أناقش معه القضايا الكثيرة التي نواجهها هنا في الشرق الأوسط. فأريد أن أشكره مجددا لكرمه غير الاعتيادي وضيافته. وأنا واثق من أنه بالعمل سويا، يمكن للولايات المتحدة والسعودية إحراز التقدم في جملة من القضايا والمصالح المشتركة».

* خادم الحرمين الشريفين: «أشكر فخامة الرئيس على هذه الزيارة وعلى هذا الإطراء، ولا يستغرب على المملكة العربية السعودية وأميركا، لأن أميركا من أصدقاء المملكة العربية السعودية منذ وقت الملك عبد العزيز وكذلك الرئيس (فرانكلن) روزفلت، تحياتي للشعب الأميركي الصديق الذي يمثله رجل يستحق هذا المركز وشكرا».

* الرئيس أوباما (بالعربية): شكرا