بوادر انفراج سوري ـ أميركي وسط تقارير عن قبول دمشق بحث إنهاء التمرد في العراق

قادة عسكريون أميركيون يتوجهون إلى العاصمة السورية قريبا

TT

أكد مسؤولون سوريون وأميركيون أن سورية وافقت على استقبال وفد من القادة العسكريين الأميركيين خلال الأسابيع التالية لمناقشة جهود مشتركة لوقف التمرد في العراق كما يخطط مبعوث إدارة الرئيس باراك أوباما للشرق الأوسط جورج ميتشيل كذلك لزيارة دمشق خلال الشهر الجاري مما يمهد لتحسين العلاقات بين واشنطن ودمشق. وحسب صحيفة «واشنطن بوست» فقد تم الاتفاق على تلك الزيارات في اتصال هاتفي يوم الأحد بين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية السوري وليد المعلم وقال المتحدث باسم وزيرة الخارجية روبرت وود «لقد وافقوا على إجراء مباحثات مستمرة حول كل القضايا المتعلقة». ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين أميركيين أن الإدارة لم تكن ملتزمة بإعداد خطة رسمية لتحسين العلاقات ولكن هاتين الزيارتين يمكن أن تشكلا حجر الأساس في بناء العلاقات الجديدة. وبالرغم من أن مسؤولين من القيادة الوسطى الأميركية قد قابلوا قبل ذلك نظراءهم السوريين في اجتماعات أمنية إقليمية حول العراق فإن المسؤولين العسكريين لم يتمكنوا لسنوات من إجراء مباحثات شاملة مشتركة حول الوضع في العراق. يقول مسؤول أميركي بارز رفض الإفصاح عن هويته لأنه غير مخول بمناقشة تلك الموضوعات علانية: «إذا استطعنا التقدم في أجندة ميتشل وأجندة العراق فإن ذلك سيكون له تأثير إيجابي على صعيد العلاقات الثنائية، ولكن يجب أن يكون هناك فعل على كلا الجانبين لأن الأمر ليس ببساطة أن السوريين جالسون هناك وينتظروننا». ورفض المسؤولون بالقيادة الوسطى إعلان تفاصيل حول أسماء المسافرين إلى دمشق ولكن بعض المسؤولين الأميركيين الآخرين قالوا إن هؤلاء العسكريين ليسوا من القيادات. وقد رحب عماد مصطفى السفير السوري لدى الولايات المتحدة بالزيارة العسكرية ووصفها بالتقدم المحتمل، قائلا: «اعتادت إدارة (الرئيس السابق جورج بوش) على اتهامنا بمساعدة المتمردين واعتدنا أن نقول إن هذا غير حقيقي، وقلنا إننا نحتاج للجلوس معا ومناقشة القضية ولكنهم لم يكونوا يفعلون ذلك، ولكن الظروف مختلفة في ظل إدارة أوباما، فالإدارة ترغب في مناقشة جميع القضايا وأعتقد أن هذه فرصة قوية للتعاون معها». ويقول مصطفى إن المساعدة على إرساء الأمن في العراق تتفق مع مصالح سورية لأنها تؤوي 1.5 مليون لاجئ عراقي مؤكدا: «إنهم لن يرحلوا إلا إذا شعروا أن العراق أصبح آمنا».

وباستثناء تصريح السفير السوري لدى واشنطن ، لم يصدر أي تعليق رسمي في دمشق على ما نقلته صحيفة «واشنطن بوست». إلا أن مصادر سورية مطلعة لم تستبعد إمكانية حصول ذلك وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن سورية من حيث المبدأ «كانت دائما مع التعاون الأمني لما فيه أمن واستقرار العراق وقد سبق وتعاونت في هذا الخصوص مع الجانبين العراقي والأميركي، كما استضافت اجتماعا موسعا للجنة الأمنية لدول جوار العراق»، وقد شارك فيه الأميركيون مع دول الجوار. إلا أن المصادر أشارت إلى أن «تعاونا ثنائيا أميركيا ـ سوريا في هذا الخصوص لم يحصل»، وقالت المصادر إنه سبق لإدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش أن طلبت من سورية «تعاونا ثنائيا» بخصوص الأمن في العراق، وذلك خلال لقاء وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس مع وزير الخارجية السوري على هامش اجتماع دول جوار العراق الذي انعقد في شرم الشيخ في مايو (أيار) عام 2007 ، «إلا أن سورية رفضت التعاون الثنائي مع إدارة بوش في ظل عدم وجود تعاون سياسي بين البلدين».