إسلام آباد: مقتل وإصابة 70 شخصا في تفجير أثناء صلاة الجمعة

نائب باكستاني يصاب مع أفراد من عائلته بجروح في انفجار رزمة مفخخة

TT

قالت الشرطة إن هجوما انتحاريا داخل مسجد أدى إلى مقتل 30 شخصا على الأقل، وجرح 40 آخرين، بعد انفجار قنبلة أثناء تأدية صلاة الجمعة أمس، بمنطقة أبردير التي تعد جزءا من وادي سوات، شمال غربي باكستان.

ووقع الانفجار في دير بالا في منطقة دير العليا قرب سهل سوات حيث يشن الجيش منذ شهر هجوما كبيرا على حركة طالبان المتحالفة مع «القاعدة». وقال أمين سيد، الضابط في الشرطة المحلية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «عشرة أشخاص قتلوا وأصيب أربعون بجروح». وتشهد باكستان موجة غير مسبوقة من الاعتداءات أدت إلى مقتل 1900 شخص خلال عامين نفذتها طالبان الباكستانية المرتبطة بـ«القاعدة». ومعظم الهجمات تستهدف قوات الأمن ردا على العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش في شمال غربي البلاد. وطالت الاعتداءات مساجد؛ ففي 27 مارس (آذار) فجر انتحاري نفسه في مسجد في جمرود شمال غربي البلاد، مما أدى إلى مقتل خمسين شخصا. وقال عاطف الرحمن كبير المسؤولين الإداريين المدنيين بالمنطقة إن 30 شخصا تأكدت وفاتهم بينما أصيب ما بين 60 و70 شخصا، لكن حصيلة القتلى ربما ترتفع. وأضاف: «ربما ترتفع حصيلة القتلى لما بين 40 و45». وأضاف عاطف الرحمن أن التقارير الأولية تشير إلى أن الانفجار ناجم عن هجوم انتحاري. وذكرت قناة «آج» التلفزيونية أن ما بين 10 و12 طفلا بين القتلى. ودمر الانفجار المسجد بشكل جزئي وألحق أضرارا بمتاجر قريبة. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم لكن مقاتلي طالبان نفذوا في الأسابيع الأخيرة عشرات الهجمات في إقليم الحدود الشمالية الغربية؛ حيث تشن الحكومة عملية واسعة للقضاء على المقاتلين في منطقة وادي سوات ومنطقة دير السفلى. وتتاخم منطقة دير السفلى منطقة دير العليا. وقال وزير الإعلام المحلي إن «السلطات اعتقلت أمير عزت خان ومولانا محمد علم، وهما مسؤولان رفيعان في تنظيم يديره صوفي محمد». وقد مثّل صوفي محمد حركة طالبان في محادثات اتفاق السلام الذي انهار بين الحكومة الباكستانية والحركة، كما أنه والد زوجة مولانا فضل الله، قائد طالبان في وادي سوات.

وفي كراتشي (باكستان) أعلنت الشرطة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن قنبلة انفجرت أمس في منزل نائب باكستاني مما أدى إلى إصابته مع ثلاثة أفراد من عائلته بجروح في كراتشي جنوب باكستان. وأوضح مسؤول في الشرطة المحلية «أن رزمة مفخخة انفجرت في منزل وجرحت أربعة أشخاص بينهم عضو في البرلمان». وهذا الأخير ويدعى يعقوب بيزينجو هو نائب عن الحزب الوطني في ولاية بلوشستان (جنوب غرب) التي تهزها حركات عدة للمتمردين بحسب المصدر نفسه. والضحايا الآخرون هم والدته وابنته وشقيقه. وأضاف الشرطي «أنهم فتحوا الرزمة التي انفجرت»، مضيفا أن التحقيق جار في الأمر. من جهة أخرى في جنيف ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس أنها لا تصل إلى جميع الأشخاص الذين احتجزوا في إطار القتال الذي اندلع في الآونة الأخيرة بشمال غربي باكستان بين القوات الحكومية ومقاتلي طالبان. وقالت كاثرين ريتز المسؤولة بالصليب الأحمر للصحافيين في جنيف إن منظمتها تجري «حوارا» مع الحكومة للحصول على تصريح بالوصول إلى المحتجزين في السجون. وأضافت: «أننا لا نصل إلى جميع المعتقلين في باكستان». ويسمح للجنة بشكل عام بلقاء السجناء والمحتجزين للتأكد من عدم تعرضهم لسوء المعاملة. ومن ناحية أخرى، ذكرت ريتز أن اللجنة نجحت في الوصول إلى مزيد من أماكن الصراع إلا أن عمال الإغاثة ما زالوا بحاجة إلى مزيد من الحرية للوصول إلى الأشخاص المتضررين بسبب القتال. وقالت إن المستشفيات تواجه «وقتا صعبا للتعامل مع الجرحى». وذكرت الأمم المتحدة أن مناشدتها للحصول على تبرعات لباكستان لم يستجب لها على نطاق واسع حيث لم تحصل هيئاتها الإغاثية سوى على نحو 25 في المائة فقط من المال الذي طلبته لمساعدة المحتاجين. ويقدر بأن نحو مليوني شخص نزحوا جراء القتال منذ الشهر الماضي، وذلك بالإضافة إلى نحو نصف مليون شخص نزحوا العام الماضي. إلى ذلك بدأ مدنيون أمس مجددا إخلاء مدن وقرى في وادي سوات بشمال غربي باكستان بعد أن دفعهم الجيش للهرب قبل أن يقوم بهجوم على طالبان كما أعلن مسؤولون محليون. وشن العسكريون هجوما واسعا منذ قرابة شهر ونصف في هذا الوادي الذي سقط في أيدي هؤلاء المقاتلين الإسلاميين المرتبطين بتنظيم القاعدة. وهم يتقدمون فيها من قرية إلى قرية ويأمرون أحيانا السكان بالمغادرة قبل الهجوم. وقد هرب حتى الآن نحو مليونين ونصف مليون مدني من المعارك في خلال ستة أسابيع بحسب تقديرات الأمم المتحدة والحكومة.