لبنان بانتظار «الكلمة الفصل» في صناديق الاقتراع

الخطاب الانتخابي يبلغ الذروة والجميل يحذر من فوز مشروع «حزب الله»

TT

بلغ الكلام الانتخابي ذروته لدى فريقي 14 و8 آذار قبل أيام قليلة من توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع، التي ستكون لها الكلمة الفصل وستتحدد في ضوئها وجهة لبنان للسنوات الأربع المقبلة، وفي أي محور إقليمي أو دولي سيكون. وقبل ثلاثة أيام من فتح مراكز الاقتراع واصلت الأطراف السياسية استنهاض جماهيرها لحشد التأييد. وفي هذا الإطار، شدد رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل، في مؤتمر صحافي عقده أمس، على «ضرورة الدفاع عن الجمهورية الديمقراطية» معتبرا أن «هذا الأمر واجب على كل لبناني. ويتجسد عبر التصويت بكثافة لمصلحة القوى السيادية التي تدافع عن النظام الديمقراطي البرلماني اللبناني وتشكل قوة ممانعة للحؤول دون دفع لبنان إلى مغامرات إقليمية أو دولية لا علاقة لنا بها وتكون على حساب المصلحة اللبنانية».

وإذ حذر من «وتيرة الخطاب الانتخابي لدى فريق المعارضة» لفت إلى «أن مشروع هذا الفريق مرتبط بالاستراتيجية الإيرانية وخصوصا بعد الكلام الصادر من إيران، الذي يؤكد ضرورة التزام لبنان الشرعي استراتيجيتها، وهي استراتيجية جديدة لمنطقة الشرق الأوسط في مواجهة مجموعة من الدول الأخرى». ورأى أن هذا المشروع لا يمت إلى المصالح اللبنانية بأي صلة» داعيا الرأي العام إلى «التنبه لمعنى المعركة الانتخابية وخطورة وصول أكثرية إلى المجلس النيابي تكبل لبنان وتشكل تحديا لتقاليدنا وتكون ضد النظام الديمقراطي المعمول به في لبنان». وأعرب عن تخوفه من «تسلم حزب شمولي (حزب الله) الحكم في لبنان» سائلا إن كان هذا الفريق «سيسمح لأي طرف سياسي بأن يمارس حقوقه كما اعتدنا على الساحة اللبنانية». وقال: «إن مشروع المعارضة واضح. وهو غير مبني على الشراكة بل على الإمساك بالسلطة في شكل أحادي ومن خلال المشروع الشمولي الذي يمثله حزب الله، من جهة. ومن جهة ثانية الإمساك بالسلطة لربط لبنان بمحور إقليمي على حساب مصالحنا الذاتية».

وسئل الجميل عن تأثير التقارب السوري ـ السعودي في الانتخابات، فأجاب «لا علاقة لهذا التقارب بالانتخابات» مشيرا إلى «أن المعركة مفتوحة بين محورين. الأول يطالب بالسيادة الوطنية والحفاظ على النظام الديمقراطي وتداول السلطة. والثاني يتجسد بحزب شمولي هو حزب الله يدفع لبنان إلى مصالح تختلف عن مصالحه الوطنية».

هذا، ولفت السفير السعودي في بيروت، علي بن سعيد عواض العسيري، إلى أن لبنان «يواجه تحديات كبيرة، لكن الثقة باللبنانيين كبيرة أيضا لمواجهة كل الصعوبات بحكمة ووطنية لتحقيق الهدف المنشود، وهو وحدة لبنان واستقراره وإبعاده عن المشاكل وإعادة إعماره والنهوض به إلى بر الأمان لاستعادة مكانته الإقليمية والدولية».

وردا على سؤال حول نظرة السعودية إلى الانتخابات في لبنان، قال: «المملكة ترى أن الانتخابات شأن داخلي لبناني بامتياز. وخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز يهمه استقرار لبنان وسلامته وليس نتائج الانتخابات، لأن جلالته يتطلع لأن تكون النتائج إيجابية لمصلحة لبنان ووحدته واستقراره وازدهاره. هذا ما نتمنى في المملكة أن تفرزه الانتخابات النيابية في لبنان. وعلاقة المملكة بلبنان هي علاقة مميزة تحكمها صلات الشعبين الوثيقة. وأما من يكون في القيادة فهو شأن لبناني». ولاحظ المرشح عن دائرة بعبدا، النائب باسم السبع «أن المنطقة أمام تحولات كبرى لن يكون في مقدور لبنان أن يعيش في معزل عنها، خصوصا أن هناك من يريد للاستحقاق الانتخابي في 7 يونيو (حزيران) أن يكون محطة أساسية في هذه التحولات ويبشر اللبنانيين بمتغيرات كبرى إذا انتصرت المعارضة في الانتخابات».

وخلال احتفال للائحة «القرار الجبيلي المستقل» هاجم المرشح ناظم الخوري رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون. وقال: «إن أي عملية إنقاذ لا تأتي من خلال تعليب الناس وتصنيفهم بين صح وغلط، بين أبيض وأسود. ولا تأتي من خلال مقاطعة الحوار البناء، بل من خلال الاستقرار النفسي للمواطن عبر خطاب سياسي راق وبناء يتكلل بإنجازات تكون ملك اللبنانيين ولا يستثمرها فريق بقصد المزايدة على فريق آخر». وأضاف أن «أسوأ ما نشهده اليوم هو إيحاؤهم (عون) بالاستئثار بالصوت المسيحي واستباق نتائج الانتخابات». وتابع: «بئس الأيام التي صوتم فيها لإصلاح وتغيير وحصدتم التعطيل والتعتير».

وعلى صعيد ذي صلة، قالت الأمانة العامة لقوى «14 آذار» في بيان أصدرته أمس «إن فريق 8 آذار، وبهدف التضليل الشعبي والانتخابي، يعتمد إلى إطلاق حملة شائعات وأكاذيب وتزوير طالت أخيرا المرشحة نايلة تويني، إضافة إلى إعلان حملة شائعات تطال مرشحي قوى الرابع عشر من آذار وآخرين متحالفين مع هذه القوى. إن قوى الرابع عشر من آذار إذ تحذر من التمادي في هذا الأسلوب الرخيص، تعاهد اللبنانيين على المضي قدما في مسيرتها الاستقلالية مهما تطلب ذلك من تضحيات».