الجيش الأميركي يحقق في انتحار يمني خامس في غوانتانامو

الحنشي متهم بالسفر إلى أفغانستان للمشاركة في القتال مع حركة طالبان

TT

أعلن الجيش الأميركي أمس عن فتحه تحقيقا فيما يبدو أنها عملية انتحار لمحتجز يمني بمعتقل غوانتانامو في كوبا، وذكرت قوة العمل المشتركة في غوانتانامو في بيان لها على الموقع الإلكتروني للقيادة الجنوبية للجيش الأميركي المسؤولة عن إدارة المعتقل أنه تم العثور على محمد أحمد عبد الله صالح, 31 عاما, «لا يستجيب ولا يتنفس»، خلال عملية تفتيش روتينية في وقت متأخر من مساء أول من أمس. وتحتجز السلطات الأميركية السجين اليمني المعروف أيضا باسم «الحنشي» في معتقل غوانتانامو منذ فبراير (شباط) 2002. وأضاف البيان أن مسؤولين طبيين هرعوا إلى الموقع عقب العثور على محمد صالح وحاولوا إنعاشه، وقال الجيش الأميركي إنه سيتم تشريح الجثة في إطار تحقيق تجريه القوات البحرية، وبعد ذلك سيتم إعادة جثمان الحنشي إلى اليمن بأسلوب يراعي الجوانب الثقافية والمعتقدات الدينية.

وأضاف البيان أن الحنشي متهم بالسفر إلى أفغانستان عام 2001 للمشاركة في «الجهاد»، وانضم إلى القتال مع حركة طالبان. وذكر الجيش الأميركي أن الحنشي أقام في منازل مخصصة لضيوف تنظيم القاعدة قبل اعتقاله في مزار شريف، ويذكر أن هذه هي حالة الانتحار الخامسة التي يشهدها معتقل غوانتانامو المثير للجدل خلال سبعة أعوام.

ولم تكشف القيادة الجنوبية أي تفاصيل أخرى عن الحادث. وقال بيان عسكري إن مستشارا ثقافيا يقدم المساعدة للعسكريين لضمان معالجة جثمان المعتقل «بطريقة مطابقة للشعائر الدينية»، وأضاف أن جثمان المعتقل سيُنقل إلى اليمن بعد تشريحه. ولم توجه أي محكمة عسكرية خاصة اتهامات إلى عبد الله، وقالت القيادة العسكرية الأميركية إن المعلومات تشير إلى أن عبد الله قاتل في صفوف حركة طالبان في أفغانستان، وأقام في أربعة منازل تابعة لتنظيم القاعدة وطالبان. ولا يزال نحو 240 معتقلا في سجن غوانتانامو الذي تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بإغلاقه قبل يناير (كانون الثاني) 2010. وتدين منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان المعتقل وشروط الاعتقال فيه، وأكدت القيادة الجنوبية أن القوة المشتركة التي تدير المعتقل «تواصل تأمين معاملة إنسانية وقانونية وشفافة للمعتقلين».

وطالب الاتحاد الأميركي للحريات المدنية، أبرز هيئة أميركية للدفاع عن الحريات، بتحقيق كامل ومستقل في وفاة اليمني. وقال المحامي بين ويزنر الذي يعمل في المنظمة: «يجب أن يجري تحقيق فوري ومستقل وشفاف في الظروف التي تحيط بهذا الانتحار الظاهر، وفي شروط الاعتقال في غوانتانامو». وصرح الناطق باسم السفارة اليمنية في واشنطن محمد الباشا أن هذا الخبر يثير «حزن» بلاده، وأضاف: «نعبر عن تعازينا العميقة لأسرته»، مؤكدا أن اليمن «يتطلع إلى تعاون وثيق مع الإدارة الأميركية لتنفيذ قرار الرئيس (باراك) أوباما إغلاق غوانتانامو».