انطلاق انتخابات البرلمان الأوروبي اليوم.. امتحان لشعبية براون وساركوزي المتدهورة

تستمر 4 أيام ويتنافس فيها 9 آلاف مرشح على 736 مقعدا

TT

تنطلق اليوم انتخابات البرلمان الأوروبي في بلدان الاتحاد الأوروبي الـ27، والتي تستمر طوال أربعة أيام، على أن تعلن النتائح صباح الاثنين المقبل، ويتنافس فيها 9 آلاف مرشح على 736 مقعدا. وتحل هذه الانتخابات في وقت يواجه فيه زعيما أكبر دولتين أوروبيتين، مشاكل مع ناخبيهما وتدهورا في شعبيتهما، هما البريطاني غوردن براون والفرنسي نيكولا ساركوزي. ففي بريطانيا، يتوقع أن يمنى حزب العمال الحاكم بخسارة كبيرة بعد انخفاض شعبية براون وتتالي الفضائح المرتبطة بحكومته. وقد تشكل نتائج هذه الانتخابات ضربة كبيرة له، خصوصا مع ازدياد الأصوات المطالبة باستقالته حتى ضمن حزبه. وبعد 12 عاما في السلطة، بلغت شعبية حزب العمال أدنى مستوى لها على الإطلاق، حسبما كشفت استطلاعات أخيرة للرأي. ورغم الإشادة التي لاقاها بشأن التعامل مع الوضع الاقتصادي، لا يزال براون يوصف بالضعف والتردد، مما يترك المجال مفتوحا أمام حدوث انقلاب داخل الحزب يقوم به الموالون لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير. ويرجح تحقيق الحزب الليبرالي الديمقراطي، ثالث حزب في بريطانيا، بعض المكاسب على حساب حزب العمال.

وفي فرنسا، ومع انخفاض شعبية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والركود الاقتصادي الشديد الذي تعاني منه البلاد، يبدو الوضع ملائما للحزب الاشتراكي الفرنسي المعارض ليلحق بالحكومة هزيمة نكراء في انتخابات البرلمان الأوروبي.

غير أن استطلاعات الرأي تكشف عن احتمال إلحاق حزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية» المحافظ، الذي يتزعمه ساركوزي، هزيمة ساحقة بالاشتراكيين، بل ربما يصل ذلك إلى حد يعجزون معه عن الفوز بعشرين في المائة من الأصوات، مما يمثل فشلا للحزب ورئيسته وزيرة العمل السابقة مارتين أوبري. ويذكر أن أوبري ليست الزعيمة الوحيدة لحزب اشتراكي التي تنظر إلى الانتخابات الأوروبية ببعض الريبة. وأدت المشكلات التي يواجهها أعضاء الحزب الاشتراكي الفرنسي إلى حقيقة أن التقارير الإعلامية حول حملتهم الانتخابية تركزت في المقام الأول على النزاع المستمر بين أوبري وثاني أكثر سياسيي الحزب نفوذا، سيغولين رويال، المرشحة السابقة في انتخابات الرئاسة الفرنسية في عام 2007.

وكانت أوبري فازت بزعامة الحزب بفارق ضئيل عن رويال في الانتخابات التي أجريت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، التي شهدت منافسة شرسة تضمنت توجيه اتهامات بالغش من جانب أنصار رويال. وانقسم الاشتراكيون بصورة سيئة منذ ذلك الحين، ومن ثم فإن أول ظهور مشترك للسيدتين منذ الصراع على زعامة الحزب في إحدى محطات الحملة الانتخابية بالقرب من مدينة نانت، ألقى بظلاله على باقي برنامج الحملة الانتخابية للحزب. وحال هذا الصراع الداخلي المتواصل، الذي يرجع تاريخه إلى هزيمة رويال في الانتخابات الرئاسية في عام 2007، دون تقديم الاشتراكيين لبرنامج محكم في ظل ركود اقتصادي تشهده البلاد.

ونتيجة لذلك، يفقد الحزب أصوات الناخبين ليحصل عليها حزبان صغيران أكثر يسارية بين الأطياف السياسية، إلى جانب حزب «الموديم» الوسطي الذي يترأسه فرانسوا بايرو، وحزب الخضر الذي ينتمي إليه عضو البرلمان الأوروبي الذي يحظي بشعبية دانيال كون بنديت. ويقول المحللون إن من شأن الأداء الضعيف للاشتراكيين الفرنسيين في الانتخابات أن يعكس نظرة مستقبلية قاتمة للانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2012. ويرجع ذلك إلى أنه في حال عجز الاشتراكيين عن هزيمة ساركوزي في وقت يشهد فيه الوضع الاقتصادي تدهورا، فإنه لا يرجح أداؤهم بصورة أفضل عند تحسن هذا الوضع.

أما في إيطاليا، فيواجه رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني شائعات حول إقامته علاقة عاطفية بفتاة قاصر، وإقامته علاقات مع أكثر من امرأة، خصوصا بعد أن تقدمت زوجته بطلب الطلاق منه. إلا أنه على الرغم من ذلك، يبدو أن شعبيته لم تمس. فهو لا يزال يحظى بثقة واسعة بين شعبه، وخصوصا أنه ينفذ ما وعد به خلال حملته الانتخابية، وهو حل أزمة التخلص من النفايات في نابولي وإقناع اتحاد شركات خاص بإنقاذ شركة الطيران الوطنية «اليتاليا» ومكافحة الجريمة والهجرة غير الشرعية.

وفي ألمانيا، من المتوقع أن يحقق الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني على الأقل مكاسب عامة، بيد أن هذا التحسن لا يعني سوى القليل نظرا لأنه يتعارض مع خلفية وضع الحزب الذي لم يحظ بشعبية أثناء الانتخابات الأوروبية التي أجريت في عام 2004. وأظهر استطلاع أجري أخيرا بشأن الانتخابات الأوروبية حصول الائتلاف الحاكم برئاسة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الذي يضم الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، على 37 في المائة من الأصوات، في حين قال 28 في المائة من المشاركين في الاستطلاع إنهم سيصوتون لصالح الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أي بما يزيد بنسبة 6.5 في المائة مقارنة بانتخابات عام 2004.

ورغم التوقعات بانخفاض عدد الناخبين الذين يدلون بأصواتهم في الانتخابات، يتوقع أن تعكس هذه الانتخابات بعض الدلالات على نتائج الانتخابات العامة الألمانية المقررة في أواخر سبتمبر (أيلول) المقبل.

وفي اليونان، أشارت آخر استطلاعات الرأي إلى تقدم حزب الباسوك الاشتراكي، أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، بنسبة تتراوح ما بين 2.6 في المائة حتى 3.5 في المائة على حساب حزب الديمقراطية الجديدة الحاكم.