البرازيل تعلن أن قطعا عثر عليها قبل يومين لا تعود للطائرة الفرنسية المختفية.. والغموض يزداد

التكهنات تزداد حول تعرض الطائرة لعمل إرهابي.. ومكتب التحقيقات يحذر من التفسيرات المتسرعة

TT

ازداد الغموض الذي يلف حادث اختفاء طائرة الايرباص الفرنسية فوق المحيط الأطلسي، بعد أن تبين أن الأجزاء التي تم انتشالها من المحيط يوم الخميس الماضي، ليست للطائرة الفرنسية، بحسب ما أعلن مسؤول برازيلي أمس.

وقال الجنرال رامون كاردوزو مدير دائرة مراقبة المجال الجوي البرازيلي أمس، إنه «تم التأكد من أن القطع التي انتشلت ليست للطائرة. لقد انتشلنا قطعة من الخشب تستخدم للنقل. تستخدم عادة في الطائرات، إلا أن هذه الطائرة التي كانت متجهة للبرازيل لم تكن لديها واحدة». وأضاف أن بقع الزيت التي وجدت في المحيط ليست من الطائرة الفرنسية التي اختفت، وأن كمية الزيت التي وجدت هي أكبر بكثير من مدى استيعاب الطائرة للزيت. وقال إنها «تعود لسفينة وليس طائرة» لأنها ليست كيروسين.

وكان كاردوزو قد أعلن الخميس الماضي، أن البحرية البرازيلية انتشلت أول قطعة حطام من مستودع الأمتعة على متن الطائرة. وتزيد هذه التصريحات الشكوك حول الأنباء التي تم التداول بها في الأيام الماضية ومفادها أن الحطام الذي شاهدته طائرات برازيلية تعود لطائرة إير فرانس، رغم تأكيد وزير الدفاع نيلسون جوبيم وخبراء فرنسيين أنهم «واثقون» من أن الحطام للطائرة الفرنسية.

ولليوم الخامس على التوالي، تستأنف طائرات وسفن عمليات البحث للعثور على حطام الطائرة، وإذا أمكن، على الصندوقين الأسودين لكشف أسباب اختفاء الطائرة. وهذا أحد أسباب ضرورة توجه أسر الضحايا إلى المنطقة التي تجري فيها عمليات البحث.

وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي وصل إلى ريو لبضع ساعات لتأكيد تضامنه مع أسر الضحايا، «سنحتاج إلى وقت» لكشف أسباب الكارثة. وأضاف للصحافيين: «من المؤكد أننا سنحتاج إلى وقت للحصول على معلومات لأن العمق كبير» في إشارة إلى أن المنطقة التي يفترض أن تكون سقطت فيها الطائرة في المحيط الأطلسي تقع على عمق ثلاثة إلى أربعة آلاف متر.

وردا على سؤال حول إمكانية تعرض الطائرة لاعتداء، قال الوزير إن الخبراء لم يعثروا على «أي دليل» يشير إلى هذه الفرضية. وأضاف «لكننا لا نستثني هذا الاحتمال».

وتزامن ذلك مع إصدار مكتب تحقيقات الحوادث والتحليلات الفرنسي الذي يقود التحقيق بشأن الكارثة، بيانا حذر فيه من أي «تفسير متسرع أو تكهن على أساس معلومات جزئية أو غير مؤكدة».

وكانت صحيفة «إل موندو» الإسبانية قد ذكرت أول من أمس أن طيارين من شركة الخطوط الجوية الإسبانية «اير كوميت» وراكبا، شاهدوا وميضا أبيض في المنطقة التي وقعت فيها الطائرة في المحيط الأطلسي، مما يثير احتمالية سقوطها بسبب انفجار. وكتب أحد الطيارين في تقريره إلى شركة الخطوط الجوية، أنه بينما تقوم طائرة تابعة لشركة «اير كوميت» الإسبانية خلال رحلة من ليما إلى مدريد شاهد ثلاثة أفراد «بشكل مفاجئ وعلى مسافة شعاعا قويا وكثيفا لضوء أبيض» سقط رأسيا لأسفل واختفى خلال 6 ثوان.

وقال إنه شاهد الوميض صباح يوم الاثنين الماضي، عندما سقطت طائرة إيرباص في رحلتها من ريو دي جانيرو إلى باريس في المحيط الأطلسي بعدما تعرضت لظروف طقس سيئة. ولاحظ أيضا قائد الطائرة عواصف لها نشاط كهربي وتشكيلات من السحب بالقرب من طريق الطائرة. وأكدت «اير كوميت» وجود التقرير الذي حصلت عليه «إل موندو» وقالت إنها حولته إلى سلطات هيئة الطيران المدنى الإسبانية وشركتي ايرباص واير فرانس.

وذكرت الصحيفة أن هذا التقرير أكد من جديد على فرضية أن انفجارا قد يكون السبب في الحادث، مضيفا عنصرا آخر في عملية البحث عن تفسير لحدوث أسوا كارثة لطائرة تجارية منذ عام 2001.

ونقلت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية أول من أمس عن مصدر مقرب من التحقيقات في سبب تحطم الطائرة، أنها ربما انشطرت بسبب انفجار أو بسبب عاصفة قوية جدا. وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته: «نستطيع رؤية أجزاء من الطائرة متناثرة على مسافة أكثر من 300 كلم».

ولا تتعارض هذه الفرضيات مع احتمالية أن تفجيرا إرهابيا أو خللا مفاجئا حدث بسبب ظروف المناخ السيئة. وقال خبير الطيران الألماني هاينرش غروسبونغارت لوكالة الأنباء الألمانية، إن الرسائل الأخيرة التي أرسلتها الطائرة قبل وقوعها في المحيط الأطلسي صباح يوم الاثنين الماضي تبدو متناقضة مع نظرية وقوع انفجار عنيف.