دعوة مصرية ـ أميركية لإيران لحضور خطاب أوباما

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط» : علامة تحسن

TT

وجهت السلطات المصرية دعوة إلى رئيس البعثة الدبلوماسية الإيرانية في القاهرة، حسين رجبي، لحضور خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في القاهرة اليوم، وفيما قال مسؤول بالبيت الأبيض لـ«الشرق الأوسط» إن قوائم المدعوين لحضور خطاب أوباما «تمت بالتنسيق» بين القاهرة وواشنطن، ما زالت طهران تدرس الدعوة. وستدشن مشاركة رجبي، إذا ما تمت، سابقة، إذ ستكون المرة الأولى التي يتحدث فيها رئيس أميركي أمام حضور دبلوماسي إيراني رسمي بدعوة من واشنطن منذ قيام الثورة الإيرانية 1979. وقال مسؤول بالخارجية الإيرانية لـ«الشرق الأوسط» إن رئيس البعثة الدبلوماسية الإيرانية في القاهرة، حسين رجبي، تسلم الدعوة لحضور خطاب أوباما في جامعة القاهرة، موضحا أن وزارة الخارجية الإيرانية ما زالت تنظر في الدعوة، وأن قرارها سيصدر على الأغلب صباح اليوم. وأعرب المسؤول الإيراني، في اتصال هاتفي من لندن، عن اعتقاده أن توجيه الدعوة للدبلوماسي الإيراني إشارة إلى تحسن في العلاقات بين طهران والقاهرة. غير أنه أضاف «المشكلة في القاهرة وليست في طهران. أعتقد أنهم ليسوا مستعدين بعد، والأمر سيأخذ بعض الوقت». وحول ما إذا كانت تمت اتصالات بين القاهرة وطهران بعد أزمة «خلية حزب الله» لتصفيه الأجواء المعكرة بين البلدين مما مهد الطريق للدعوة لحضور خطاب أوباما، أوضح المسؤول الإيراني «قائد حزب الله حسن نصر الله قال إن الحركة لم تستهدف مصر بتحركها، بل كان هدف الحزب مساعدة الفلسطينيين. وعموما حزب الله حزب مستقل، وإيران لا تتحدث نيابة عنه، وبالتالي فإن طهران لم تفتح قضية الخلية مع القاهرة». ورفض مسؤول بالبيت الأبيض كشف ما إذا كانت واشنطن هي التي تقف وراء دعوة الدبلوماسي الإيراني لحضور خطاب أوباما، إلا أنه أوضح لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من لندن «وضع قائمة المشاركين تم بالتنسيق بين الجانب المصري والجانب الأميركي». وحتى الآن لم يتم أي اتصال مباشر بين مسؤولين إيرانيين ومسؤولين أميركيين من إدارة الرئيس أوباما. وما زالت طهران تنظر في المقترح الأميركي للدخول في مباحثات نووية مباشرة بهدف وقف تخصيب اليورانيوم. وجاءت دعوة كبير الدبلوماسيين الإيرانيين لحضور خطاب أوباما بعد تعميم صدر من الخارجية الأميركية لكل السفارات الأميركية في الخارج بدعوة الدبلوماسيين الإيرانيين في العواصم المختلفة لاحتفالات يوم الاستقلال يوم 4 يوليو (تموز) المقبل، وهى المرة الأولى التي يتم فيها توجيه الدعوة إلى دبلوماسيين إيرانيين لحضور حفلات الاستقبال بمناسبة يوم الاستقلال الأميركي. وسيركز خطاب الرئيس الأميركي على طرق تحسين العلاقات الأميركية الإسلامية، كما سيعالج التطرف والعنف والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بحسب ما نقلت مصادر من البيت الأبيض. وستتجه الأنظار إلى هذه القضية بالذات لمعرفة ما إذا كان أوباما سيستغل الخطاب لوضع أسس جديدة للسلام في الشرق الأوسط. كما سيتطرق الخطاب إلى قضايا الحريات وحقوق الإنسان. وقال مارك ليبرت، نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء «أسوشييتدبرس» الأميركية، أمس، أن أوباما لن يتردد في معالجة «القضايا الصعبة في خطابه». وبينما توجد غالبية مسلمي العالم في آسيا (1.5 مليار مسلم في آسيا)، فإن مسلمي الشرق الأوسط يعدون «الوجهة الأولى» لخطاب أوباما، فهجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 والتفجيرات الانتحارية التي استهدفت مصالح أميركية أو غربية حدث أغلبها في منطقة الشرق الأوسط. فيما عناصر ينتمون لتنظيم القاعدة موجودون في العراق وسورية واليمن والمغرب العربي وأجزاء أخرى. وبناء على هذه الحقائق حاول المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، أن يخفف من تأثير خطاب أوباما أو حجم المتوقع منه موضحا «لا نتوقع أن يغير خطاب واحد كل شيء». وقال غيبس للصحافيين، قبيل مغادرة أوباما للسعودية، إن هدف خطاب الرئيس الأميركي للعالم الإسلامي هو إعادة ضبط علاقات أميركا مع العالم الإسلامي. وتابع غيبس «الخطاب سوف يوضح التزام الرئيس الشخصي للتواصل بناء على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل». من ناحيته، قال أوباما لمحطة «إن.بي.سي» الأميركية قبل مغادرته للرياض «أعتقد أن هناك إدراكا أن مجرد العداء لأميركا لن يحل المشاكل». وأكد الرئيس الأميركي أن خطابه هو مجرد خطوة أولى لفتح أبواب الحوار مع العالم الإسلامي. موضحا «في النهاية خطاب واحد لن يغير الاختلافات السياسية الموجودة أو القضايا الصعبة التي تحيط بالشرق الأوسط والعلاقة بين الإسلام والغرب».